ويستمر العدوان الإسرائيلي على غزة لليوم 137 على التوالي، مخلفا المزيد من الشهداء والجرحى وسط تحذيرات دولية من اجتياح بري محتمل لمدينة رفح، فيما قالت اليونيسف إن واحدا من كل 6 أطفال في شمال غزة يواجه سوء تغذية حاد.
لليوم 137 على التوالي، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على غزة باستهداف مناطق مختلفة من القطاع بغارات جوية وقصف مدفعي مكثف، مخلفة المزيد من الشهداء والجرحى وتدمير المنازل والبنية التحتية.
تتواصل التحذيرات الدولية والقلق المتزايد من اجتياح بري محتمل لمدينة رفح أقصى جنوب القطاع، فيما أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة ارتفاع حصيلة شهداء العدوان الإسرائيلي إلى 29195 شهيداً و69170 شهيداً. أصيب منذ 7 أكتوبر الماضي.
وأكدت الوزارة أن الاحتلال ارتكب 9 مجازر في قطاع غزة راح ضحيتها 103 شهداء و142 جريحاً خلال الـ24 ساعة الماضية، فيما لا يزال العديد من الضحايا تحت الأنقاض دون أن يتمكن الدفاع المدني من الوصول إليهم.
وقال مراسل قناة TRT الإخبارية، إن طائرات ومدفعية الاحتلال قصفت مناطق متفرقة من المنطقة الوسطى بقطاع غزة، حيث شهدت ليل الاثنين غارات جوية مكثفة على المنازل الآهلة بالسكان في دير البلح ومخيم النصيرات، خلفت شهداء وجرحى. وأضرار في المنازل.
نقل 3 شهداء إلى مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح بعد قصف الاحتلال لمخيم النصيرات.
وأفاد مراسلنا أن 10 شهداء على الأقل استشهدوا في المنطقة الوسطى بقطاع غزة، تزامنا مع قصف مدفعي مكثف على أحياء الزيتون والتفاح والشجاعية و”شارع 8″ الذي قصفه الجيش الإسرائيلي. وتقدمت آليات الاحتلال وأعادت تمركزها هناك خلال الساعات الماضية.
أفاد مراسل قناة TRT عربي أن جيش الاحتلال حول مستشفيي الناصر والأمل في خانيونس جنوب قطاع غزة إلى ثكنتين عسكريتين، ويواصل حصاره لليوم الـ29 على التوالي، مشيراً إلى أن مستشفيات المدينة في حالة تأهب. تدهور الأوضاع.
كما أفادت مصادر صحفية أن فلسطينياً استشهد برصاص قناصة الاحتلال الإسرائيلي في بلدة عبسان الكبيرة شرق مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، مضيفة أن 7 شهداء و17 جريحاً وصلوا منذ أمس الاثنين. في مستشفى غزة الأوروبي، شرق المدينة.
كما تجددت القصف المدفعي الإسرائيلي على عدة مناطق في حي الزيتون، جنوب شرق مدينة غزة.
وشهدت المناطق غرب مدينة خان يونس قصفا مدفعيا مكثفا منذ الساعات الأولى من صباح الثلاثاء، بالإضافة إلى شن طائرات الاحتلال الإسرائيلي غارتين على مناطق أخرى من المدينة، من بينها المنطقة الحدودية الشرقية لمدينة خان يونس.
كما أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي نيرانه وصواريخه باتجاه فلسطينيين كانوا ينتظرون المساعدات الإنسانية غرب مدينة غزة، بحسب وسائل إعلام محلية.
ويواجه سدس الأطفال سوء التغذية الحاد
قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، إن واحدا من كل 6 أطفال في شمال غزة يواجه سوء تغذية حاد، وأضافت في تقرير نشرته اليوم الاثنين أن “الوضع خطير للغاية، خاصة في شمال قطاع غزة”.
وحذرت المنظمة من أن الأطفال المعنيين سيواجهون مضاعفات طبية والوفاة ما لم يتلقوا العلاج العاجل، مؤكدة أن الوضع يزداد سوءا.
وأشارت إلى أن المساعدات مقطوعة بشكل شبه كامل عن شمال غزة منذ أسابيع، مشيرة إلى أن فحوصات التغذية التي أجريت في الملاجئ والمراكز الصحية بالمنطقة أظهرت أن واحدا من كل ستة أطفال تحت سن الثانية يعاني من سوء التغذية الحاد.
وأوضحت أن النسبة المذكورة تعادل 15.6% من الأطفال في شمال قطاع غزة، وأن من بين هؤلاء ما يقارب 3% يعانون من الهزال الشديد الذي يشكل خطرا على الحياة.
