شن جيش الاحتلال، الثلاثاء، سلسلة جديدة من الغارات على مناطق مختلفة في قطاع غزة، مخلفة المزيد من الشهداء والجرحى، فيما يناقش مجلس الأمن الدولي أزمة انعدام الأمن الغذائي في القطاع جراء الحرب.
لليوم الـ144 على التوالي، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب مجازر جديدة بحق المدنيين في قطاع غزة، مخلفا المزيد من الشهداء والجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية.
ارتفعت حصيلة شهداء الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، إلى “29878 شهيداً و70215 جريحاً، منذ السابع من أكتوبر الماضي”، بحسب بيان لوزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، الثلاثاء.
وأشارت الوزارة إلى أن “قوات الاحتلال ارتكبت 11 مجزرة بحق عائلات في قطاع غزة، خلفت 96 شهيداً و172 جريحاً خلال الـ24 ساعة الماضية”.
وأوضحت أن عددا من الضحايا “ما زالوا تحت الأنقاض وعلى الطرقات”، مشيرة إلى أن “قوات الاحتلال الإسرائيلي تمنع طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إلى هؤلاء الضحايا”.
شنت الطائرات والمدفعية والزوارق الحربية الإسرائيلية سلسلة غارات على مناطق متفرقة من قطاع غزة، تركزت على وسط القطاع وجنوبه.
استهدفت الزوارق الحربية الإسرائيلية المناطق الساحلية جنوب قطاع غزة بالقصف المدفعي، وارتفاع عدد الشهداء إلى 9 جراء غارة إسرائيلية استهدفت منزلاً بالقرب من المستشفى الكويتي وسط مدينة رفح.
وسط قطاع غزة، قصفت مدفعية الاحتلال تل الهوى ودير البلح، وأفادت مصادر طبية بإصابة عدد من المواطنين باستهداف إسرائيلي لأحد المنازل في المدينة.
وذكرت مصادر محلية أن طواقم الدفاع المدني انتشلت جثث 5 شهداء من تحت أنقاض منزل في القرارة بعد قصفه من قبل جيش الاحتلال. وتم نقلهما إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح.
كما شهدت أحياء الدرج والزيتون والصبرة بمدينة غزة، سلسلة غارات إسرائيلية أدت إلى استشهاد وجرح العديد من المواطنين، بينهم أطفال ونساء، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
وذكرت الوكالة أن أربعة مواطنين استشهدوا وأصيب العشرات برصاص الاحتلال وقذائف الدبابات غرب مدينة غزة. كما استشهد عدد من المواطنين وأصيب آخرون بقصف إسرائيلي من طائرة مسيرة وسط المخيم الجديد غرب النصيرات.
انعدام الأمن الغذائي
ومن المقرر أن يناقش مجلس الأمن الدولي، الثلاثاء، أزمة انعدام الأمن الغذائي في قطاع غزة، بناء على طلب تقدم به مندوبا سويسرا وغويانا.
وبحسب ما ورد في مذكرة وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية التي تلقاها مجلس الأمن في 22 فبراير/شباط من الشهر الجاري، فإن قطاع غزة يعيش ظروفا إنسانية بالغة الصعوبة تصل إلى حد المجاعة.
وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن المستويات الكارثية لانعدام الأمن الغذائي الحاد تتزايد في جميع أنحاء قطاع غزة، مع تزايد عدد التقارير التي تفيد بأن الأسر تكافح من أجل إطعام أطفالها، فضلا عن خطر الوفاة بسبب الجوع في شمال القطاع.
وبحسب فرق برنامج الغذاء العالمي، يعاني المواطنون من “مستويات غير مسبوقة من اليأس”، في حين حذرت الأمم المتحدة من أن 2.2 مليون شخص على حافة المجاعة.
في 17 نوفمبر/تشرين الثاني، أعلنت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أن السكان في شمال قطاع غزة “على حافة المجاعة وليس لديهم مكان يذهبون إليه” في ظل الحرب المستمرة.
خطر المجاعة
وفي السياق ذاته، أكد الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، جاغان شاباجين، أن خطر الجوع في غزة يتزايد كل يوم، في ظل انعدام الأمن الغذائي الحاد.
وأشار شاباجين في منشور له على حسابه على
وأشار إلى أن أكثر من مليون طفل ومسن في مراكز الإيواء يعانون من خطر الجفاف وأمراض الجهاز الهضمي والتنفسي والأمراض الجلدية وفقر الدم، بحسب تقارير الهلال الأحمر الفلسطيني.
وأضاف: “هذا هو الواقع القاسي الذي يواجهه الناس في غزة كل يوم”، مضيفًا: “أكرر دعوتي لوصول إنساني آمن ودون عوائق لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية الحيوية والمنقذة للحياة”.
“صحة غزة”: مجمع النصر أصبح يشكل خطراً صحياً ويجب إخلاء 120 مريضاً
قالت وزارة الصحة في غزة، إن الاحتلال الإسرائيلي حول مجمع الناصر الطبي في خان يونس جنوب قطاع غزة، إلى “خطر صحي” خلال حصاره واقتحامه، مشددة على ضرورة إخلاء نحو 120 مريضا من المستشفى إلى تلقي الرعاية الصحية في مكان آخر.
دعت وزارة الصحة في غزة، الثلاثاء، إلى ضرورة إخلاء نحو 120 مريضا من مجمع الناصر الطبي في خانيونس جنوب قطاع غزة، إلى مستشفيات أخرى، بعد انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي منه، وتركه في حاجة ماسة. بسلسلة من الإصلاحات العاجلة لتمكينه من تقديم خدماته.
وشددت الوزارة في بيان لها على ضرورة إخلاء أكثر من 120 مريضا من مجمع ناصر الطبي إلى مستشفيات أخرى لتلقي الرعاية الصحية، مشيرة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي حول المجمع إلى “خطر صحي أثناء حصاره واقتحامه”.
وأشارت إلى أن الطاقم الطبي في مجمع ناصر غير قادر على تقديم الرعاية الصحية للمرضى.
كما أكدت أن المجمع يحتاج إلى سلسلة من الإصلاحات العاجلة من أجل تقديم الخدمات الصحية لنحو 1,800,000 مواطن.
وذكرت أن توقف المولد (الكهربائي) وانقطاع الأكسجين وتعطل شبكة الصرف الصحي وانقطاع المياه وتراكم النفايات ونقص الإمكانيات الطبية يعيق العمل في مجمع ناصر الطبي.
ودعت وزارة الصحة في غزة المؤسسات الدولية إلى التحرك العاجل لتوفير الاحتياجات الطارئة لمجمع الناصر الطبي، والضغط على الاحتلال لإطلاق سراح كافة الطواقم الصحية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، أول من أمس الأحد، انتهاء عمليته العسكرية التي بدأها يوم 15 فبراير/شباط الماضي، في المستشفى المكتظ بالجرحى والمرضى وآلاف النازحين، بدعوى وجود نشاط لحركة حماس داخله، والذي كانت الحركة قد أعلنته. رفض.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة، الخميس، أن جيش الاحتلال عاود اقتحام مجمع الناصر الطبي بعد انسحابه منه، وتمركز في محيطه، وحاصره، إلى جانب مستشفى الأمل في المدينة ذاتها، في وقت سابق. نفس اليوم.
ويصعّد جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ أسابيع حملته العسكرية ضد النظام الصحي في خان يونس، وأجبر في الأيام الأخيرة آلاف النازحين الفلسطينيين على مغادرة مستشفى الأمل ومجمع ناصر الطبي في المدينة.