أعلنت «تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم)» السودانية، عقد اجتماع بين وفد بقيادة رئيسها رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، وقائد «قوات الدعم السريع» محمد حمدان دقلو (حميدتي)، (الاثنين) في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
يأتي اللقاء بعد طلب سابق من «تقدم» لقائد القوات المسلحة، عبد الفتاح البرهان، وقائد «الدعم السريع» (حميدتي)، لعقد لقاءات عاجلة مع التنسيقية لبحث حماية المدنيين وتوصيل المساعدات الإنسانية وسبل وقف الحرب عبر التفاوض.
وتواكب الإعلان عن لقاء حميدتي – حمدوك، مع عودة القصف المدفعي العنيف، واستخدام المسيرات في المناطق العسكرية للجيش و«الدعم السريع» في عدد من المحاور بالعاصمة الخرطوم. وقالت «تقدم» في بيان أصدرته (الأحد) وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إن عدداً من أعضائها بقيادة حمدوك سيلتقي وفداً من «الدعم السريع» بقيادة حميدتي في أديس أبابا.
وكانت «الشرق الأوسط» نقلت (السبت) عن مصادرها أن «استعدادات تجري في أكثر من عاصمة إقليمية لعقد اجتماع مفصلي بين قائد (الدعم السريع)، وتنسيقية (تقدم) بقيادة حمدوك لبحث تطورات الأوضاع في السودان وترتيبات وقف الحرب والقتال في البلاد».
وأعلنت «تقدم» أن اجتماع حمدوك – حميدتي يأتي «ثمرة للخطابات التي أرسلتها لقائدي القوات المسلحة و(الدعم السريع)، ودعتهم فيها للقاءات عاجلة تبحث قضايا حماية المدنيين وتوصيل المساعدات الإنسانية وسبل وقف الحرب عبر المسار السلمي التفاوضي».
وأوضحت «تقدم» أن «الدعم السريع» استجابت لطلب اللقاء، وأن «التواصل لا يزال مستمراً مع قيادة القوات المسلحة لتحديد مكان وزمان للقاء مماثل».
وأبدت «التنسيقية» أملها في أن «تؤدي اللقاءات المزمعة إلى خطوات عملية تنهي المعاناة التي يعيشها الشعب السوداني»، وأن تدفع جهود الحل السلمي لما أطلقت عليه «كارثة حرب 15 أبريل»، وأن تتكامل مع «الجهود الإقليمية والدولية المبذولة لوقف الحرب وإنهائها، وعلى رأسها جهود منظمة (إيغاد) والاتحاد الأفريقي و(منبر جدة)».
قصف متجدد
من جهة أخرى، تجدد القصف العنيف المتبادل بين الجيش و«الدعم السريع» في عدد من المحاور بالعاصمة الخرطوم، وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط»، إن «الدعم السريع» قصفت بالمدفعية الموجهة قاعدة «وادي سيدنا» بشمال أم درمان.
كما قصفت مدفعية «الدعم السريع» عدداً من المناطق في الخرطوم بحري وحول قيادات الجيش في المدينة، ووسط الخرطوم؛ حيث يقع مقر القيادة العامة للجيش.
وردت مدفعية الجيش بقصف عنيف على مناطق سيطرة «الدعم السريع» في وسط الخرطوم بحري وقرب جسري الحلفايا وشمبات اللذين تسيطر عليهما «القوات»، كما استخدم الجيش الطائرات المسيرة في الخرطوم ومنطقة شرق النيل.
وقال الشهود إن «عدداً من (الدانات) سقط في المناطق المأهولة في الحارات (30، و34، و18) بمدينة الثورة شمال أم درمان، والجيش حقق تقدماً في محاور شارع العرضة وحتى منطقة ود البشير غرب وسط أم درمان، إلى جانب سوق أم درمان القديم، وشارع الهجر حتى شارع علي عبد الفتاح وسط وشمال أم درمان».
تفاوض غير مشروط
وعلى صعيد متصل، أبلغ قائد «الدعم السريع» الرئيس الجيبوتي، إسماعيل عمر غيلة، (رئيس الهيئة الحكومية للتنمية «إيغاد»)، استعداده «غير المشروط للتفاوض من أجل تحقيق السلام العادل والشامل في السودان».
ووصل حميدتي إلى العاصمة جيبوتي، الأحد، في ثالثة زياراته الأفريقية التي أعقبت خروجه من السودان، والتي تضمنت سابقاً أوغندا وإثيوبيا.
وقال حميدتي في تغريدة عبر حسابه الرسمي على منصة «إكس»، إنه أكد للرئيس غيلة «التزامه التام بمخرجات مؤتمر رؤساء دول مجموعة (إيغاد)، و(أبلغه) باستعداده غير المشروط للتفاوض من أجل تحقيق السلام العادل والشامل في السودان». وأوضح أنه شرح للرئيس «تطور الأوضاع في السودان على ضوء الحرب الجارية الآن في البلاد من وجهة نظره، ورؤيته لوقفها والوصول لحل شامل ينهي معاناة (شعبنا العظيم)».
من جهته، قال وزير الخارجية الجيبوتي، محمود علي يوسف، في تغريدة عبر حسابه على «إكس»، إن «زيارة قائد (قوات الدعم السريع) ولقاءه مع الرئيس الجيبوتي تندرج ضمن إطار مساعي بلاده بصفتها رئيسة لـ(إيغاد)» من أجل «الوصول إلى وقف إطلاق النار في السودان».
ورأى يوسف أن اللقاء «كان مهماً لبلورة رؤية تساعد الأطراف في الوصول إلى وقف إطلاق النار في السودان»، مشدداً على أن «الشعب السوداني الشقيق سئم من ويلات الحرب، وهذه الحرب أخذت الأخضر واليابس، والبلد دخل في نفق مظلم، وعلى جميع الدول المجاورة والمجتمع الدولي، الاهتمام بجدية بالحرب السودانية – السودانية حتى يتوقف نزف الدم ويعم السلام في هذا القطر الأصيل من أمتنا».
وتتولى جيبوتي بتفويض من اجتماع قمة «إيغاد» الطارئة رقم 41 والخاصة السودان، التي انعقدت في العاصمة جيبوتي يومي 9 و10 ديسمبر (كانون الأول) 2023، وبصفتها رئيسة الدورة الحالية للهيئة الحكومية للتنمية، ترتيبات عقد اجتماع مباشر بين قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، وقائد «قوات الدعم السريع»، لوضع حد للاقتتال في السودان ووقف الحرب.
وأعلنت قمة «إيغاد» الاتفاق على عقد لقاء مباشر بين البرهان وحميدتي بعد 15 يوماً من نهاية أعمال القمة للتوصل لوقف إطلاق النار.