عن المجموعة الرابعة، تواجه الجزائر مساء الإثنين منتخب أنغولا على ملعب “السلام” في الجولة الأولى من كأس الأمم الأفريقية التي تحتضنها ساحل العاج. ويسعى الخضر بقيادة محرز تجاوز “كبوة” النسخة الماضية والتألق قاريا من جديد، خاصة بعد نحس 2022، الذي راكمت فيه ثعالب الصحراء الإخفاقات، لكنها “كشرت” عن أنيابها مجددا، وحصدت نتائج إيجابية في الآونة الأخيرة. فهل سيواصل الخضر على هذا الدرب لاستعادة تألقهم القاري و”إسعاد” الجماهير الجزائرية وفق طموحات المدرب جمال بلماضي؟
نشرت في:
7 دقائق
على ملعب “السلام” في مدينة بواكي شمال أبيدجان، سيسعى ثعالب الصحراء، بطل أفريقيا في 1990 و2019، إلى تحقيق الفوز على أنغولا لتدشين مشوارهم في نهائيات كأس الأمم الأفريقية إيجابا، ومواصلة مسيرة عودتهم إلى الأضواء قاريا والتنافس القوي على اللقب.
ويخوض المنتخب الجزائري النسخة 34 من كأس الأمم الأفريقية بساحل العاج بإرادة فولاذية، يطغى عليها السعي لاستعادة الأمجاد الأفريقية، خاصة بعد نحس 2022 الذي اعتبر أصعب عام في مسيرة بلماضي إلى جانب ثعالب الصحراء في مغامراتهم القارية، والتي توجت في 2019، عبر جيل ذهبي، بطلا للقارة السمراء.
وأقصي الخضر من الدور الأول لكأس الأمم في الكاميرون 2022، كما خسروا في الدور الفاصل المؤهل لنهائيات كأس العالم في قطر أمام الكاميرون (1-0 ذهابا في ياوندي و1-2 بعد التمديد المثير إيابا في الجزائر)، بهدف قاتل في الثانية الأخيرة من الوقت البدل عن ضائع لمباراة الإياب.
ورغم هذا الإخفاق المزدوج، ظل بلماضي يحظى بثقة مسؤولي الكرة في البلاد، ما ساعد الخضر على العودة سريعا إلى أضواء الكرة القارية. فعادت الجزائر لسكة الانتصارات، وتأمل جماهير ثعالب الصحراء في أن يواصل محرز وزملاؤه على نفس المنوال في ساحل العاج، وهي رغبة جامحة عبر عنها بلماضي في آخر تصريحاته، قد تعزز حظوظ الخضر في حصد نجمة ثالثة بعد نجمتي 1990 و2019.
وتصدرت الجزائر مجموعتها في التصفيات بـ16 نقطة من أصل 18 ممكنة، وهي واحدة من ثلاثة منتخبات فقط لم تخسر خلال هذه المرحلة إلى جانب كل من السنغال وغانا. كما حققت انطلاقة قوية في تصفيات كأس العالم 2026 بانتصارين، بينهما فوز بثنائية نظيفة خارج القواعد أمام موزامبيق.
“نملك منتخبا ممتازا”
وقال يوسف بلايلي لاعب الوسط الفائز ببطولة 2019 لموقع الاتحاد الأفريقي (كاف) “نملك منتخبا ممتازا وسنتنقل إلى كوت ديفوار من أجل تحقيق نتيجة جيدة، ولما لا التتويج بكأس أمم أفريقيا”.
ولهذا الهدف، يعتمد بلماضي في هذه المنافسة القارية على تركيبة من اللاعبين، حافظ فيها على بعض أعمدة الفريق التي شكلت إضافة إلى آخرين الجيل الذهبي للخضر، وعززها بعناصر لمع نجمها في أنديتها وخاصة تلك التي تلعب في أندية أوروبية، وسيكون عليه بعث المزيد من الانسجام بين خطوطها، عبر خطة، تراعي إمكانيات ومواهب كل فرد في المجموعة.
ويدخل “ثعالب الصحراء” نسخة ساحل العاج بدفاع واعد حول المخضرمين يوسف عطال وعيسى ماندي. ويشكل محمد أمين توغاي الذي يلعب مع الترجي التونسي وسيبلغ 24 عاما في 22 كانون الثاني/يناير الحالي، قطب الدفاع مع ماندي.
وفي الجانب الأيسر، يناوب بلماضي بين ياسر العروسي (23 عاما) المعار هذا الموسم من تروا الفرنسي إلى شيفيلد يونايتد الإنكليزي، حيث لا يلعب كثيرا (6 مباريات) وريان آيت نوري (22 عاما) الذي يلعب مع ولفرهامبتون الإنكليزي بعدما تألق مع أنجيه الفرنسي.
