يستقبل مسرح “مونو” في بيروت في أواخر نيسان/أبريل المقبل ولمدة ثلاثة أسابيع عملا مسرحيا، يتعاون في إنتاجه مع مسرح “لا كولين” الفرنسي البارز بإدارة اللبناني الكندي وجدي معوض، وتدور أحداثه على خلفية حرب لبنان بين سبعينيات القرن العشرين وتسعينياته. هذا، ويحضر في هذا العمل “الحنين إلى ماض مفقود وألم الغربة وشبح الحرب”، وفق بيان “مونو” عن المسرحية التي كانت من أول أعمال معوض.
نشرت في:
3 دقائق
ستبدأ في 30 نيسان/أبريل المقبل في العاصمة اللبنانية بيروت عروض مسرحية “وليمة عرس عند رجال الكهف” Journée de noces chez les Cromagnons للكاتب والمخرج وجدي معوض (55 عاما) على مسرح “مونو” ببيروت والذي بات محورا أساسيا في الحركة المسرحية في لبنان في السنوات الأخيرة.
وقالت مديرة المسرح جوزيان بولس لوكالة الأنباء الفرنسية إن المسرحية التي كتبها معوض بالفرنسية عندما كان في الثالثة والعشرين، ستُقدم على الخشبة البيروتية باللهجة اللبنانية، ويتولى معظم أدوارها ممثلون لبنانيون، وسيتعاون “مونو” مع “لا كولين” في إنتاجها.
هذا، وأشارت إلى أن معوض جاء إلى لبنان في تشرين الأول/أكتوبر الفائت وأجرى اختبارات أداء لاختيار الممثلين “الموجودين في باريس حاليا حيث يتدربون في مسرح ’لا كولين‘”.
كما أوضحت أن فريقا من “لا كولين” سيتولى إعداد المسرح بتجهيزات تم جلبها من فرنسا، في حين أن الديكور الذي وصفته بـ”الضخم” يُصنع في لبنان.
وتتناول المسرحية التي ستستمر عروضها إلى غاية 19 أيار/مايو قصة عائلة لبنانية تعيش وسط يوميات القصف وانقطاع التيار الكهربائي خلال الحرب التي شهدها لبنان بين العامين 1975 و1990، وتستعد لزفاف ابنتها المفترض.
ويحضر في العمل “الحنين إلى ماض مفقود وألم الغربة وشبح الحرب”، بحسب بيان “مونو” عن المسرحية التي كانت من أول أعمال معوض.
المسرح “في متناول الجماهير البعيدة منه”
واعتبرت بولس أن “تقديم معوض مسرحية في بيروت وسط الظروف الراهنة في لبنان هو رسالة سلام حقيقية”.
ويذكر أنه جُدد قبل نحو أسبوعين تعيين معوض مديرا لمسرح “لا كولين” لولاية تستمر إلى سنة 2027، بعدما تولى المنصب منذ العام 2016.
وأوضحت وزارة الثقافة في بيان أن التجديد لمعوض “يوفر منذ العام 2016 (…) مشروعا مبتكرا وبرنامجا فنيا طموحا”.
ولاحظت الوزارة أيضا أنه “يُعد أحد أكثر الفنانين القادرين على الجمع في المسرح اليوم”، وأنه “يولي اهتماما خاصا للمؤلفين المعاصرين”.
وهنأت الوزارة معوّض “قدرته على تأكيد البعد الدولي من خلال احتضان أعمال من أوروبا وأمريكا الشمالية والشرق الأوسط”، وجعل المسرح المخصص منذ تأسيسه عام 1988 للكتابة المعاصرة “في متناول الجماهير البعيدة منه”.
ويشار إلى أن وجدي معوض درس المسرح في فرنسا حيث أخرج عددا من الأعمال المسرحية الكلاسيكية فضلا عن أعمال كتبها بنفسه ركز فيها على قضايا الهجرة والعلاقات العائلية، وتولى الإدارة الفنية للمسرح الفرنسي في المركز الوطني للفنون بأوتاوا، وأسس فرقتين مسرحيتين في فرنسا وكندا.
وبات حاضرا بقوة في المشهد المسرحي الفرنسي والعالمي.