لطالما كان مستشفى الشفاء في غزة والذي شُيد عام 1946 قبل عامين من الانسحاب البريطاني، في قلب النزاع بين الفلسطينيين وإسرائيل، حيث شهد عدة مواجهات داخله أو في محيطه. وتتهم تل أبيب وواشنطن مقاتلي حركة حماس باستخدام المستشفيات بما فيها هذا المجمع الأكبر في القطاع، لإخفاء مراكز القيادة والرهائن عبر الأنفاق.
نشرت في:
4 دقائق
يعتبر مستشفى الشفاء الذي أعلن الجيش الإسرائيلي الأربعاء عن اقتحامه وتنفيذ عملية عسكرية “دقيقة وموجهة، داخله ضد عناصر حماس، الأكبر في غزة.
وتتهم كل من إسرائيل والولايات المتحدة مقاتلي الحركة الفلسطينية باستخدام مستشفيات القطاع لإخفاء مراكز القيادة والرهائن عبر الأنفاق.
وحفرت حماس، التي تسيطر على القطاع الساحلي منذ 2007، أنفاقا تمتد تحت غزة لمئات الكيلومترات ويصل عمق بعض أجزائها إلى 80 مترا.
وتنفي الحركة والسلطات الصحية ومديرون في المستشفى إخفاء بنية تحتية عسكرية داخل المستشفى أو تحته، وأبدوا ترحيبهم بأي تفتيش دولي.
ما هو عدد الأطفال في مستشفى الشفاء؟
ويقع مستشفى الشفاء وهو عبارة عن مجمع طبي كبير من المباني والأفنية على بعد بضع مئات من الأمتار من ميناء صيد صغير في مدينة غزة، وينحصر بين مخيم الشاطئ للاجئين وحي الرمال.
وحتى الثلاثاء، كان المستشفى يتولى رعاية 36 رضيعا وفقا للطاقم الطبي هناك الذي قال إنه لا توجد آلية واضحة لنقلهم على الرغم من إعلان إسرائيل عرضا لتوفير حضانات من أجل عملية الإخلاء.
وتوفي ثلاثة من أصل 39 من الأطفال الخدج (ناقصي النمو) منذ نفاد الوقود اللازم لتشغيل المولدات التي كانت تدير الحضانات هذا الأسبوع.
اقرأ أيضا“الولادة في هذا الملجأ ستكون كارثية”.. وضع مأساوي ومحفوف بالمخاطر بالنسبة للنساء الحوامل في قطاع غزة
مستشفى الشفاء من 1946 إلى 1987
وشُيد مستشفى الشفاء عام 1946 خلال الحكم البريطاني، أي قبل عامين من انسحاب بريطانيا من فلسطين. وظل قائما خلال فترة إدارة مصر للقطاع التي استمرت عقدين تقريبا بعد حرب 1948.
وفي عام 1967، استولت الدولة العبرية على غزة واحتلته وظل مستشفى الشفاء مكانا محوريا لفترة طويلة قبل سيطرة حماس على القطاع، حيث كان يلجأ إليه العديد من الفلسطينيين خلال اشتباكات مع القوات الإسرائيلية.
وكتبت صحيفة ذا تايمز اللندنية عام 1971 عن معركة بالأسلحة النارية بين مسلح فلسطيني اختبأ تحت سرير في غرفة الممرضات ودورية للجيش الإسرائيلي كانت تفتش المستشفى.
وخلال الأسبوع الأول من الانتفاضة الأولى ضد الاحتلال الإسرائيلي في 1987، أوردت صحيفة نيويورك تايمز أنباء عن وقوع مواجهات ألقى خلالها عدة مئات من الفلسطينيين الحجارة على جنود إسرائيليين خارج المستشفى وهم يهتفون: “تعالوا اقتلونا أو ارحلوا!”.
إعادة التصميم والتوسعة
ذكرت تقارير إخبارية إسرائيلية أن مهندسين معماريين من إسرائيل أشرفوا على تجديد مستشفى الشفاء وتصميمه من جديد في ثمانينيات القرن الماضي.
وكتب تسفي الحياني، مؤسس أرشيف الهندسة المعمارية الإسرائيلية، على موقع صحيفة يديعوت أحرونوت الخميس: “بمساعدة الدعم الأمريكي، شرعت إسرائيل في مشروع لتجديد مجمع المستشفى وتوسعته. وتضمن هذا المشروع أيضا تركيب أرضية خرسانية تحت الأرض. في حدث مؤسف، استولت حماس على هذه المنطقة الواقعة تحت الأرض في السنوات الماضية”، دون تقديم دليل على ادعائه.
سيطرة حماس على قطاع غزة
في عام 1994، أدت قوات الأمن التي كانت تسيطر عليها حركة فتح التحية للعلم الفلسطيني بعد رفعه فوق مستشفى الشفاء، عندما مُنح الفلسطينيون حكما ذاتيا محدودا في غزة خلال عملية أوسلو للسلام.
وانتقلت السيطرة الفعلية على المستشفى بعد ذلك من السلطة الفلسطينية التي تهيمن عليها فتح إلى حماس، بعد الفوز المفاجئ الذي حققته الحركة في انتخابات 2006، وبسط نفوذها العسكري على غزة عام 2007.
اقرأ أيضاأكثر من نصفها بات خارج الخدمة.. مستشفيات غزة تبحث عن حلول للاستمرار في أداء مهامها
وفي أثناء الصراع على السلطة بين فتح وحماس الذي تصاعد حتى سيطرة الحركة على القطاع، كان مستشفى الشفاء وغيره يستخدم لعلاج المسلحين من الجانبين بموجب صيغة من صيغ الهدنة بألا يؤذي أي منهما جرحى الطرف الآخر.
وقالت تل أبيب في وقت سابق إن مسلحي حماس يختبئون في مناطق تحت مستشفى الشفاء، وهو الأمر ذاته الذي ادعته خلال حرب 2008-2009 التي قُتل فيها أكثر من 1400 فلسطيني و13 إسرائيليا. ولم يتسن التحقق من هذه الروايات.
فرانس24/ رويترز