كما تعول الجزائر على لاعبين واعدين جدا هما فارس شايبي، لاعب خط الوسط المبدع لأينتراخت فرانكفورت الألماني والبالغ من العمر 21 عاما فقط، ومحمد عمورة، هداف أونيون سان-جيلواز البلجيكي صاحب 23 عاما.
اقرأ أيضاأسود ونسور وأفيال… تعرف على خفايا وأسرار ألقاب المنتخبات المشاركة في كأس الأمم الأفريقية 2024
واكتشف شايبي المنتخب الجزائري في آذار/مارس الماضي، فيما يلعب عمورة مع الخضر منذ فترة أطول (2021) ولم يشركه بلماضي في أي مقابلة من مباريات كأس الأمم الأفريقية بالكاميرون. وكلاهما يتألقان أوروبيا. سجل عمورة 17 هدفا في 25 مباراة في مختلف المسابقات، كما برز شايبي في دور الممرّر الحاسم مع فريقه (9 في 22 مباراة).
فضلا عن ماندي وعطال، لا يزال بلماضي يعتمد على “محاربيه” القدامى، بدءا بالنجم رياض محرز، قائد المنتخب في 2019 حتى اليوم يبلغ الآن 32 عاما من العمر، وكان قد انتقل من مانشستر سيتي الإنكليزي إلى أهلي جدة السعودي. ثم لاعب الوسط إسماعيل بن ناصر (ميلان الإيطالي)، وكذا المدافع رامي بن سبعيني (بوروسيا دورتموند الألماني)، إضافة إلى لاعب الوسط حسام عوار (روما الإيطالي).
وسيستفيد بلماضي أيضا من خدمات المخضرم إسلام سليماني الذي يلعب في دوري الدرجة الثانية البرازيلي لصالح كوريتيبا، بعمر 35 عاما، ومهاجم السد القطري بغداد بونجاح (32) الذي سجل في نهائي 2019 ضد السنغال (1-0).
واستقدم المدرب الجزائري مواهب جديدة للخضر كمهاجم رين أمين غويري، الذي حرمته الإصابة من المشاركة أول مرة في كأس الأمم الأفريقية، بعد أن خاض أول أربع مباريات دولية بين تشرين الأول/أكتوبر وتشرين الثاني/نوفمبر، فيما سيكون لاعب وسط روما الإيطالي حسام عوار حاضرا. فبعد 15 مباراة مع المنتخب الأولمبي الفرنسي، انتهى الأمر باللاعب الذي تكون في ليون الفرنسي باختيار الدفاع عن ألوان الجزائر في حزيران/يونيو الماضي. لكن يبدو أن أهم اكتشاف فرنسي جزائري لبلماضي هو حارس مرمى كاين أنتوني ماندريا.
“مجرد كبوة بطل”
وإذا كانت تبدو المجموعة الرابعة، التي تضم أيضا موريتانيا وبوركينافاسو، في متناول الجزائر على الورق، إلا أن جمال بلماضي، الذي يقود الخضر منذ أكثر من 5 سنوات، أقرأنه “لم يعد هناك منتخبات صغيرة في أفريقيا”.
وتتواجه الجزائر وأنغولا للمرة الثانية في كأس الأمم الأفريقية. وأسفرت مواجهتهم السابقة الوحيدة عن التعادل السلبي في دور المجموعات من نسخة 2010. وتشارك الجزائر للمرة الـ20 كأس الأمم الأفريقية. وهذا هو الظهور السادس على التوالي لها في كأس الأمم الأفريقية، وهي أطول سلسلة منذ التأهل لسبع بطولات متتالية بين عامي 1980 و 1992.
أما أنغولا، فهو الظهور التاسع لها في كأس الأمم الإفريقية. وتأهلت من مراحل المجموعات في كأس الأمم الأفريقية في مناسبتين فقط (2008 و 2010 ، والأخيرة كمستضيف). لكنها لم تفز أبدا بمباراة في المرحلة الموالية.
وذكرت الصحافة الجزائرية نقلا عن الاتحاد المحلي لكرة القدم أن الخضر أجروا حصة تدريبية أمس واكانت الأخيرة لهم على ميدان “الثانوية الكلاسيكية” ببواكي.
وفي تصريح للمدرب الجزائري في مؤتمر صحافي الأحد، أكد بلماضي أن المواجهة الأولي في أي بطولة دائما تكون صعبة خاصة أنها أمام منتخب كبير وهو أنغولا، مضيفا “لدينا تحد وهو أن نفوز بكل المباريات ونثبت أن تعثر النسخة الماضية 2021 كان مجرد كبوة بطل لا أكثر”.
وبتواضع الكبار، شدد بلماضي في نهاية حديثه على أن “منتخب الجزائر ليس مرشحا للفوز بالبطولة ويسعي بكل قوة للتقدم والوصول لأبعد مدى في هذه النسخة وهدفنا دون شك إسعاد الجماهير الجزائرية”.