قال مسؤولون وناشطون فلسطينيون، إن إسرائيل حاولت استثمار الحرب على غزة، وتوفير الحماية والغطاء الأمني للمستوطنين لتنفيذ هجمات متكررة على الفلسطينيين في الضفة الغربية.
وتصاعدت هجمات المستوطنين على الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، تحت غطاء أمني، منذ اندلاع الحرب على غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
وأشار مسؤول فلسطيني ونشطاء في مقاومة الاستيطان، إلى أن “الجيش الإسرائيلي تحول إلى ميليشيا يقودها مستوطنون يرتدون الزي العسكري”.
105 اعتداء بالزي العسكري
وقال أمير داود مسؤول التوثيق في لجنة مقاومة الجدار والاستيطان التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، إنه تم توثيق 105 اعتداءات نفذها مستوطنون يرتدون زي الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول وحتى الأسبوع الأول من يناير/كانون الثاني.
وأكد داود أن الاعتداءات “تمت بالزي العسكري وبأسلحة الجيش”، ووصف الظاهرة بـ”الخطيرة”.
واعتبر أن “ما يجري هو تبادل وظيفي، ولا نعتقد أن اعتداءات المستوطنين عشوائية، بل هي مخططة وموجهة في الأروقة الرسمية”.
وقال داود إنه يتم تدريب مستوطنين مسلحين من مجموعات “تدفيع الثمن” و”شباب التلال” لمضايقة السكان البدو وملاحقتهم ودفعهم لإجبارهم على المغادرة دون تدخل من المؤسسة الرسمية.
وأشار إلى أن 22 تجمعا نزحوا منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، وأن “الجيش الإسرائيلي يوفر الحماية للمستوطنين من الملاحقة القانونية، ما أدى إلى استشهاد 10 فلسطينيين في الأشهر الأخيرة”.
ومنذ تشكيل الحكومة الإسرائيلية الحالية قبل عام برئاسة بنيامين نتنياهو، وهو ائتلاف يضم أحزاب اليمين المتطرف، تصاعدت الأنشطة الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وتعتبر الأمم المتحدة الاستيطان الإسرائيلي غير قانوني، وتدعو عبثا إلى وقفه.
“إنهم يتبعون أوامر المتطرفين.”
من جانبه، قال الناشط الفلسطيني في منظمة “شباب ضد الاستيطان” (غير حكومية)، عيسى عمرو، إن مستوطنين يشنون هجمات بالزي العسكري منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
وأضاف: “جزء من المستوطنين نفذوا هجمات أثناء الخدمة العسكرية لأنهم جنود احتياط، وتصرفوا وكأنهم مستوطنون وليس جيشا، وبأوامر من المتطرفين السياسيين ومجموعاتهم الاستيطانية”.
وتابع: “هناك مستوطنون يرتدون الزي العسكري وهم خارج الخدمة، وتتم الاعتداءات دون القدرة على ملاحقتهم أو مواجهتهم لأنهم يرتدون الزي العسكري ويحملون السلاح”.
وختم قائلا: “فالمستوطنون اليوم يتصرفون كما يريدون، وهم مجموعة إرهابية منظمة، ويتمتعون بتغطية سياسية وعسكرية”.
وأشار عمرو إلى قرار تسليح المستوطنين الصادر عن وزير الأمن الداخلي إيتمار بن جفير، قائلا: “الحكومة تنشئ رسميا ميليشيات هدفها تهجير وقتل الفلسطينيين”.
الاستثمار الحربي
بدوره، أكد الناشط المناهض للاستيطان بشار القريوتي، رصد عشرات الاعتداءات على بلدته قريوت والقرى المجاورة لها جنوب نابلس، من قبل مستوطنين يرتدون الزي العسكري.
واعتبر القريوتي “استغلال المستوطنين للحرب على قطاع غزة، فهم يقتحمون المنازل ويدمرون كل ما فيها ويسرقون ما يستطيعون، كل ذلك وهم يرتدون الزي العسكري الذي يوفر لهم الحماية”.
