شكّل قرار الاتحاد القطري لكرة القدم تغيير المدرب البرتغالي كارلوس كيروش وتعيين «تينتين» ماركيز لوبيز قبل شهر من انطلاق كأس آسيا على أرضه، رهاناً كبيراً، لكنّ «العنّابي» بات الآن على بعد فوز واحد من الدفاع عن لقبه بنجاح.
حجز أصحاب الأرض مقعدهم في النهائي الكبير، السبت، بمواجهة الأردن، بعد الفوز على إيران 3 – 2 في مواجهة حبست الأنفاس ضمن الدور نصف النهائي الأربعاء.
بدأ المدرب ماركيز عمله مع المنتخب القطري في أواخر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، فإن ارتباطه بالكرة القطرية طوال عقد من الزمن جعل من عمله أسهل.
وبات المنتخب القطري قاب قوسين أو أدنى من إحراز اللقب القاري للمرة الثانية على التوالي بعد الخروج المخيّب للآمال من الدور الأول لكأس العالم 2022 التي استضافتها الدولة الخليجية الغنية بالغاز.
وقال ماركيز إنّ «الطريق لم تكن سهلة قط» منوّهاً باللاعبين لمساعدتهم له طوال هذا المشوار.
وقال المدرّب البالغ 62 عاماً: «اللاعبون طبقوا تعليماتي، فلسفتي وأفكاري على الملعب ويستحقون أن أشكرهم».
وأضاف: «لدينا خطوة واحدة أخيرة متبقية من أجل أن نحقق هدفنا المطلوب».
وأحرز المنتخب القطري لقب كأس آسيا للمرة الأولى في تاريخه عام 2019 تحت قيادة مدرب إسباني آخر، هو فيليكس سانشيس الذي بقي على رأس الفريق حتى نهاية مونديال 2022.
لكنّ العنابي تلقى 3 هزائم متتالية في المونديال، وهو الرصيد الأسوأ لأي بلد مضيف لكأس العالم في تاريخ المسابقة.
وحلّ كيروش مكان سانشيس لكنّ النتائج جاءت متفاوتة؛ حيث خسرت قطر من إيران برباعية نظيفة في نهائي دورة ودية في الأردن في أكتوبر (تشرين الأول).
غادر مدرب ريال مدريد السابق، كيروش، بعد شهرين، ليُعيّن الاتحاد القطري ماركيز للحلول مكانه.
ونُقل عن لسان قائد المنتخب حسن الهيدوس قوله بعد الفوز على إيران، الأربعاء، إنّ «الجميع عمل معاً» بعد تسلم ماركيز.
سبق أن لعب ماركيز مع إسبانيول قبل أن يصبح مدرباً له، كما كانت له محطة في بلجيكا.
عمل لاحقا في أكاديمية أسباير في قطر، قبل أن يعود إلى البلاد عام 2018 ليقضي 6 أعوام على رأس نادي الوكرة.
كسب ماركيز تسمية «تينتين» على خلفية تسريحة الشعر المميزة تيمناً بشخصية الكتاب الهزلي الشهير، لكن المقارنة انتفت مع المدرب الأصلع راهناً.
قال المدرب الذي أصبحت معرفته بكرة القدم القطرية أقوى من أي وقت مضى: «حاولت أن أطبّق أفكاري، فلسفتي الخاصة، لكن لا أستطيع القول: إنني غيرت كل شيء».
وتابع: «كل مدرب لديه أسلوبه الخاص وما حاولت القيام به ببساطة هو نقل أفكاري إلى اللاعبين».
وأردف: «في نهاية المطاف، لدي احترام عظيم لكل من جاءوا قبلي».
استخدم ماركيز اللاعبين الـ26 الموجودين في التشكيلة الحالية خلال دور المجموعات، حيث فاز القطريون بالمباريات الثلاث من دون تلقي أي هدف.
ومن ثمّ فازوا على فلسطين 2 – 1 في الدور ثمن النهائي، قبل أن يجتازوا أوزبكستان بركلات الترجيح في ربع النهائي.
وكان أكرم عفيف نجم المنتخب من دون منازع في النهائيات، مسجلاً خمسة أهداف ومن بينها هدف رائع في مواجهة إيران في دور الأربعة.
عمل ماركيز مع عفيف في وقت سابق من مسيرته، وأعرب اللاعب عن ارتياحه مع أساليب المدرب.
وشرح عفيف: «أبذل قصارى جهدي لأساعده كي يساعدني».
وتابع: «نحن اللاعبين، يجب أن نحترم قرارات المدرب. نحن عائلة واحدة وندعم بعضنا».
ولم تكن قطر من ضمن أبرز المرشحين للفوز باللقب قبل انطلاق النهائيات، إذ إنّ التغيير الفني المتأخر جعلهم في وضع غامض، إلا أنهم باتوا الآن الأوفر حظاً، حسب آراء الكثيرين بمواجهة الأردن الطموحة التي تخوض مباراتها النهائية الأولى على الإطلاق.
وقال ماركيز بعد الفوز على إيران: «لم يوفر اللاعبون أي مجهود الليلة».
وتابع: «لدينا الآن خطوة واحدة أخيرة متبقية من أجل الدفاع عن لقبنا».