روسيا تتحدث عن تلميحات غربية لإيجاد صيغة للسلام في أوكرانيا
بعد فشل الهجوم المضاد الأوكراني في الصيف الماضي في إحراز أي تقدم إقليمي ملموس على القوات الروسية التي دافعت عن خط المواجهة بزراعة حقول ألغام وأسراب من الطائرات المسيرة، أصبحت بعض القوى الغربية المؤثرة والداعمة لكييف تبحث عن مخرج للحرب الروسية الأوكرانية الدائرة منذ فبراير (شباط) 2022، بحسب ما قاله وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الخميس.
وبعد مضي ما يقرب من عامين على الاجتياح الروسي الواسع لأوكرانيا، تسيطر موسكو على حوالي 17.5 بالمائة من الأراضي الأوكرانية، وفي هذا العام، أشار لافروف في مقابلة مع وكالة الإعلام الروسية وقناة روسيا-24 التلفزيونية إلى أن هناك علامات على أن الغرب يغير تكتيكاته واستراتيجيته بشأن أوكرانيا.
قال وزير الخارجية الروسي إن البعض في الغرب يقترحون أن تناقش موسكو السلام مع أوكرانيا لأن الولايات المتحدة وحلفاءها فشلوا في هزيمة القوات الروسية في أوكرانيا. وقال، كما نقلت عنه «رويترز»: «الغرب يغير بالفعل تكتيكاته – وربما يفكر في توضيح الاستراتيجية المتبعة. لأنه إذا كانت الهزيمة الاستراتيجية لروسيا تعد استراتيجية، فإن هذه الاستراتيجية فشلت فشلا ذريعا».
وقال لافروف، الذي أكد مجددا أن موسكو ستحقق كل أهدافها في أوكرانيا «هناك بعض المقاربات والتلميحات: لم لا تلتقي (روسيا) مع طرف في أوروبا مستعد لمناقشة مسألة أوكرانيا دون إشراك أوكرانيا نفسها».
وقال الرئيس فلاديمير بوتين مرارا إنه مستعد لإجراء محادثات بشأن السلام مع أوكرانيا ولكن وفقا لشروط روسيا. وقال مسؤولون أمريكيون إنهم يعتقدون أنه ينتظر الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2024 قبل أن يقوم بأي تحرك جاد نحو السلام.
وتقول أوكرانيا إنها لن تهدأ حتى يتم طرد آخر جندي روسي من أراضيها التي تشكلت حدودها عام 1991 عندما تفكك الاتحاد السوفييتي. ويقول الغرب إنه لن يدفع أوكرانيا نحو السلام.
ويصور بوتين حرب أوكرانيا على أنها معركة من أجل بقاء روسيا في مواجهة الغرب المتغطرس الذي يقول إنه يخطط لتقسيم روسيا وسرقة مواردها الطبيعية الهائلة.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن الغرب لا يسعى إلى تدمير روسيا لكنه يريد أن تهزم كييف القوات الروسية على الأراضي الأوكرانية. وقال بايدن أيضا في عام 2022 إن روسيا عانت من «فشل استراتيجي» في أوكرانيا.
وقال لافروف، الذي يتولى منصبه منذ عام 2004، الخميس، أيضا إن القوى الغربية الكبرى اجتمعت «سرا» منذ حوالي عشرة أيام في إطار اجتماع مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى بالإضافة إلى الدول النامية لبحث «صيغة سلام» اقترحها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وأضاف أنهم اتفقوا على عقد اجتماع آخر في يناير (كانون الثاني) و«قمة سلام» في فبراير (شباط) بناء على صيغة زيلينسكي للسلام. ولم يتم التحقق بشكل مستقل من تصريحاته لافروف.
وتدعو خطة زيلينسكي للسلام المكونة من 10 نقاط إلى انسحاب القوات الروسية ووقف الأعمال القتالية واستعادة حدود الدولة الأوكرانية مع روسيا.
وتقول موسكو إن فكرة زيلينسكي عبثية لأنها لا تشرك روسيا في المحادثات.