احتجز مسلحو حركة حماس الفلسطينية عشرات الرهائن بعد أن اجتاحوا تجمعات سكنية وقواعد عسكرية في جنوب إسرائيل، ما أدى لمقتل أكثر من 1390 شخص. وبعد أسبوع من حالة عدم اليقين، أعلن الجيش الإسرائيلي أن “عدد المحتجزين بلغ نحو 200 رهينة” في غزة، بينما تقول حماس إن لديها “ما بين 200 و250 أسيرا”. وفي ظل شح المعطيات بشأن الموضوع والغموض الذي يلفه، يسعى عدد من الأطراف الدولية إلى التوصل لاتفاق يمكن من إطلاق سراح المحتجزين، الذين لا يعرف بدقة مكان تواجدهم.
نشرت في:
6 دقائق
عقب الهجوم المباغت الذي شنته فجر السابع من أكتوبر تشرين الأول، تمكنت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) من احتجاز ما لا يقل عن 200 رهينة فيما قتل مسلحوها نحو 1400 شخص إثر اقتحامهم بلدات وقواعد عسكرية في جنوب إسرائيل.
ردا على ذلك، قصفت إسرائيل غزة بضربات جوية أسفرت عن مقتل الآلاف وقالت إنها ستعمل على تحرير الرهائن مع القضاء على حماس.
وحشدت إسرائيل دبابات وقوات بالقرب من غلاف القطاع ودعت الفلسطينيين إلى إخلاء شمال غزة قبل غزو بري متوقع.
واقترحت حماس تبادلا للرهائن الذين تحتجزهم بحوالي ستة آلاف فلسطيني محتجزين في السجون الإسرائيلية.
وفي عام 2011، انتقد بعض الإسرائيليين تبادلا أجرته إسرائيل لنحو 1027 سجينا فلسطينيا مقابل إطلاق سراح جندي إسرائيلي واحد.
وقالت إسرائيل إن الحصار على القطاع لن ينتهي بدون إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين.
ومن المتوقع أن يتم فتح معبر رفح بين مصر وغزة لإيصال كميات محدودة من المساعدات اعتبارا من الجمعة.
كم عدد الرهائن هناك؟
نقلت هيئة البث الإسرائيلية العامة (راديو كان) الخميس عن مصادر عسكرية القول إن ما يقدر بنحو 200 شخص، بينهم 30 قاصرا وطفلا صغيرا و20 شخصا فوق الستين، محتجزون كرهائن في غزة.
وتقول حماس إن لديها ما بين 200 و250 رهينة. وقالت إن الضربات الجوية الإسرائيلية أسفرت عن مقتل أكثر من 20 رهينة، لكنها لم تقدم أي تفاصيل أخرى.
مكان تواجد الرهائن
تقول إسرائيل إن الرهائن نُقلوا إلى غزة، لكن مكان وجودهم بالتحديد داخل القطاع غير معروف، مما يجعل إنقاذهم أكثر تعقيدا. ويعتقد أن الكثيرين منهم يمكن أن يكونوا محتجزين في شبكة الأنفاق تحت الأرض في غزة والتي يطلق عليها الجنود الإسرائيليون اسم “مترو غزة”.
ونشرت حركة حماس الاثنين مقطع فيديو لامرأة فرنسية إسرائيلية تدعى ميا شيم وعمرها 21 عاما تم أسرها بينما كانت تشارك في حفل راقص. وظهرت الشابة بإصابة في ذراعها وكانت تتلقى العلاج على يد مسعف.
ما هي جنسيات الرهائن؟
من بين الرهائن أشخاص من عشرات الدول، بينما يحمل العديد منهم أيضا الجنسية الإسرائيلية.
وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان الثلاثاء إن هناك 20 أمريكيا أو أكثر في عداد المفقودين، مضيفا أنه لا يستطيع تحديد كم منهم محتجزون رهائن. وقال السناتور الجمهوري جيم ريش للصحفيين إن عشرة من الرهائن أمريكيون.
وعدلت تايلاند عدد مواطنيها المحتجزين إلى 17 رهينة. ومن بين الرهائن ثمانية ألمان، تم احتجاز نصفهم تقريبا في تجمع سكني، وفقا لوسائل إعلام محلية.