وذكرت أنه تم إجراء فحوصات مماثلة في رفح، وخلصت إلى أن 5% من الأطفال دون سن الثانية يعانون من سوء التغذية الحاد.
وأشارت المنظمة إلى أن ما لا يقل عن 90 بالمئة من الأطفال دون سن الخامسة في غزة يصابون بمرض معدي واحد على الأقل.
وأضافت أن 70% من الأطفال أصيبوا بالإسهال خلال الأسبوعين الماضيين، بزيادة 23 ضعفا مقارنة بعام 2022.
وشددت المنظمة على أهمية وصول المساعدات الإنسانية، وضرورة منع وقوع هجوم جديد على رفح.
تدمير المستشفيات
وفي السياق نفسه، قالت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يشن حرب إبادة ضد المستشفيات “أمام أعين وآذان العالم”. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته اليوم الاثنين في مقر الوزارة برام الله.
وأضافت الكيلة: “لا يوجد مكان آمن، حتى في المستشفيات والمراكز الطبية، حيث شبح الموت يطارد المرضى والجرحى والنازحين هناك”.
وأشارت إلى أن استمرار الهجمات الإسرائيلية المكثفة على مجمع مستشفى ناصر “أدى إلى توقف المولدات الكهربائية، مما يعرض حياة ستة مرضى على أجهزة التنفس الصناعي في وحدة العناية المركزة، وثلاثة أطفال رضع للخطر”.
وأوضحت أن المستشفى تعرض للقصف، ما أدى إلى “مقتل وجرح عدد غير محدد من العاملين في منظمة أطباء بلا حدود، إضافة إلى اختفاء أحد العاملين فيها”.
وحمل وزير الصحة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن حياة الطواقم الطبية والمرضى في مجمع ناصر الطبي.
وناشد الوزير المنظمات الدولية الضغط على الاحتلال لوقف الحرب، والتحرك الفوري وغير المشروط لزيادة دخول شاحنات الإمدادات الإنسانية والصحية إلى غزة، والمساعدة في إجلاء الجرحى المحتاجين للعلاج في الخارج.
“حتى تتوفر الظروف الآمنة.” برنامج الغذاء العالمي يعلن وقف المساعدات لشمال غزة
أعلن برنامج الغذاء العالمي وقف المساعدات الغذائية لشمال قطاع غزة لحين توافر الظروف الآمنة، مؤكدا أن الوضع هناك سيتفاقم وسيتعرض المزيد من الناس لخطر المجاعة.
قال برنامج الغذاء العالمي إن تقديم المساعدات الغذائية الحيوية لشمال قطاع غزة قد توقف “حتى تتوفر الظروف الآمنة”.
جاء ذلك في بيان أصدره البرنامج، الثلاثاء، ونشره على منصة X، أكد فيه أن قرار وقف تقديم المساعدات لشمال قطاع غزة لم يتم الاستخفاف به.
وجاء في البيان: “وهذا يعني أن الوضع هناك سيزداد سوءًا وسيتعرض المزيد من الناس لخطر المجاعة. إن برنامج الأغذية العالمي عازم على الوصول بشكل عاجل إلى الأشخاص الذين لا حول لهم ولا قوة في غزة، ولكن يجب ضمان الأمن اللازم لتوصيل المساعدات الغذائية الحيوية لأولئك الذين يستفيدون منها.
وأشار البيان إلى أن الأحد الماضي شهد استئناف المساعدات للمنطقة بعد توقف دام ثلاثة أسابيع إثر الهجوم على شاحنة تابعة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا).
وأكد أن الأوضاع تدهورت بشكل سريع في المنطقة بعد وصول المساعدات إلى شمال غزة نهاية يناير الماضي.
وأضاف: “تؤكد التقارير الأخيرة أن غزة تنزلق بسرعة إلى الجوع والمرض، حيث أصبح الغذاء والمياه النظيفة شحيحا بشكل لا يصدق، وتنتشر الأمراض. وهذا الوضع يضر بتغذية ومناعة النساء والأطفال، ويؤدي إلى زيادة عدد الأطفال الذين يعانون من نقص التغذية”. سوء التغذية الحاد، والناس يموتون بالفعل لأسباب تتعلق بالجوع”.
وأشار البيان إلى أن البرنامج سيسعى إلى استئناف عمليات المساعدات في أقرب وقت ممكن، مضيفا: “هناك حاجة ملحة لتوسيع تدفق المساعدات إلى غزة على نطاق أوسع لمنع وقوع كارثة. ولتحقيق ذلك، يجب أن تصل كميات أكبر من المواد الغذائية إلى غزة، كما يجب فتح المعابر في شمال القطاع.
وتشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل للبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى قصف القطاع. أبيب يمثل أمام محكمة العدل الدولية بتهمة “الإبادة الجماعية”. جماعي.”