سيتي يُكشر عن أنيابه مع بداية النصف الثاني للدوري الإنجليزي
مع بداية النصف الثاني من الدوري الإنجليزي، عاد مانشستر سيتي ليكشر عن أنيابه، موجهاً رسالة قوية إلى منافسيه بأنه عازم على الاحتفاظ بلقبه بطلاً للدوري الممتاز، بعدما ضيق الفارق مع ليفربول المتصدر إلى نقطتين فقط بحلول الجولة 20.
وبعد الفوز المثير الذي حققه مانشستر سيتي على مضيفه نيوكاسل بـ3 أهداف مقابل هدفين السبت، أراد فريق المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا التأكيد على أن عثرات الدور الأول التي عطلته قليلاً، لم تكن إلا هفوات عابرة، وأنه عائد لسباق القمة بقوة.
ولم يخسر سيتي منذ 6 ديسمبر (كانون الأول)، وهي الفترة التي خاض خلالها 9 مباريات في جميع المسابقات، حقق الفوز في 8 منها، بما في ذلك 4 من 5 بالدوري الممتاز.
ويتطلع سيتي لتكرار سيناريو الموسم الماضي حين كان يتخلف عن آرسنال بفارق 8 نقاط – في 18 يناير (كانون الثاني)، لكن بحلول الجولة الأخيرة كان في الصدارة يحتفل باللقب للمرة الثالثة على التوالي بفارق 4 نقاط عن مطارده. هذا الموسم طرأ كثير من المتغيرات على تشكيلة سيتي، فرحل لاعبون من الركائز وحل شباب واعد، لكن بالطبع عودة النجم البلجيكي كيفن دي بروين صانع الألعاب من إصابة عطلته منذ بداية الموسم، ربما تكون العامل الأكثر أهمية لكتيبة المدرب غوارديولا.
لقد أظهر دي بروين السبب في كونه لاعباً لا يقدر بثمن لمانشستر سيتي، عندما حل بديلاً ليقود انتصار فريقه المهم 3 – 2 على نيوكاسل، لكن هدف الفوز الذي جاء عن طريق الواعد أوسكار بوب ربما أسعد جوسيب غوارديولا بشكل أكبر.
وانضم بوب (20 عاماً) إلى أكاديمية الناشئين في مانشستر سيتي قادماً من فريق فاليرينغا النرويجي في 2019، ليحصل على فرصته هذا الموسم.
وحتى مواطنه النرويجي إيرلينغ هالاند، الذي ما زال مصاباً، كان سيفخر بتسجيل هدف بجودة تسديدة بوب في الوقت المحتسب بدل الضائع. فقد قدم الشاب مهارات رائعة بقدميه للسيطرة على تمريرة دي بروين والتسجيل.
وجاء تأثيره من على مقاعد البدلاء ليُظهر أنه على الرغم من إنفاق سيتي بشكل كبير، فإن خط إمداد الفريق بالعناصر الشابة على ما يرام.
وقال غوارديولا: «ضخ كيفن وأوسكار قدراً أكبر من السرعة في الفريق قبل النهاية، كيفن لا يحتاج إشادة للتذكير بقدراته، بينما أوسكار يبدأ مشواره الفعلي معنا، سجل هدفاً رائعاً بسبب مهارته في التحكم… إنه مميز». وأضاف: «كيفن فريد في هذا العالم، ولكني سعيد جداً بسبب هدف أوسكار الرائع».
وقال بوب: «شعور مذهل، كنت أشاهد من مقاعد البدلاء وكانت المباراة ذات إيقاع عالٍ، طلب مني المدرب أن أشارك وأسجل، ولحسن الحظ تمكنت من ذلك. إنه حلم حياتي، وتحقيق ذلك مع أفضل فريق في العالم شعور لا أستطيع وصفه».
ولا شك أن بوب سيلعب دوراً خلال الأشهر المقبلة مع سعي سيتي للفوز بلقب الدوري للمرة الرابعة على التوالي، لكن عودة دي بروين البالغ من العمر 32 عاماً من إصابة في عضلات الفخذ الخلفية قد تكون لحظة محورية. ويقول دي بروين الفائز بالدوري الإنجليزي الممتاز 5 مرات: «كانت فترة غيابي الطويلة فرصة لدراسة أساليب لعب جديدة، عملت بجد حقاً واضطررت إلى تغيير بعض الأشياء، أنا لست شخصاً يقف في مكانه، لقد استمتعت بقدرتي على فعل أشياء لم أكن قادراً على فعلها أبداً، عملت بجد للعودة».
