يسعى الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترمب، جاهداً للحصول على أموال لدفع غرامة ترتبط بقضية احتيال بقيمة 464 مليون دولار، والسؤال هو: هل يمكن لسوق الأوراق المالية أن تنقذه؟
من المتوقع أن تصبح شركة «ترمب للإعلام»، التي تدير منصته للتواصل الاجتماعي «تروث سوشيال»، شركة مدرجة في البورصة، إذ من المقرر أن يصوّت المساهمون في «Digital World Acquisition Corp» اليوم (الجمعة) على ما إذا كانوا سيحصلون عليها، وفقاً لتقرير لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
وسيكون لدى ترمب حصة لا تقل عن 58 في المائة في الشركة المندمجة، التي تبلغ قيمتها أكثر من 3 مليارات دولار بأسعار أسهم «Digital World» الحالية.
و«Digital World» أو «DWAC»، هي ما يُعرف باسم «SPAC»، أو شركة أُنشئت خصيصاً لشراء شركة أخرى وطرحها للتداول العام.
وقد تأتي هذه الخطوة بمكاسب غير متوقعة محتملة لترمب، مقابل شركة حذّر مدقق حساباتها العام الماضي من أنها مُعرضة لخطر الفشل.
وتظهر بعض العلامات الحمراء العديدة المرتبطة بالصفقة، بما في ذلك الدعاوى القضائية التي لم يتم حلها من شركاء العمل السابقين. هناك أيضاً تسوية بقيمة 18 مليون دولار وافقت «Digital World» على دفعها العام الماضي لحل اتهامات الاحتيال المتعلقة بكيفية وضع خطة الاندماج.
ويبدو أن مؤيدي «Digital World» – وغالبيتهم العظمى من المستثمرين الأفراد لا من شركات وول ستريت، والعديد منهم من الموالين لترمب – غير خائفين من الخطوة، بحسب تقرير «بي بي سي».
قال تشاد نيدوهين، أحد مؤيدي الصفقة، مؤخراً «هذا يعني وضع أموالك في مكان آخر من أجل حرية التعبير، لإنقاذ بلدك، ومن المحتمل أن تخسرها كلها».
إذا تمت الموافقة على عملية الشراء، وهو أمر متوقع، فسيبدأ تداول الأسهم في بورصة «ناسداك» تحت رمز «DJT».
ومن غير المرجح أن تحلّ الصفقة على الفور القضايا المالية الأكثر إلحاحاً التي يواجهها ترمب، مثل عقوبة الاحتيال في نيويورك.
ويُمنع الرئيس السابق من بيع أسهمه لمدة 6 أشهر على الأقل، على الرغم من أن الشركة الجديدة يمكن أن تمنحه إعفاءً.
وقد يحاول ترمب الحصول على قرض، مدعوماً بقيمة الأسهم. لكن في هذه الحالة، قال المحللون إن البنك قد يقرضه أقل بكثير من قيمة الأسهم على الورق، نظراً للمخاطر المحتملة للعمل.
لكن ذلك لم يمنع بعض أنصاره من الشعور بأمل في أن يساعده دعمهم.
وحضّ نيدوهين المستثمرين في برنامجه هذا الأسبوع على الموافقة على الصفقة، معتقداً أنها قد تساعد الرئيس السابق في معاركه القانونية. وقال: «إذا اكتمل الاندماج يوم الجمعة الساعة 10 صباحاً وأصبح لدى ترمب فجأة 120 مليون سهم في (DJT) بقيمة 3 أو 4 أو 5 مليارات دولار، فمن يدري؟ يمكنه بسهولة الاستفادة من ذلك للحصول على قرض».
وخطر خسارة المساهمين في «Digital World» للأموال يعدّ كبيراً، وفقاً للمحللين. ويُذكر في هذا الشأن أن سعر سهم الشركة حالياً هو نحو 43 دولاراً. وهذا أقل من أعلى المستويات التي وصلت إليها بعد الإعلان عن خطط شراء شركة «ترمب ميديا».
لكن هذا لا يزال يعني أن قيمة شركة «ترمب ميديا» تزيد على 5 مليارات دولار، وهو مبلغ كبير بالنظر إلى أنها حققت إيرادات بقيمة 3.3 مليون دولار فقط في الأشهر التسعة الأولى من العام الماضي، وخسرت نحو 50 مليون دولار.