الهجوم على الفنانين ومطالبتهم بعدم العمل «أمر سلبي»


​رفضت الفنانة المصرية هالة صدقي الهجوم على الفنانين، واعتبرت مطالبتهم بعدم العمل تضامناً مع أهل غزة: «أمراً سلبياً»، ودعت أصدقاءها وزملاءها في المجال الفني إلى التبرع ومساندة الفلسطينيين الذين يمرون بظروف مأساوية نتيجة الحرب.

ونشرت صدقي على صفحتها بموقع «إنستغرام» مقطع فيديو يحث على التبرع لصالح أهالي غزة، وذلك من كواليس تصوير فيلمها الجديد «كتف قانوني». وكتبت: «أتمنى من كل زملائي في الاستوديوهات والمسارح التبرع لأهالي غزة، عن طريق (جمعية الهلال الأحمر المصرية) بكل وسيلة ممكنة».

هالة صدقي وباسم سمرة والمخرج سامح عبد العزيز من كواليس فيلم «كتف قانوني» (صفحة هالة صدقي على إنستغرام)

ودعت هالة صدقي إلى عدم الالتفات لـ«دعوات تعطيل تصوير الأعمال الفنية»، معتبرة أن «العمل هو أساس الاقتصاد»، مستنكرة ما سمَّتها «الشعارات التي لن تفيد»، قائلة: «الحلول السياسية لأهلها، ودورنا هو العمل والدعم».

وقالت هالة صدقي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إنها لاحظت خلال الأيام الماضية أن هناك «هجوماً غير مبرر على الفنانين»، بالإضافة إلى دعوات تطالبهم «بعدم استكمال تصوير أعمالهم الفنية، والتوقف عن العمل»، ووصفت هذا الأمر بأنه «أصبح نغمة يرددها الناس من دون حساب العواقب التي ستشمل الجميع».

وأبدت صدقي تعجبها من دعوات البعض عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى مقاطعة الأعمال الفنية، موضحة أنها «شاركت بشكل شخصي في أعمال (جمعية الهلال الأحمر المصرية)، وساهمت في دعم أهالي غزة حسب إمكاناتها».

وتساءلت: «هل الحزن والبكاء والجلوس في المنزل بلا عمل سيؤدي لحل جذري يساعد المتضررين من تداعيات الحرب التي لا تزال دائرة؟».

ووصفت دعوات التوقف عن العمل بأنها «ليست عملية، وفي غير محلها»، واعتبرتها «لن تحقق شيئاً يذكر سوى تفاقم الأزمة وتضرر العاملين في المجال الفني».

وتابعت هالة صدقي بأن مصر أيضاً تمر بأزمة اقتصادية كبيرة، لافتة إلى أن «الفن صناعة مهمة في الشرق الأوسط، وخصوصاً مصر، وازدهاره أمر مطلوب».

وأوضحت أن «العمل الفني الواحد يضم كثيراً من العاملين الذين يعتمدون عليه في حياتهم».

وأبدت هالة صدقي استياءها ممن يرون الفن «عملاً بلا هدف»، وقالت إنه «توجد أعمال فنية مهمة»، ورفضت التقليل من شأن العمل بالفن، وقالت إنه «لا يصح أن تهاجم فناناً فقط لأنه يمارس عمله».

الفنانة المصرية هالة صدقي (الشرق الأوسط)

وبينما رأت أن «التوقف خسارة لكل الأطراف؛ لأننا جميعاً منظومة متكاملة»، وصفت المطالبة بالتوقف عن العمل بأنها «أفكار هدامة».

وأعلنت صدقي أنها اتخذت قراراً باستكمال تصوير أعمالها الفنية، بدلاً من الحزن والبكاء، حسب قولها؛ لكنها في الوقت ذاته جاءتها فكرة أن «تدعو زملاءها لمواصلة العمل، والتبرع من داخل الاستوديوهات والمسارح لإنقاذ الحالات الصعبة التي تحتاج للدعم والمساندة».

وأوضحت: «لا بد من أن نعمل بجدية للوقوف بجانب أشقائنا، لذلك يجب أن تُحترم وجهة نظر ورغبة الفنان القادر على العمل». وأضافت: «كذلك يجب احترام وجهة نظر من يرى أن عمله لا يتوافق مع الظروف الحالية».

ومنذ اندلاع حرب غزة، تفاعل معها عدد كبير من الفنانين المصريين، وأعلنوا دعمهم الكامل للفلسطينيين، وتطوعت فنانات مصريات للعمل ضمن أنشطة «جمعية الهلال الأحمر المصرية» للمساعدة في تقديم الدعم والإغاثة لسكان غزة الذين تحاصرهم إسرائيل، وكان من بين المتطوعات: ياسمين صبري، وزينة، وهنا الزاهد، بالإضافة إلى هالة صدقي.

وسبق أن نظمت نقابة الممثلين المصرية وقفة احتجاجية، نددت خلالها بالهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة. ونظمت مجموعة من الفنانين زيارة لمعبر رفح تضامناً مع أهالي غزة.



المصدر

صالح علي

كاتب ومحرر صحفي

«الضبابية» تكتنف المقترحات الأميركية لـ«اليوم التالي» بعد «إنهاء حماس»

ماذا يحدث للدماغ البشري أثناء مكالمات Zoom؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *