إلزام ترمب بدفع تكاليف قانونية لجاسوس بريطاني سابق بعد رفض شكواه



5 قضايا رئيسية يتناولها بايدن في خطاب «حال الاتحاد»

يلقي الرئيس الأميركي جو بايدن، مساء الخميس، الخطاب السنوي عن حال الاتحاد، الذي يأتي في مرحلة مفصلية من المسيرة السياسية للديمقراطي البالغ 81 عاماً، مع سعيه لإقناع الناخبين المترددين بقدرته على هزيمة الجمهوري دونالد ترمب في المواجهة المرجحة بينهما في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر (تشرين الثاني).

وتهيمن قضايا السياسة الخارجية، وخاصة الحرب الروسية – الأوكرانية التي دخلت عامها الثالث، والحرب الإسرائيلية في غزة التي تدخل شهرها السادس، على خطاب الرئيس الديمقراطي. كما تأخذ قضايا الاقتصاد، وأمن الحدود، ومواجهة الهجرة غير الشرعية، وقضية الإجهاض، وحماية الديمقراطية حيزاً مهماً آخر من الخطاب، وسط استقطاب حاد داخل الكونغرس ولدى الرأي العام الأميركي.

ويتزامن الخطاب مع احتدام السباق الرئاسي، واقتراب «جولة الإعادة» بين الرئيس السابق دونالد ترمب، والحالي جو بايدن. إلى ذلك، ووسط تزايد الشكوك في قدرات بايدن الذهنية والبدنية، ستكون الأضواء مركزة على أدائه، وهفواته المحتملة.

أوكرانيا وغزة

دخل بايدن في مواجهة مع الجمهوريين في الكونغرس حول مسارات الحرب في أوكرانيا، مع رفض غالبيتهم في مجلس النواب تمويل معركة كييف ضد موسكو. وتوقع محللون أن يحاول بايدن توجيه اللوم للجمهوريين في إعاقة توصيل المساعدات لكييف، واتهامهم بمساعدة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في حربه ضد أوكرانيا. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن معظم الأمريكيين لا يزالون يؤيدون كييف، وربما سيكون من السهل على بايدن توجيه أصابع الاتهام إلى الجمهوريين في تعطيل المساعدات لكييف.

أما في حرب غزة، التي أسقطت 30 ألف قتيل، فمن المتوقع أن يتناول بايدن جهود إدارته للتوصل إلى وقف مؤقت لإطلاق النار. وقبل خطاب حال الاتحاد بساعات، قال مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية إن بايدن أمر الجيش بإنشاء ميناء في غزة لإيصال مزيد من المساعدات الإنسانية بحراً إلى القطاع الفلسطيني المحاصر. وقال مسؤولون إن الخطوة لن تشمل نشر قوات أميركية في القطاع الفلسطيني، بل سيبقى العسكريون الأميركيون في عرض البحر مع مشاركة حلفاء آخرين في التنفيذ، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.

وأضاف مسؤول، طلب عدم كشف هويته، أن «هذا الميناء، الذي يشمل أساساً رصيفاً مؤقتاً، سيوفر القدرة على استيعاب حمولات مئات الشاحنات الإضافية من المساعدات يومياً». وأوضح مسؤولون أميركيون أن تنفيذ هذا المشروع الكبير «سيتطلب عدة أسابيع للتخطيط والتنفيذ»، وسيشمل ممراً بحرياً لجلب المساعدات من جزيرة قبرص في شرق البحر الأبيض المتوسط.

وكان المسؤولون الأميركيون حريصين على التأكيد أن القوات الأميركية لن تنتشر على الأرض في قطاع غزة الذي يتعرض لقصف إسرائيلي متواصل منذ هجمات «حماس» في 7 أكتوبر (تشرين الأول) على جنوب إسرائيل.

مظاهرات وضغوط

وتنظم مجموعات واسعة من النشطاء مظاهرة لدعم المدنيين الفلسطينيين في غزة أمام البيت الأبيض قبل الخطاب. ويقول المتظاهرون إن بايدن متواطئ في التسبب في معاناة المدنيين والتحيز لصالح إسرائيل.

في الوقت نفسه، سيجلس أفراد عائلات أميركيين تحتجزهم «حماس» منذ هجوم 7 أكتوبر على إسرائيل، بين الحضور في الخطاب كضيوف أعضاء الكونغرس، الذين يقولون إن الإدارة يجب ألا تتوقف عن الضغط على حركة «حماس» لإطلاق سراح الرهائن الأميركيين الست إلى وطنهم.

ويقول جون ألترمان، مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إن أفضل رهان لبايدن هو الانحياز إلى المشاعر المشحونة، وإظهار التعاطف مع كلا الجانبين. وقال ألترمان، الذي عمل أيضاً في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ عندما كان بايدن عضواً في اللجنة: «هناك مدنيون من كلا الجانبين لقوا حتفهم. هناك مدنيون من كلا الجانبين ما زالوا يعانون، وهي منطقة يمكن للرئيس بايدن التركيز عليها وإظهار التعاطف مع معاناة المدنيين، ومع معاناة أهالي الرهائن». ويؤكد ألترمان أنه سيتعين على بايدن ربط هذا التعاطف بالعمل، وليس الاكتفاء فقط بعبارات الحزن والأسف على خسارة حياة المدنيين والتأكيد على ضرورة إطلاق سراح الرهائن، وسيكون عليه أيضاً إيجاد طريقة لإظهار الدعم الأميركي لإسرائيل دون مباركة كل ما تفعله.

القضايا الداخلية

يواجه بايدن مهمة صعبة في خطاب حال الاتحاد، تتمثل في طمأنة الرأي العام أن 4 سنوات أخرى من رئاسته ستكون إيجابية بالنسبة للاقتصاد وتحسين أوضاع الأسر الأميركية، وتهدئة المخاوف فيما يتعلق بأمن الحدود وتشديد الإجراءات ضد الهجرة غير الشرعية، وما يتعلق بالصحة الإنجابية وحق الإجهاض.

ومن المرجح أن يتحدّث بايدن عن نجاحه في دفع مجموعة من مشاريع القوانين الرئيسية، التي وافق عليها الحزبان، في مجالات البنية التحتية والشرائح الإلكترونية والسيطرة على الأسلحة والجهود لدعم برامج الرعاية الصحية وخفض أسعار الأدوية.

ولا شكّ أن بايدن سيروج للمكاسب الاقتصادية التي حقّقتها إدارته خلال السنوات الثلاث الأولى من ولايته، من انخفاض معدلات البطالة والتضخم، وزيادة الإنفاق على البنية التحتية والتصنيع، والتوقعات الإيجابية للاقتصاد. إلا أن معاناة الأميركيين من ارتفاع أسعار السلع والخدمات والرهون العقارية تجعل ترويج هذه الإنجازات مهمة صعبة، حيث تظهر استطلاعات الرأي تراجعاً في تأييد تعامل بايدن مع الاقتصاد.

قضية محورية أخرى سيتناولها بايدن في خطابه، هي أزمة الهجرة غير الشرعية. وقال مسؤول بالبيت الأبيض إن بايدن سيتناول قضية تشديد أمن الحدود، ويعتزم مطالبة مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون بإقرار مشروع قانون الأمن القومي الذي يوفر الموارد والإصلاحات اللازمة لمواجهة قضية الهجرة غير الشرعية.

إلى جانب كل هذه القضايا، لا شكّ أن بايدن سيتطرق إلى «التهديد» الذي تشكّله عودة ترمب إلى البيت الأبيض، حتى إن تفادى ذكر خصمه الجمهوري بالاسم. وقد ألمحت حملة بايدن أن شعار الحفاظ على القيم الديمقراطية سيكون بمثابة الموضوع الأساسي للخطاب، وأن حال الأميركيين أفضل اليوم مما كان عليه قبل 4 سنوات بعد جائحة «كوفيد 19» والاضطرابات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي اتسم بها العام الأخير لإدارة ترمب.

ضيوف الخطاب

سيحضر عشرات من الضيوف خطاب حال الاتحاد بدعوة من البيت الأبيض وأعضاء الكونغرس. وقد ركز البيت الأبيض على دعوة مجموعة من النساء اللاتي فررن من الولايات التي تحظر عمليات الإجهاض، بعد أن ألغت المحكمة العليا الحكم التاريخي في قضية «رو ضد وايد» قبل عامين، ما أدّى إلى فرض قيود على الإجهاض في عدد كبير من الولايات. وتأخذ قضية حق الإجهاض مكانة محورية في انتخابات 2024.

إلى ذلك، وجّه البيت الأبيض دعوة لأرملة زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني، إلا أنها اعتذرت عن الحضور. كما اعتذرت السيدة الأولى لأوكرانيا أولينا زيلينسكا، مشيرة إلى «تعارض في المواعيد».

من جانبه، قام رئيس مجلس النواب، الجمهوري مايك جونسون، وزعيم الأقلية الديمقراطية في المجلس حكيم جيفريز، بدعوة 17 من أقارب الأميركيين الذين قتلوا أو احتجزوا كرهائن على يد «حماس» في هجمات 7 أكتوبر. وستحضر أيضاً الرهينة المحررة ميا سكين الفرنسية – الإسرائيلية التي تم اختطافها خلال مهرجان موسيقي، وتم إطلاق سراحها بعد 50 يوماً من الاحتجاز. كما ستشارك في حضور خطاب الاتحاد أيضاً عائلات 6 من الرهائن الأميركيين الذين يعتقد أنهم ما زالوا على قيد الحياة.

وفي المقابل، دعا ديمقراطيون ضيوفاً فلسطينيين لتسليط الضوء على معاناة المدنيين في غزة، ولزيادة الضغوط على بايدن. وتحضر الفلسطينية انتماء سلامة، وهي طالبة دراسات عليا في جماعة سانت لويس الخطاب، وتعاني أسرتها من الحصار في قطاع غزة.

ولتمثيل أزمة الهجرة على الحدود الجنوبية، تمت دعوة أسرة لاكن رايلي، وهي ممرضة قتلت على يد مهاجر غير شرعي من فنزويلا، لكنها رفضت الحضور. وسيظل المقعد خالياً خلال خطاب حالة الاتحاد تكريماً لها. كما تم دعوة بعض ضباط حرس الحدود الأميركي.



المصدر

صالح علي

كاتب ومحرر صحفي

المعارضون الروس في فرنسا.. ثمن المنفى

وفاة أكيرا تورياما مؤلف شرائط المانغا اليابانية المصوّرة عن 68 عاما

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *