سعود الفيفي: طموحي بطولة العالم وذهبية أولمبية في لعبة الجودو
تألق الشاب اليافع سعود الفيفي لاعب الجودو لفئة وزن 50 كيلوغراماً في حلباتها التاريخية، والتي نافس عليها بموهبته الشابة وروحه الرياضية وفنه القتالي الناجح، لتسهم في خطفه المراكز الأولى على صعيد البطولات السعودية والدولية، محققاً بذلك التاريخ؛ كونه أول شاب سعودي يُصنف الثاني عالمياً في التصنيف الدولي في لعبة الجودو.
الفيفي الذي يمثل نادي الشباب ويحضر في صفوف المنتخب السعودي للجودو للناشئين، أكد في حوار خاص مع «الشرق الأوسط» أن أخاه الأكبر فيصل كان ملهمه والداعم الأول لموهبته؛ كونه يلعب في نفس الرياضة، مشيراً إلى أن شقيقه الأصغر عبد العزيز سلك ذات الطريق في ممارسة اللعبة؛ إذ شارك بعدة محافل دولية أهمها بطولة كأس العالم للجودو، ليضيف العديد من الميداليات الذهبية والفضية في بطولات العالم لخزينة العائلة الداعمة.
وكشف لاعب الجودو المُصنف الثاني عالمياً في فئته بلعبة الجودو أنه وجد نفسه في هذه الرياضة، ناصحاً اللاعبين الشبان ألا يتأخروا ويترددوا بممارسة اللعبة، موضحاً: «الحقوا بنا، واصنع من نفسك بطلاً تتفاخر به الأجيال، واصنع التاريخ وحقّق المستحيل».
بدأ الفيفي مسيرته منذ 2016 مع مدربه محمد حسن الذي آمن بموهبته ومهد له طريق الميداليات والنجاح وكسب الألقاب، وعن خبرته فيها قال: «جميع البطولات سواء داخلية أو خارجية تحتاج للتمارين المكثفة واستعداد نفسي وجسدي قبل كل شيء، ولكن البطولات الخارجية تكون أصعب بسبب خبرة اللاعبين المشاركين، ولا سيما أنه تم اختيار أفضل اللاعبين في كل دولة وتضم النخبة وأصحاب المواهب الفنية الكبيرة، أيضاً البطولات الداخلية حتماً تتضمن لاعبين ذوي مستوى منفرد وعالٍ، والمنافسة تكون شديدة لأن الجميع يريد أن يمثل بلده في المحافل الدولية في حال تأهله في البطولات المحلية».
حقق سعود الفيفي عدداً من البطولات المتنوعة على صعيد المنافسات الدولية والإقليمية؛ إذ حاز المركز الأول وحقق الميدالية الذهبية في بطولة أفريقيا المفتوحة التي أقيمت في الجزائر، وبطولة أفريقيا المفتوحة في تونس، وبطولة أفريقيا المفتوحة 2023، في حين نال الميدالية الفضية في بطولة أبطال آسيا 2023، وفي بطولة كأس أوروبا كوبر، وفي بطولة كأس آسيا مكاو.
وحصد اللاعب الشاب سعود الفيفي الميدالية البرونزية بعد حلوله في المركز الثالث ببطولة كأس أوروبا التي أقيمت في برلين، وكذلك في بطولة كأس آسيا (هونغ كونغ). وعلى الصعيد المحلي فقد حصل الفيفي على ذهبية بطولة المملكة وبطولة المناطق لعدة مواسم، إضافة إلى مشاركته في بطولة كأس العالم للجودو وكأس أوروبا وكذلك آسيا.
وعن حصد الميداليات، يؤكد الفيفي: «طموحي هو تحقيق الميدالية الذهبية في بطولة العالم، وطموحي من اللعبة كاملة النجاح بتحقيق ميدالية ذهبية أولمبية».
وفيما يتعلق بتصنيفه الثاني عالمياً عبر سعود عن سعادته وقال: «الحمد لله دائماً وأبداً شعوري جميل وفخور بما قدمته، وهذا إنجاز لي ولجميع من ساعدوني، وهذه فقط البداية والقادم أفضل».
وأضاف: «دائماً ما أشعر بأنه يقع على عاتقي جهد زملائي ومدربي وأهلي معي أولاً، وجهدي ثانياً، يجب أن أضع التقدير محلاً لكل من واصل معي هذه الرحلة من الاتحاد السعودي للجودو من فنيين ومدربين والجميع، وأجعله حافزاً لي للفوز».
أما عن خطورة اللعبة؛ كونها من الرياضات القتالية، قال الفيفي ناصحاً: «الجميع معرّض للإصابة ولكن يمكنك أن تحمي نفسك بألا تتمرن مع أشخاص أعلى منك وزناً بشكل مبالغ أو مع قليلي الخبرة، وأن تخبر طبيبك أو مدربك بأي ألم طفيف تشعر به لكيلا يتضاعف وتصبح إصابة خطيرة».
وعن لاعبه المفضل قال سعود في حديثه: «لاعبي المفضل هو الياباني جوشيرو ماروياما، وأفضل أسلوب لعبه وقوته، ولكن ملهمي الأول كان أخي فيصل الذي ساعدني وجعلني أتجه لرياضة الجودو وأمارس الرياضة التي أعشقها؛ إذ علمت أن أسلوبي في اللعب وردة فعلي هما أكثر ما يميزني كلاعب جودو».
كانت أسرة اللاعب سعود ترفض سفره للمشاركة في البطولات الدولية والإقليمية بحكم صغر سنه، وكانت تلك من التحديات التي واجهها اللاعب الشاب قبل أن يتحول الجميع لداعمين له في أي مشاركة وأي رحلة تسبق الحدث الجديد.
يوضح سعود الفيفي أنه نجح في التوفيق بين الدراسة والتمارين والمشاركات الخارجية، وقال: «لدي وقت فراغ كبير بين التمارين، فأنا أستغل هذا الوقت لمذاكرتي».
وعن النصيحة التي يقدمها للاعبين الشبان، قال: «أريد أن أقول لهم: في رياضة الجودو التردد غير مسموح، الحقوا بنا، واصنع من نفسك بطلاً تتفاخر به الأجيال، واصنع التاريخ وحقّق المستحيل».
وختم الفيفي حديثه بشكره لمدرسته على ما بذلته من جهود ومساندتهم الدائمة له ودعمهم الكبير الذي لا يقدر بثمن وهو أكثر ما حفزه، مضيفاً: «أريد أن أشكر خصيصاً وكيل المدرسة خالد الحمياني بمساعدته لي ودعمه حتى تمكنت من الفوز»، مواصلاً حديثه: «كما أن لمملكتنا الغالية جهوداً جبارة في الاستثمار بتطوير قدراتنا الذاتية، وتأسيسنا بكل قوة وثقة وهمة عالية، مما انعكس على تحقيق نجاح كبير في مجال رياضة الجودو ورفع علم السعودية متوجاً في المحافل الدولية والإقليمية».