ارتفاع وفيات الجوع شهداء وجرحى جراء قصف النازحين واستهداف حشد من الناس ينتظرون المساعدات في غزة


يواصل الاحتلال الإسرائيلي قصفه لمناطق مختلفة من قطاع غزة، مستهدفاً المدنيين والنازحين وقوافل المساعدات الإنسانية. ويأتي ذلك وسط ارتفاع في عدد الوفيات بسبب الجوع وتحذيرات دولية من أن المجاعة أصبحت لا مفر منها.

استشهد 17 فلسطينيا، غالبيتهم من النساء والأطفال، وأصيب آخرون، بغارات إسرائيلية استهدفت 4 منازل للنازحين في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة. وتم نقل جثامين الشهداء والجرحى إلى مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح، وسط توقعات بارتفاع الأعداد.

شنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، غارات على مناطق قريبة من مخيمي الزوايدة والبريج وسط قطاع غزة. وفي منطقة السكة شرق مخيم جباليا شمال قطاع غزة، استمر القصف الإسرائيلي، حيث استهدفت طائرات الاحتلال منزلين بصاروخين.

وفي وقت سابق، أمس الأربعاء، أفادت وزارة الصحة في غزة أن جيش الاحتلال ارتكب تسع مجازر خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، خلفت 86 شهيدًا و113 جريحًا. وأضافت الوزارة أن عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي ارتفع إلى 30717 شهيدا، فيما ارتفع عدد الجرحى إلى 72156 منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر الماضي.

وفي سياق متصل، ارتفع عدد ضحايا الاستهداف الإسرائيلي للمدنيين المنتظرين للمساعدات على دوار النابلسي بمدينة غزة أمس الأربعاء، إلى 5 شهداء وعدد من الجرحى، بحسب مصادر طبية. كما استشهد 7 أشخاص وأصيب ما لا يقل عن 10 آخرين، جراء إطلاق جيش الاحتلال الرصاص والقذائف باتجاه مواطنين كانوا ينتظرون المساعدات بالقرب من حاجز وادي غزة وسط قطاع غزة.

الأمم المتحدة: المجاعة تكاد تكون حتمية

وبعد أن حذرت الأمم المتحدة من أن المجاعة أصبحت شبه حتمية في غزة إذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لتجنبها، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك لقناة الجزيرة إن الدول ذات النفوذ الأكبر على إسرائيل يجب أن تمارس سلطتها التأثير لوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات، ووصف الوضع في غزة. مشددا بشكل مأساوي على ضرورة فتح ممرات إضافية لدخول المساعدات.

وأضاف: “بدون وقف إطلاق النار، لا يمكننا أداء عملنا الإنساني بالشكل المطلوب، ولا يمكننا تلبية احتياجات الناس على الأرض. والآن نقوم بعمل إنساني كلما أتيحت لنا الفرصة. نحن نحاول الوصول إلى المحتاجين قدر الإمكان، لذلك نحن بحاجة ماسة لفتح ممرات إضافية لإدخال المساعدات لأن معبري رفح وأبو سالم غير كافيين”. وأشار المتحدث باسم الأمم المتحدة إلى أن عمليات الإنزال الجوي والتفتيش البحري لا تحل محل فتح المعابر البرية.

وفي السياق نفسه، قال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في فلسطين، جيمس ماكغولدريك، إن عمليات الإنزال الجوي ليست مستهدفة ولا تصل إلى الأشخاص الذين يحتاجون إليها.

وأضاف في مؤتمر صحفي أن هذه العمليات تساعد، لكنها ليست بديلا عن إيصال المساعدات الإنسانية برا، على حد تعبيره.

وحذر ماكغولدريك من تفاقم أزمة الغذاء والأوضاع الصحية في قطاع غزة، وأوضح أن الوضع في شمال غزة وظروف النظافة والصحة ونقص الغذاء، كلها تؤثر على الشريحة الأكثر ضعفا في المنطقة. وذكر أنه تابع حالات الوفاة بسبب الجوع في غزة من مصادر وتقارير مختلفة، مشيرا إلى وفاة رضيع عمره 14 يوما بسبب الجوع.

من جانبها، أدانت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان للنازحين داخليا، باولا جافيريا بيتنكور، جهود إسرائيل المستمرة لعرقلة المساعدات الإنسانية واستخدامها كسلاح، بما في ذلك الهجمات على المدنيين الذين يطلبون المساعدة.

وشدد بيتنكور على أن أي أمر إخلاء يفرض على رفح في ظل الظروف الحالية سيشكل انتهاكا صارخا للقانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان.

في حين أفاد الناطق باسم وزارة الصحة في غزة د. أشرف القدرة، بوفاة فتى 15 عاما في مجمع الشفاء الطبي، ورجل 72 عاما في مستشفى كمال عدوان بغزة. شمال غزة نتيجة سوء التغذية والجفاف، مما يرفع عدد الوفيات بسبب سوء التغذية والجفاف في القطاع إلى 20 شخصا.

وأشار القدرة إلى أن الحصيلة المعلنة لا تعكس إلا ما يصل إلى المستشفيات، وأن العشرات الآخرين يموتون بصمت نتيجة الجوع دون الوصول إلى المستشفيات. وأكد المتحدث باسم الصحة أن المجاعة في غزة وصلت إلى مستويات قاتلة، خاصة بين الأطفال والحوامل والمصابين بأمراض مزمنة، مطالبا بدخول المساعدات الإنسانية والطبية بشكل فوري.

كما طالب القدرة المجتمع الدولي والأمم المتحدة باستخدام كافة أدوات الضغط لضمان الوقف الفوري للعدوان واتخاذ الإجراءات العاجلة لمنع وقوع الكارثة الإنسانية والصحية في شمال غزة.

وشهدت منطقة دوار النابلسي، الأسبوع الماضي، مجزرة استشهد فيها 116 فلسطينيا، عندما أطلقت قوات الاحتلال النار على المدنيين أثناء محاولتهم الحصول على المواد الغذائية من شاحنات المساعدات.

وتشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر الماضي، حربا مدمرة على قطاع غزة، خلفت عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، معظمهم من الأطفال والنساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية وكارثة إنسانية، ما دفع إسرائيل إلى المثول أمام المحكمة الدولية. العدالة بتهمة ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية.





المصدر

صالح علي

كاتب ومحرر صحفي

5 حقائق علمية… لماذا يخفي بعض الأشخاص مرضهم؟

استقرار الجنيه المصري بعد تحرير سعر الصرف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *