يورغن كلوب… كيف نجح في أسر قلوب جماهير «أنفيلد»؟
يبدو أن يورغن كلوب شكل مدرباً من طراز يختلف عن النوعية المعتادة للمدربين في ليفربول، وهو ما يمكن تصوره، لكن المدرب الألماني نجح في بناء علاقة غير عادية مع جماهير «أنفيلد» مثلما فعل عدد من عظماء سبقوه.
وسيظل بيل شانكلي دائماً الرجل الذي حول النادي إلى قوة عالمية، كما أن النجاح الذي حققه بوب بيزلي محلياً وأوروبياً ربما لا يجري تجاوزه على الإطلاق.
كذلك حظي كيني دالغليش بشعبية كبيرة لاعباً ومدرباً، كما حظي بحب الجماهير بسبب مواقفه بعد كارثة هيلسبره.
ولمع نجم كل هؤلاء الرجال عندما كان ليفربول أقوى فريق في إنجلترا، وعندما كان مانشستر يونايتد غير قادر على الحصول على لقب، وكانت أندية مثل تشيلسي ومانشستر سيتي تكافح عادة من أجل الصعود من مسابقات دوري الدرجات الدنيا بميزانيات محدودة.
وعندما وصل كلوب إلى ليفربول قادماً من بروسيا دورتموند في عام 2015، كان الفريق في حالة ركود، على الأقل محلياً، ولم يتوج بلقب الدوري منذ عام 1990، وهو صيام استثنائي عن التتويج لفريق أحرز لقب الدوري 11 مرة منذ عام 1973.
وتزايدت المعاناة مع بزوغ نجم مانشستر يونايتد كأبرز أندية كرة القدم الإنجليزية. ورغم أن ليفربول كان لا يزال فريقاً رائعاً، والدليل على ذلك فوزه على ميلان الإيطالي في إسطنبول والتتويج بلقب دوري أبطال أوروبا، ظل تعثره في الدوري أمراً مؤلماً.
وعندما حل كلوب مكان بريندان رودجرز في أكتوبر (تشرين الأول) 2015، حظي بحب جماهير ليفربول على الفور عندما وصف نفسه بأنه «الرجل العادي»، في الوقت الذي وصف فيه المدرب البرتغالي خوسيه مورينيو نفسه بأنه «الرجل الاستثنائي» لدى توليه مسؤولية تشيلسي، وأضاف كلوب أن ليفربول «ليس نادياً عادياً، وإنما هو نادٍ استثنائي».
أطرب هذا مسامع الجماهير التي تعتز بمدينتها في بداية شراكة بدت مثالية.
ولدى إعلان رحيله بنهاية الموسم الحالي، قال كلوب يوم الجمعة: «أحب كثيراً جداً كل ما يتعلق بهذا النادي، وأحب كل ما يتعلق بالمدينة، وأحب كل ما يتعلق بجمهور فريقنا، وأحب الفريق، وأحب الطاقم الفني».
وكان الشعور متبادلاً؛ فسرعان ما أدرك كلوب المشاعر التي تحرك النادي وتأثير هيلسبره والمنافسة مع الغريم المحلي إيفرتون، والمنافسة الشرسة مع مانشستر يونايتد.
وتمكن من كسب ود الجمهور ليحصل على أكبر استفادة من أجواء ملعب «أنفيلد» الشهيرة؛ إذ كان يركض باتجاه الجماهير رافعاً قبضته في احتفاله الشهير بابتسامته العريضة، والرد كان زئير الجماهير امتناناً وتقديراً.
ووصلت هذه العلاقة إلى أوجها في قبل نهائي دوري الأبطال 2019، عندما عوض ليفربول خسارته 3-صفر أمام برشلونة في لقاء الذهاب بفوزه 4-صفر إياباً في أمسية مذهلة على ملعب «أنفيلد».
ومضى ليفربول بعدها ليهزم توتنهام هوتسبير في النهائي ليحسم اللقب القاري للمرة السادسة لترفع جماهير ليفربول رأسها عالياً من جديد.
وفي العام التالي، حقق لقب الدوري الذي طال انتظاره والذي حسمه قبل سبع جولات على خط النهاية، ومعه يأسر كلوب قلوب جماهير ليفربول التي انتظرت ثلاثة عقود للعودة إلى القمة.
كما قاد النادي للفوز بكأس العالم للأندية وكأس الاتحاد الإنجليزي وكأس الرابطة وكأس السوبر، ورغم أن كلوب قال إن طاقته تنفد فإنه لا ينوي الرحيل بهدوء؛ ففريقه متصدر الدوري الإنجليزي، وسيواجه تشيلسي في نهائي كأس الرابطة، ولا يزال ينافس في كأس الاتحاد الإنجليزي والدوري الأوروبي، ويمكن لكلوب الاستمتاع بكل خطوة في طريقه على ما يبدو للخروج من الباب الكبير.