وفي الخامس من كانون الثاني/يناير، كشفت حركة “السلام الآن” اليسارية الإسرائيلية عن طفرة غير مسبوقة في النشاط الاستيطاني في الضفة الغربية منذ بداية الحرب على قطاع غزة.
وتشير تقديرات السلام الآن إلى أن أكثر من 700 ألف مستوطن يقيمون في المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية.
ومنذ اندلاع الحرب على غزة، كثف جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته في الضفة الغربية ووسع عمليات التوغل والمداهمات، ما أدى إلى استشهاد 373 فلسطينيا وإصابة نحو 4250 آخرين.
في حين خلفت الحرب المدمرة التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على غزة، حتى الأربعاء، 25700 شهيد و63740 جريحاً، معظمهم من الأطفال والنساء، بحسب السلطات الفلسطينية، وتسببت بدمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة، بحسب السلطات الفلسطينية. إلى الأمم المتحدة.
وتثمن حماس الموقف المصري الرافض للتهديدات الإسرائيلية بشأن محور فيلادلفيا
وثمنت حركة حماس رفض مصر للتهديدات الإسرائيلية بشأن محور فيلادلفيا، ردا على موقف القاهرة الرافض لأي تحرك إسرائيلي لاحتلال المحور الحدودي بين غزة ومصر واعتباره تهديدا خطيرا للعلاقات.
ثمنت حركة المقاومة الإسلامية حماس، اليوم الخميس، موقف جمهورية مصر العربية الرافض للتهديدات الإسرائيلية بشأن محور فيلادلفيا الحدودي مع قطاع غزة.
وقال طاهر النونو، المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي للحركة، في بيان له، الخميس: إن الحركة تثمن موقف مصر الشقيقة تجاه تهديدات الاحتلال بشأن محور صلاح الدين (فيلادلفيا).
وشدد النونو على أن هذا الموقف “يعبر عن أهمية الدور المصري وتأثيره في دعم ومساعدة شعبنا الفلسطيني في هذه المعركة التاريخية، ووقف العدوان الغاشم الذي يتعرض له شعبنا خاصة في غزة”.
وقال ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية، يوم الاثنين، إن “أي تحرك إسرائيلي تجاه احتلال محور فيلادلفيا أو صلاح الدين في قطاع غزة سيؤدي إلى تهديد جدي وخطير للعلاقات المصرية الإسرائيلية”.
وأضاف في بيان أن “استمرار إسرائيل في تسويق هذه الأكاذيب هو محاولة لإضفاء الشرعية على سعيها لاحتلال محور فيلادلفيا أو ممر صلاح الدين”.
وذكرت هيئة الإذاعة الإسرائيلية الرسمية أن مسؤولين إسرائيليين رسميين أبلغوا مصر أنهم يخططون لتنفيذ عملية عسكرية في منطقة محور فيلادلفيا الحدودية بين قطاع غزة وشبه جزيرة سيناء المصرية.
أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأربعاء، في كلمة ألقاها خلال الاحتفال بالذكرى الـ72 لعيد الشرطة، أن معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة “مفتوح 24 ساعة يوميا”، متهما إسرائيل بـ”عرقلة” دخول المساعدات إلى القطاع”.
وفي وقت سابق الأربعاء، رفض السيسي تلقي اتصال هاتفي من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، “في ظل خلافات في الرأي مع مصر، بشأن تحرك عسكري إسرائيلي محتمل في محور فيلادلفيا ورفح”، بحسب القناة 13 العبرية.
ويقع محور فيلادلفيا، والذي يسمى أيضًا بمحور صلاح الدين، ضمن منطقة عازلة بموجب اتفاقيات “كامب ديفيد” بين مصر وإسرائيل عام 1979. ولا يتجاوز عرضه مئات الأمتار، ويمتد من البحر الأبيض المتوسط إلى 14.5 كيلومترًا. معبر “كيرم شالوم”.