استقرار العراق”
واتفق فاول وبارزاني “في الرأي” على أن “استقرار العراق ضروري للمنطقة ويجب عدم إتاحة أي فرصة لظهور الإرهاب مجدداً”، وتطرقا إلى “الهجمات بالمسيرات على إقليم كردستان”، وفقاً للبيان.
ومنذ اندلاع الحرب في غزة، شنت الفصائل المسلحة الحليفة لإيران عشرات الهجمات بالطائرات المسيرة والصواريخ على أماكن تواجد القوات الأميركية في العراق وسوريا، رداً على ما تعده دعما أمريكيا لإسرائيل في الحرب بغزة.
وكان لقاعدة “حرير” في إقليم كردستان نصيب كبير من تلك الهجمات، ما أثار غضب السلطات هناك ودفعها لاتهام بغداد بـ”حماية ودعم” الفصائل المنفذة للهجمات.
وتعرضت القواعد العسكرية التي تشغلها قوات أميركية في العراق وسوريا إلى نحو 100 هجوم مسلح خلال الأشهر الثلاثة الماضية، غالبيتها نفذت عبر طائرات مسيرة ملغمة.
ورغم الخلافات السياسية العميقة بين الحزبين الرئيسين “الاتحاد الوطني” و”الديمقراطي”، إلا أنهما يظهران هذه الأيام موقفاً موحداً حيال رفض الهجمات التي تشنها الفصائل على إقليم كردستان بذريعة تواجد قوات أمريكية هناك.
وقال القيادي في حزب الاتحاد الوطني غياث سورجي في تصريحات صحافية، اليوم (الثلاثاء)، إن “استهداف الإقليم مرفوض وقد أبدينا مراراً رفض القصف سواء من الفصائل المسلحة أو القوات التركية”.
وكان الباحث مايكل بريكنت، رئيس معهد “هدسون” الاميركي، دعا في وقت سابق، إلى “سحب الدعم الاميركي من بغداد، وربما نقله إلى إقليم كردستان”، مشيراً إلى أن “الخيار المناسب الذي يجب أن يتخذه البيت الأبيض مع السياسيين الذين يدعمون الفصائل الموالية لإيران هو معاقبتهم”.
في السياق، قال النائب عن كتلة الحزب الديمقراطي الكردستاني، شيروان دوبرداني، إن وجود قوات التحالف وعلى رأسهم أميركا “مطلب لحفظ وحدة العراق”.
ورجح دوبرداني، خلال تصريح صحافي، أن يدفع الانسحاب الأميركي “المجموعات الإرهابية لتنفيذ هجمات ضد الجيش والبيشمركة”، فيما أشار إلى وجود عقود مع التحالف لصيانة المعدات الدفاعية والأسلحة المهمة، وفي غيابهم من الصعب القيام بهذه الأعمال”.
“جدل الانسحاب”
وما زالت مسألة إنهاء مهمة التحالف الدولي في العراق مثار جدل محتدم بين القوى السياسية، لا سيما أحزاب “الإطار التنسيقي” الحاكم والفصائل القريبة منها، التي تصر على إنهاء مهام هذه القوات، في مقابل اتجاهات أخرى لا ترى مصلحة للعراق في خسارة المساعدة التي تقدمها في إطار جهود التدريب والاستشارة والحرب ضد الإرهاب.
ويعتقد مراقبون أن حكومة رئيس الوزراء السوداني تناور على جبهتي الفصائل المسلحة التي تطالب بإنهاء مهمة التحالف الدولي، والالتزام العراقي مع الولايات المتحدة الامريكية وفقاً لاتفاق الإطار الاستراتيجي.
وبعد إعلان تشكيل لجنة ثنائية لتحديد ترتيبات إنهاء المهمة الدولية، قامت خلال اليومين الماضيين باستطلاع رأي مواطنين عبر رسائل نصية حول رأيهم بـ” استمرار مهمة التحالف الدولي في العراق”.
لكن السفير والدبلوماسي السابق غازي فيصل يستبعد قدرة حكومة السوداني على انهاء مهمة التحالف الدولي لاعتبارات كثيرة، وقال في تصريح لـ”الشرق الأوسط”، إن “الضغط عبر الرسالة النصية على واشنطن لا يعبر ولا ينسجم مع مسؤوليات الحكومة الدستورية والقانونية ومسؤولياتها في العلاقات الدولية والاقليمية، وهي تتصرف بمحض ردود الأفعال وليس المصلحة الوطنية”.
قام جنود في كتيبة تيليمارك النرويجية بتدريبات ميدانية في قاعدة الأسد الجوية- العراق- بإطلاق نار حي، في 19 كانون الأول/ديسمبر 2023، لدعم مهمة قوة المهام المشتركة – عملية العزم الصلب لمنع عودة #داعش. https://t.co/vpDOSzQynd
— التحالف الدولي (@CoalitionAR) January 3, 2024
الرد الاميركي
ويستند وجود القوات الأميركية في العراق إلى ترخيص حكومي يتيح لها العمل في إطار مهمة «التحالف الدولي» للقضاء على تنظيم «داعش»، لكن الحكومة العراقية تقول إن قواتها «باتت مقتدرة» وبإمكانها حماية العراق.
ورداً على الأحاديث العراقية حول انسحابها من العراق وإنهاء مهمة التحالف الدولي، قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، أول من أمس (الاثنين)، أنها لا تخطط حاليا لسحب قواتها البالغ عددها نحو 2500 جندي من العراق.
وقال الميجر جنرال بالقوات الجوية باتريك رايدر في إفادة صحفية: “في الوقت الحالي ليس لدي علم بأي خطط (للتخطيط للانسحاب)، نواصل التركيز بشدة على مهمة هزيمة تنظيم داعش”.
وأضاف إنه “ليس لديه علم أيضا بأي إخطار من بغداد لوزارة الدفاع حول قرار بسحب القوات الأمريكية، القوات الأمريكية موجودة في العراق بدعوة من الحكومة هناك”.
وكشف تقرير لـ«الشرق الأوسط»، الشهر الماضي، أن القوات الأميركية انتقلت إلى مرحلة «الاستجابة المباشرة والسريعة» لهجمات الفصائل العراقية، بعدما تخلّت نسبياً عن «الاعتبارات السياسية» التي كانت تضعها لحكومة محمد شياع السوداني، وفقاً لما ذكرته مصادر مطلعة.
اكتشاف المزيد من صحيفة دي إي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.