وقال الرئيس الأرجنتيني ألبرتو فرنانديز في اتصال عبر الفيديو مع عائلات إن 16 من مواطنيه محتجزون.
وقال متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إن تسعة مواطنين بريطانيين على الأقل قتلوا وفُقد سبعة. وخلال زيارة لإسرائيل الخميس التقى سوناك مع عائلتي اثنين من المفقودين الذين يعتقد أنهم محتجزون ضمن الرهائن في غزة.
ولم تذكر فرنسا على وجه التحديد عدد مواطنيها المحتجزين في غزة، لكن هناك سبعة في عداد المفقودين بعد الهجمات، بعضهم محتجز كرهائن.
وقالت الحكومة الهولندية أن المواطن أوفير إنجل (18 عاما)، تم خطفه من تجمع بيري السكني أيضا ونقله إلى غزة.
كما قالت البرتغال إنها تفترض أن أربعة برتغاليين إسرائيليين مفقودين قد تم احتجازهم كرهائن. وقال والد الإسرائيلية التشيلية دافنا جاركوفيتش إنها احتجزت رهينة مع زوجها الإسباني إيفان إيارامندي. وتقول إيطاليا إن إيطاليين إسرائيليين مفقودان ويفترض أنهما مختطفان.
وقال الجناح العسكري لحماس في 16 أكتوبر تشرين الأول إن المختطفين غير الإسرائيليين “ضيوف” وسيتم إطلاق سراحهم “عندما تسمح الظروف على الأرض بذلك”.
مساعي الحكومات لتحرير الرهائن
عين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الجنرال المتقاعد غال هيرش منسقا إسرائيليا لشؤون الرهائن والمفقودين.
وقال مصدر مطلع على المحادثات إن وسطاء قطريين قالوا إنهم حاولوا التفاوض على إطلاق سراح النساء والأطفال الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس مقابل إطلاق سراح 36 امرأة وطفلا فلسطينيين من السجون الإسرائيلية. وحتى الآن ليس هناك ما يشير إلى إمكانية التوصل لاتفاق.
وقال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان يوم الثلاثاء إن تركيا تجري محادثات أيضا مع حماس لضمان إطلاق سراح الأجانب والمدنيين والأطفال. وقال لوكالة الأناضول للأنباء التي تديرها الدولة إن دولا من بينها الولايات المتحدة وألمانيا طلبت مساعدة أنقرة في إطلاق سراح مواطنيها.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن إدارته تبذل أقصى جهد للعثور على الرهائن الأمريكيين المحتجزين لدى حماس. وأرسلت الولايات المتحدة فريقا صغيرا من قوات العمليات الخاصة إلى إسرائيل للمساعدة في الاستخبارات والتخطيط لأي عمليات لإنقاذ الرهائن في نهاية المطاف.
وقال سوناك إن الحكومة البريطانية تجري محادثات مع شركاء في المنطقة لمحاولة المساعدة في تأمين عودة الرهائن.
وقال فرنانديز إن حكومة الأرجنتين تجري محادثات مع قوات المخابرات الإسرائيلية لتحديد مكان الرهائن الأرجنتينيين.
وفتحت ألمانيا تحقيقا بشأن عناصر من حركة حماس بتهم ارتكاب جرائم قتل واحتجاز رهائن. وبموجب القانون الألماني، فإن ممثلي الادعاء العام ملزمون بالتحقيق في الجرائم المشتبه في ارتكابها في الخارج إذا كانت تتعلق بمواطنين ألمان.
عائلات الرهائن
حثت عائلات الفرنسيين الإسرائيليين المفقودين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على المساعدة في تحديد مكانهم.
وقالت عائلات الرهائن الألمان إنها ستنظم مسيرة في برلين الأحد للمطالبة بالإفراج عنهم بعد اجتماع مع المستشار الألماني أولاف شولتس في تل أبيب.
وحث أمريكيون في تل أبيب بايدن على استخدام جميع الموارد لتحديد مكان أقاربهم المختطفين وإنقاذهم.