غارات واشنطن تثير ردود فعل دولية… وتحذير من «مرجل سينفجر»
أثارت الغارات الأميركية ردود فعل إقليمية ودولية واسعة، حذّرت في المجمل من توسيع رقعة الحرب.
وفي حين اعتبر الاتحاد الأوروبي منطقة الشرق الأوسط «مرجلاً قابلاً للتفجر»، دعت موسكو إلى عقد جلسة طارئة في مجلس الأمن الدولي لمناقشة تداعيات الهجوم على «بلدين مستقلين».
ووجّهت الولايات المتحدة ضربات الليلة الماضية لعدة مواقع في العراق وسوريا، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إنها استهدفت مواقع تستخدمها قوات «الحرس الثوري» الإيراني والفصائل المسلحة التابعة لها لمهاجمة القوات الأميركية.
زيت على النار
واعتبرت حركة «حماس» الفلسطينية أن الضربات الأميركية في كلّ من العراق وسوريا، تقوم بـ«صبّ الزيت على النار» في الشرق الأوسط.
وقالت «حماس»، في بيان صحافي، إن «إدارة الرئيس الأميركي (جو) بايدن تتحمل المسؤولية عن تبعات هذا العدوان»، وإن «المنطقة لن تشهد استقراراً أو سلاماً إلا بوقف العدوان وجرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي في قطاع غزة».
في الأردن، أكد مصدر عسكري أن سلاح الجو الملكي الأردني لم يشارك في الغارات الأميركية على عدة أهداف داخل الأراضي العراقية.
ونقلت الوكالة الأردنية الرسمية عن المصدر قوله إن «الجيش الأردني يحترم سيادة العراق».
وجاءت الضربات رداً على تعرض القوات الأميركية في قاعدة شمال الأردن لهجوم بطائرة مسيرة في 28 يناير (كانون الثاني) أسفر عن مقتل 3 جنود أميركيين، وإصابة العشرات، ووصفه بايدن بأنه اعتداء مباشر على مواطنين أميركيين، متهماً جماعات مسلحة مدعومة من إيران بارتكابه.
دفاع عن النفس
في سياق ردود الأفعال، أعربت أستراليا عن دعمها للولايات المتحدة، بعد أن نفّذت «ضربات جوية انتقامية على ميليشيات تدعمها إيران في سوريا والعراق»، وفقاً للمتحدثة باسم نائب رئيس الوزراء ريتشارد مارلز.
ونقلت صحيفة «ذي أستراليان»، عن مارلز، أن نوايا أميركا في تنفيذ الضربات كانت واضحة، للردّ على هجمات جماعات متشددة تدعمها إيران على أفراد الخدمة الأميركية في الأردن.
ووصفت بريطانيا من جانبها الولايات المتحدة بأنها حليف «راسخ»، وقالت إنها تدعم حق واشنطن في الردّ على الهجمات، وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية، في بيان، إن «المملكة المتحدة والولايات المتحدة حليفتان راسختان، لكن لن نعلق على عملياتهما، وندعم حقهما في الرد على الهجمات».
مرجل سينفجر
ودعا منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، جميع الأطراف إلى تجنب مزيد من التصعيد في الشرق الأوسط بعد الضربات الأميركية.
وقال بوريل، خلال اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل، إن «على الجميع أن يحاولوا تجنب أن يصبح الوضع متفجراً».
ولم يذكر بوريل الضربات الأميركية بشكل مباشر، لكنه حذّر مجدداً من أن الشرق الأوسط «مرجل يمكن أن ينفجر».
في موسكو، أدانت وزارة الخارجية الروسية الضربات الأميركية، ودعت إلى عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي.
ونقلت وكالة «نوفوستي» عن المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا: «الضربات الجوية الأمريكية لأراضي العراق وسوريا تجاهل تام من واشنطن لمعايير القانون الدولي».
وأضافت: «لا يجب أن توهم مشاركة بريطانيا الولايات المتحدة في هذه الضربات بأنهما شكلتا (تحالفاً دولياً)، كما جرت العادة في تعريف تحالفاتهما».
وتابعت: «ندين بشدة العدوان الأميركي البريطاني الأخير على بلدين مستقلين، ونسعى إلى مناقشة هذا الوضع بشكل عاجل في مجلس الأمن الدولي».
وقالت: «الضربات الجوية هدفها الأساسي تأجيج الصراع في المنطقة (…) الولايات المتحدة تدعي أنها تهاجم الجماعات التي تزعم أنها موالية لإيران في العراق وسوريا، لكنها في الواقع تحاول إغراق أكبر دول المنطقة في الصراعات».
وأكدت زاخاروفا أن «محاولات استعراض العضلات في المنطقة تهدف إلى التأثير على الوضع السياسي الداخلي الأميركي، وتعكس الرغبة في تصحيح المسار الفاشل للإدارة الأميركية الحالية بطريقة ما على الساحة الدولية».