109 أعوام على ملحمة جناق قلعة، يوم هزم العثمانيون 4 جيوش


تركيا تحتفل بيوم الشهيد والذكرى الـ109 لانتصار الجيش العثماني على قوات الحلفاء في جاناكالي، إحدى أعنف المعارك دموية في التاريخ، بعد أن تم مسح مئات الآلاف من جنودها بدمائهم، وهي ملحمة ستبقى شاهداً على معنى الصمود الإنساني.

تحل اليوم الاثنين الذكرى الـ109 لمعركة جاناكالي الشهيرة، والتي تحيي تركيا ذكراها في 18 مارس/آذار من كل عام، تخليداً لذكرى انتصار الجيش العثماني على القوات المعتدية من بريطانيا وفرنسا وأستراليا ونيوزيلندا، والتي شنت ما يعرف بـ “حملة جاليبولي” خلال الحرب العالمية الأولى بهدف الاستيلاء على إسطنبول، عاصمة الدولة العثمانية في ذلك الوقت.

يُطلق على يوم 18 مارس من كل عام في تركيا اسم “يوم الشهيد”، وتنظم فعاليات في جميع أنحاء البلاد، أكبرها في ولاية جاناكالي، بحضور كبار المسؤولين الأتراك. يتم أيضًا إحياء ذكرى هذا اليوم في جمهورية شمال قبرص التركية والممثليات الدبلوماسية التركية في الخارج.

250 ألف شهيد

وحينها فشلت محاولات الحلفاء للسيطرة على إسطنبول، وكلفت تلك المعارك الدولة العثمانية أكثر من 250 ألف شهيد، شارك فيها جنود من سوريا والعراق وفلسطين والعديد من دول العالم الإسلامي. بينما عانت القوات الغازية تقريبًا نفس العدد المذكور أعلاه، خاصة قوات “أنزاك”، وهي قوة عسكرية أسترالية تشكلت في مصر خلال الحرب العالمية الأولى، وشاركت مع قوات الحلفاء الأخرى في غزو شبه جزيرة جاليبولي عام 1915. إعلان.

وتصدت القوات العثمانية لمحاولة أسطول الحلفاء (بريطانيا وفرنسا) اختراق مضيق الدردنيل (ممر مائي دولي يربط بحر إيجه ببحر مرمرة) خلال الحرب العالمية الأولى، بهدف الاستيلاء على إسطنبول.

وحينها أرادت بريطانيا وفرنسا الالتفاف على الطرف الآخر من خلال السيطرة على منطقة المضايق وبحر مرمرة، لتأمين خطوط إمداد للجيش الروسي، فأرسلتا قوات فرنسية وبريطانية، ضمت الأخيرة قامت ألوية من أستراليا ونيوزيلندا، بحملة عسكرية كبيرة التقت بالجيش العثماني في مضيق جاناكالي (الدردنيل)، معتقدين أن المعركة ستكون سهلة، ولن تمر سوى أسابيع قبل سقوط إسطنبول.

النصر على 4 جيوش

تعود فكرة اقتحام الدردنيل في الأصل إلى ونستون تشرشل الذي كان وزيراً للبحرية البريطانية حتى عام 1915م. فشلت الحملة البحرية البريطانية (18 مارس 1915م) عندما اصطدم الأسطول البريطاني بحقل ألغام مخفي في مياه الدردنيل (زرعه طاقم السفينة العثمانية “نصرت” في الليلة السابقة للهجوم). ) وتعرضت لأضرار جسيمة نتيجة لذلك.

وكان لهذا الفشل صدى كبير في جميع أنحاء العالم، وتم فصل تشرشل من منصبه في البحرية البريطانية بسبب قراره الكارثي بخوض معركة جاليبولي.

ثم قررت جيوش بريطانيا وفرنسا وأستراليا ونيوزيلندا شن حملة برية على المضيق، وفي إبريل عام 1915م، نزلت الجيوش الإنجليزية وأستراليا ونيوزيلندا في عدة اتجاهات في شبه جزيرة جاليبولي، كما نزلت قوة فرنسية. على الساحل الآسيوي، إلا أن الجيش العثماني تمكن من التصدي لهذه الحملة البرية، وفشل أيضاً.

وتقام سنويا مراسم إحياء ذكرى شهداء معارك جناق قلعة بحضور المسؤولين والقادة والرؤساء الأتراك وممثلي الدول الأخرى.





المصدر

صالح علي

كاتب ومحرر صحفي

السعودية وفرنسا تبحثان تعزيز التعاون الثقافي

بوتين يخاطب الروس في «الساحة الحمراء» بعد فوزه بالانتخابات الرئاسية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *