نواكشوط – دافعت الحكومة الموريتانية بقوة عن مفاوضاتها الجارية مع الاتحاد الأوروبي بشأن اتفاق تعاون حول إدارة ملف الهجرة سيتم التوقيع عليه بداية الشهر المقبل.
ويواجه هذا الاتفاق انتقادات شديدة من السياسيين والمدونين والأحزاب، حيث تتهم حكومة ولد الغزواني بالقيام بإعادة توطين المهاجرين المرحلين من دول الاتحاد الأوروبي أو العابرين من موريتانيا مقابل الحد الأدنى من التمويل مقارنة بما دفع لتركيا لنفس المهمة.
أعرب ناني ولد أشروقة، وزير النفط والناطق باسم الحكومة الموريتانية، عن استغرابه من أهداف ما وصفها بـ”الحملة السوداء” التي يقوم بها البعض فيما يتعلق بالهجرة من أجل ترهيب المواطنين الموريتانيين، مؤكدا أنه “لا يمكن لأحد أن يتفوق على الحكومة في وفائها وحبها للوطن”. .
ونفى بشدة “وجود أي اتفاق بين موريتانيا والاتحاد الأوروبي حتى الآن فيما يتعلق بمسألة الهجرة”، مشيرا إلى أن “ما حدث هو أن موريتانيا طالبت بوضع إطار تعاوني مع الاتحاد الأوروبي في مجال الهجرة بسبب تطور الأوضاع المحلية والإقليمية”.
وقال: “إن العلاقة القائمة حاليا في مجال الهجرة هي علاقة ثنائية بين موريتانيا وإسبانيا منذ عام 2003، ونظرا لتغير العديد من الأوضاع، طالبت موريتانيا بمراجعتها، وهو ما يحدث حاليا، مؤكدا أن “النقاش يجري مع الاتحاد الأوروبي حول العديد من القضايا الملحة، من أجل حماية حدود موريتانيا”.
وجاء دفاع الحكومة عن اتفاق الهجرة فيما تجري الاستعدادات لتوقيع اتفاق بين الحكومة الموريتانية وكل من الاتحاد الأوروبي وإسبانيا بشأن إدارة ملف المهاجرين غير النظاميين الذين يتدفقون إلى الأراضي الموريتانية متجهين إلى أوروبا، و فيما تواصل أوساط المعارضة الموريتانية والرأي العام الموريتاني تحذيراتها من ذلك. ويعود الاتفاق، بحسب تحليلها، إلى أنه يفتح الباب أمام توطين المهاجرين الأجانب ومنحهم الإقامة على الأراضي الموريتانية، مع “تداعيات على الأمن والاستقرار الاجتماعي للبلاد”. ويأتي هذا الاتفاق، الذي سيتم توقيعه في السابع من مارس المقبل حسب جدول الأعمال المقرر، ثمرة شراكة في مجال الهجرة، أثمرت عنها الزيارة الأخيرة لموريتانيا التي قام بها رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، برفقة من قبل رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، على أساس المفاوضات التي بدأت في ديسمبر. وفي ديسمبر الماضي في بروكسل بين موريتانيا والاتحاد الأوروبي حول الهجرة.
مقابل قيام موريتانيا بإدارة ملف الهجرة بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي، أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، أن الاتحاد سيقدم تمويلا لمشاريع في موريتانيا بغلاف إجمالي يقارب مليار يورو.
ورغم الانتقادات الموجهة إلى اتفاق الهجرة، واصلت الأطراف الموريتانية والأوروبية نهجها الجاد تجاه التوقيع على هذا الاتفاق الخاص، حيث ستزور المفوضة الأوروبية للشؤون الداخلية، إيلفا جوهانسون، موريتانيا في 7 مارس المقبل، لاستكمال إجراءات الهجرة. توقيع الاتفاقية.
وأكدت معلومات مسربة أن الاتفاق ينص على السماح بنشر عناصر من وكالة الحدود وخفر السواحل الأوروبية (فرونتكس) على الأراضي الموريتانية لمكافحة الهجرة غير النظامية.
وستكون هذه أول مهمة عملياتية لفرونتكس على أراضي دولة ثالثة ليس لها حدود مع أحد أعضاء الاتحاد الأوروبي، ولا تقع جغرافيًا في أوروبا.
ويسعى الأوروبيون من خلال الاتفاقية إلى منح أعضاء هذه الوكالة الحصانة المطلقة من المساءلة القانونية، وعدم القيام بأي عمل يتعارض مع القوانين والتشريعات المعمول بها في الاتحاد الأوروبي، وأيضا منع أعمال الفساد من القيام بها. مما يؤثر على الوسائل والموارد المخصصة للتعاون في المجالات المحددة في الاتفاقية.
منظمة الصحة العالمية تحذر من “كارثة إنسانية” في السودان
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية إن آلاف السودانيين فقدوا أرواحهم بسبب عدم حصولهم على الخدمات الصحية، محذرا من كارثة إنسانية مع استمرار القتال.
حذّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، من “كارثة إنسانية” في السودان، في ظل القتال الدائر منذ أبريل/نيسان 2023.
وقال غيبريسوس، خلال مؤتمر صحفي، الأربعاء، إن أكثر من 6 ملايين شخص أجبروا على النزوح داخل السودان، فيما لجأ نحو مليوني شخص إلى دول مجاورة، وهذا “أكبر نزوح بشري في العالم”.
وأشار إلى أن “نصف السكان بحاجة إلى مساعدات إنسانية، لكن الشركاء لا يستطيعون الوصول إلى معظمهم، وقد قُتل حتى الآن أكثر من 14 ألف شخص”.
وشدد غيبريسوس على أنه إذا تجاهل العالم المعاناة في السودان فإن عدد القتلى سيرتفع.
ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، منذ منتصف أبريل/نيسان 2023، حربا خلفت آلاف القتلى وملايين النازحين واللاجئين، بحسب الأمم المتحدة.
اكتشاف المزيد من صحيفة دي إي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.