وكانت الجولة 20 شاهدة على لحظة مثيرة بالمدرجات حين هتفت الجماهير مجتمعة خلال مباراة إيفرتون وأستون فيلا على ملعب جوديسون بارك ضد تقنية حكم الفيديو المساعد.
وظن أليكس مورينو أنه سجل هدف التقدم لفيلا في الشوط الأول، لكن الهدف أُلغي في النهاية لوجود تسلل أثناء بناء الهجمة بعد أكثر من 3 دقائق من مراجعة اللقطة. وخلال ذلك الوقت، أنشدت جماهير الفريقين في انسجام معبرة عن عدم رضاها عن تقنية حكم الفيديو بعد سلسلة من الوقائع المثيرة للجدل هذا الموسم أدت إلى إلغاء بطاقات حمراء واعتذارات من حكام ومسؤولين.
ونادراً ما يجد المشجعون المتنافسون أرضية مشتركة في مباراة بالدوري الإنجليزي، وهذا يوضح الكثير عن تصور المشجعين للتقنية التي تم تقديمها لإزالة الجدل من اللعبة، ولكن يبدو أنها تضيف المزيد إليه.
وانتهت مباراة الجمعة بين بيرنلي ولوتون تاون أيضاً بجدل بسبب حكم الفيديو المساعد، حيث كان فينسن كومباني مدرب بيرنلي غاضباً من هدف التعادل المتأخر الذي حرم فريقه من انتصار مهم.
كما شهدت الجولة 20 لقاء قمة بين مانشستر يونايتد وضيفه توتنهام انتهى بتعادل مثير 2 – 2، وسجل هدفي أصحاب الأرض كل من ماركوس راشفورد والدنماركي راسموس هويلوند الغائبين منذ فترة طويلة عن التهديف.
وكان هدف راشفورد هو الأول له هذا الموسم على ملعب فريقه «أولد ترافورد»، لكن المهاجم البالغ من العمر 26 عاماً، بدا نشيطاً وفعالاً على خلاف المباريات السابقة. واندفع راشفورد ليحتفل بالهدف منزلقاً على ركبتيه على أرضية الملعب، بينما كان يحرك أصابع إحدى يديه، في إشارة إلى الانتقادات التي تعرض لها كثيراً.
وقال روي كين قائد يونايتد السابق لشبكة «سكاي سبورتس»: «رأينا ذلك من قبل، إنه يتمتع بالجودة. لماذا يبدو منزعجاً من الجميع؟ عليه أن يخرج ويقدم مهاراته ويستمتع بوقته».
وأضاف جيمي ريدناب لاعب وسط منتخب إنجلترا السابق والمعلق الرياضي بالشبكة نفسها: «ليس له الحق في الانزعاج (من المنتقدين)، فهو لم يقم بالمهمة الموكلة إليه».
ولم يسجل راشفورد، الذي أحرز 17 هدفاً في الدوري الموسم الماضي، أي هدف ليونايتد على ملعب «أولد ترافورد» منذ فوز فريقه 4 – 1 على تشيلسي في مايو (أيار) الماضي.
في المقابل، لعب البرازيلي ريتشارليسون دور المنقذ في صفوف توتنهام. ومع رحيل هاري كين بداية الموسم إلى بايرن ميونيخ وغياب الجناح سون هيونغ – مين المشارك مع منتخب كوريا الجنوبية في كأس آسيا المقامة حالياً في قطر، كان مشجعو توتنهام يخشون الأسوأ بشأن خط هجوم الفريق أمام مانشستر يونايتد، لكن يبدو أنه لا يوجد ما يدعو للقلق، لأن ريتشارليسون قدم عرضاً رائعاً وسجل هدفاً باستخدام قدراته في ألعاب الهواء.
ولم يقدم اللاعب البرازيلي ما تنتظره الجماهير منه منذ انضمامه إلى توتنهام من إيفرتون قبل بداية الموسم الماضي، لكن بدا كما لو أنه ولد من جديد تحت قيادة المدرب الأسترالي أنجي بوستيكوغلو، ولديه الآن 6 أهداف في آخر 6 مباريات له بالدوري الممتاز.
اكتشاف المزيد من صحيفة دي إي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.