تراجع في حدة المواجهات بين إسرائيل و«حزب الله»


دمشق تسمح بتمديد نقل المساعدات الإنسانية عبر «باب الهوى»

وافقت الحكومة السورية على إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق، التي تسيطر عليها المعارضة في شمال غربي البلاد عبر معبر باب الهوى (جيلفا غوزو) الحدودي مع تركيا لمدة 6 أشهر أخرى. جاء ذلك فيما تسعى الأمم المتحدة لإقناع دمشق بتمديد آلية نقل المساعدات عبر المعبر بشكل دائم من دون تحديد المدة بـ 3 أو 6 أشهر.

وأعلنت تركيا تمسكها بتمديد إيصال المساعدات من خلال معبر باب الهوى، بما يسمح بتوفير احتياجات السوريين النازحين إلى إدلب والمحتاجين في مناطق شمال غربي سوريا، الذين يفوق عددهم 4 ملايين شخص.

وترغب تركيا في السماح لها بالتخطيط لإقامة مشاريع إنسانية وتنموية طويلة المدى في شمال سوريا من أجل استيعاب أكثر من مليون لاجئ سوري من بين نحو 3.3 مليون لاجئ لديها في إطار مشروع للعودة الطوعية للاجئين.

معبر الراعي سمحت دمشق باستخدامه لنقل المساعدات بعد زلزال فبراير في تركيا وشمال سوريا (أرشيفية)

مطالبات بآلية دائمة

وتستخدم الأمم المتحدة معبر باب الهوى الحدودي بين سوريا وتركيا لإيصال المساعدات إلى ملايين الأشخاص في شمال غرب سوريا منذ عام 2014 بتفويض من مجلس الأمن الدولي.

وفي يوليو (تموز) من العام الماضي توقف إدخال المساعدات من خلال المعبر، بعدما فشلت لجنة من 15 عضوا في مجلس الأمن في تمديد الاتفاق بسبب معارضة روسيا، قبل أن تسمح الحكومة السورية لاحقا للأمم المتحدة بالاستمرار في استخدام المعبر لمدة 6 أشهر.

وقالت البعثة السورية لدى الأمم المتحدة، ليل الخميس- الجمعة، إن دمشق «ستمدد التصريح الممنوح للأمم المتحدة باستخدام معبر باب الهوى لإيصال المساعدات الإنسانية إلى شمال غربي سوريا 6 أشهر إضافية حتى 13 يوليو المقبل».

وبحسب المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، إيري كانيكو، تظل الآلية العابرة للحدود هي شريان الحياة للنازحين في شمال غربي سوريا، الذين يفوق عددهم 2.5 مليون شخص.

معبر باب السلامة سمحت دمشق باستخدامه لنقل المساعدات بعد زلزال 6 فبراير الماضي (أرشيفية)

وذكر أن 5 آلاف شاحنة مساعدات عبرت إلى المنطقة في عام 2023، منها 4 آلاف دخلت عبر «باب الهوى».

بوابات إضافية

وعقب الزلزال المدمر في جنوب تركيا في 6 فبراير (شباط) 2023، الذي طال أيضا مناطق في شمال غربي سوريا وخلف أكير من 50 ألف قتيل، سمحت الحكومة السورية للأمم المتحدة باستخدام معبري «باب السلام» و «الراعي» الحدوديين مع تركيا حتى 13 أغسطس (آب) الماضي، وتم تمديد التفويض حتى 13 فبراير المقبل.

وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إنه تم استكمال نحو 170 مهمة مساعدات إنسانية إلى شمال غربي سوريا عبر تركيا منذ زلزالي 6 فبراير وحتى أغسطس الماضي، مشيرا إلى توفير مواد تقنية لمستشفى الأطفال والمرافق الصحية المختلفة في الشمال السوري، ولافتا إلى وجود خطط لإدخال مساعدات جديدة إلى سوريا من معبر «باب السلام» خلال الأيام المقبلة.

مخيم للنازحين في إدلب وقد أغرقته مياه الأمطار (منصة إكس)

وذكر دوجاريك أن موظفي مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، زاروا مشاريع لدعم المأوى والتعليم بتمويل من الصندوق الإنساني في مدينة الباب، على بعد نحو 40 كيلومترا شمال شرقي حلب، عبر الحدود التركية السورية.

وأكد استمرار الاستجابة الإنسانية في شمال غربي سوريا، حيث كانت وكالات الأمم المتحدة خزنت مسبقا، أي قبل انتهاء صلاحية تصريح المساعدة عبر الحدود من خلال معبر «باب الهوى» في 10 يوليو الماضي، إمدادات المساعدات الإنسانية، التي يتم إرسالها وتوزيعها.

وتسعى تركيا لدى الأمم المتحدة وأطراف أخرى إلى الاستمرار في تجديد التفويضين، بعدما أثرت مستويات الاهتمام وأولويات التمويل على حجم المساعدات.

ويعتمد ملايين الأشخاص في شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة جماعات المعارضة على المساعدات، التي تصل عبر تركيا في تأمين الغذاء والدواء وغيرهما من الاحتياجات الأساسية.

وبعد نحو 13 عاما من الصراع، يعاني الكثيرون في أنحاء البلاد من أسوأ ظروف اقتصادية، إذ يعيش 9 من كل 10 سوريين تحت خط الفقر.

وقالت البعثة التركية لدى الأمم المتحدة، إنها تعمل على تذكير الدول المانحة بأن توقف المساعدات قد يكون له عواقب وخيمة على الأرض بالنسبة للمنطقة، وحتى بالنسبة لأوروبا، كما تحض المجتمع الدولي على إعادة النظر في قرارات وقف تمويل المشاريع في شمال غربي سوريا.



المصدر

صالح علي

كاتب ومحرر صحفي

هوكستين ينتظر الرد اللبناني بعد التشاور مع «حزب الله»

حقوقيون يطالبون سلطات بنغازي بكشف مصير ناشط «مخطوف»

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *