وزير المالية البحريني: السعودية أكبر شريك اقتصادي
أكد وزير المالية والاقتصاد الوطني البحريني، الشيخ سلمان بن خليفة آل خليفة، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن العلاقات السعودية – البحرينية تشكل «أنموذجاً متميزاً للشراكة الاستراتيجية والتنسيق المشترك في مختلف المجالات»، مشيداً بالمكانة المهمة للسعودية بوصفها أكبر شريك اقتصادي لمملكة البحرين.
كما نوه وزير المالية والاقتصاد البحريني بأهمية مواصلة البناء على ما تحقق ضمن إطار الجهود البارزة التي يبذلها مجلس التنسيق السعودي – البحريني في دعم وتعزيز مسارات التعاون والتنسيق المشترك بين البلدين.
وينعقد (الأربعاء)، في العاصمة السعودية الرياض، اجتماع مجلس التنسيق السعودي – البحريني برئاسة الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وولي عهد البحرين رئيس الوزراء الأمير سلمان بن حمد آل خليفة.
ونوّه وزير المالية والاقتصاد البحريني بالدور البارز والاستراتيجي والمهم الذي يشكله مجلس التنسيق السعودي – البحريني برئاسة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وولي عهد البحرين الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، «في طرح وتبني المبادرات التي من شأنها أن تسهم في الدفع بالشراكة نحو آفاقٍ أرحب تلبي تطلعات البلدين وتسهم في تحقيق مزيد من المنجزات والتطلعات والمصالح المشتركة، بما يسهم في تعزيز مسارات التعاون والعمل المشترك والدفع بها نحو مزيد من التكامل الثنائي في كثير من المجالات».
تعزيز الاستثمار
من جانبه، قال علي المديفع، الرئيس التنفيذي لتطوير الأعمال بمجلس التنمية الاقتصادية، إن الاستثمارات السعودية تحتل مركزاً مهماً في الاقتصاد البحريني.
وقال المديفع لـ«الشرق الأوسط»: «نرى أن حجم الاستثمارات السعودية في البحرين في حالة استمرارية ونمو، وهو نشاط يعكس الثقة في المقومات الاقتصادية والاستثمارية الجاذبة لبيئة الأعمال في مملكة البحرين والنمو الذي يشهده الاقتصاد البحريني».
يُذكر أن مجلس التنمية الاقتصادية هو الهيئة المسؤولة عن جذب الاستثمارات إلى البحرين، ودعم المبادرات التي من شأنها تعزيز بيئة الاستثمار في المملكة.
وجهة سياحية واحدة
ويعد القطاع السياحي في البحرين من أكثر القطاعات جذباً للاستثمارات، والأكثر تأثراً بحركة التبادل بين السعودية والبحرين.
وتشكل مذكرة التفاهم المبرمة بين البحرين والسعودية خلال العام الماضي (2023) للترويج للمملكتين إقليمياً ودولياً كوجهة سياحية واحدة، علامة فارقة في التعاون البحريني – السعودي لتعظيم المكاسب السياحية المتحققة والبناء عليها لتحقيق قصص نجاح مشتركة جديدة في عدة مجالات، بما يعزز زخم نمو القطاع السياحي لدى البلدين، ويحقق الأهداف الطموحة في زيادة مساهمة هذا القطاع في التنمية الاقتصادية.
وتنص مذكرة التفاهم، على تشجيع التعاون وتنميته في مجال السياحة وتنسيق الجهود بينهما من أجل تحقيق تنمية سياحية مستدامة في البلدين. وتعزيز التعاون وتبادل المعلومات والخبرات في المجالات السياحية المعنية بالتشريعات في قطاع السياحة والبيانات والإحصائيات السياحية وترخيص وتشغيل وإدارة المرافق السياحية والمشغلين لها، بما في ذلك مرافق الضيافة ومنظمو الرحلات السياحية، والتنمية السياحية والتخطيط والاستثمار، وتنظيم الفعاليات والرحلات والأنشطة السياحية، وتطوير المواقع السياحية والمشروعات السياحية الصغيرة والمتوسطة.
وكذلك تبادل الزيارات بين الخبراء وممثلي وسائل الإعلام السياحي في كلا البلدين. وتنظيم الأنشطة والفعاليات السياحية المشتركة والمشاركة في المعارض والمؤتمرات السياحية التي تُعقد في كلا البلدين بما يسهم في تطوير السياحة وبلورة رؤية سياحية مشتركة.
كما تنصّ على تعزيز التعاون فيما يتعلق بالمنتديات والمنظمات الدولية التي تُعنى بالسياحة لدعم مجالات الاهتمام المشتركة بين البلدين في مجال السياحة، وتشجيع التبادل المعرفي في مجال تدريب وتطوير رأس المال البشري في قطاع السياحة في كلا البلدين، والتعاون في التسويق والترويج للأنشطة السياحية في كلا البلدين، والعمل على تسهيل وتنفيذ البرامج وتبادل المعلومات التي تسهم في استقطاب السياح خصوصاً في القطاعات السياحية المتخصصة، وإيجاد برامج ووجهات سياحية مشتركة من خلال التعاون بين الوكالات السياحية ومنظمي الرحلات السياحية وغيرها من المؤسسات التي تُعنى بالسياحة في كلا البلدين من أجل الترويج للبرامج السياحية فيهما.
وفي تصريح لـ«الشرق الأوسط» أكدت وزيرة السياحة البحرينية فاطمة بنت جعفر الصيرفي، حرص الجانبين على مواصلة تعزيز العمل البحريني – السعودي المشترك لتحقيق نهضة سياحية شاملة تخدم اقتصاد كلا البلدين، وتنويع المنتج السياحي بما يعزز السياحة الوافدة لكلا البلدين عبر المنافذ كافة.
ونوهت بالمساعي الموحدة التي تبذلها وزارتا البلدين «لرسم ملامح مستقبل سياحي مشرق يزخر بفرص العمل المجزية للكفاءات الوطنية البحرينية والسعودية مع تعزيز الابتكار والاستدامة في القطاع السياحي وتوفير بيئة جاذبة للاستثمارات السياحية يكون لها تأثير إيجابي مباشر على استقطاب السياح من عديد من الأسواق المستهدفة».
بدورها، أكدت سارة أحمد بوحجي، الرئيس التنفيذي لهيئة البحرين للسياحة والمعارض، أن الجهود مستمرة بين البلدين نحو خلق مزيد من الفرص الاستثمارية والتنموية في قطاع السياحة، لافتةً إلى التطلع لإقامة مزيد من الشراكات والمشاريع السياحية.
وضمن التنسيق المشترك الهادف إلى تعظيم أوجه التعاون في المجالات السياحية كافة، أطلقت «طيران ناس»، بالتعاون مع هيئة البحرين للسياحة والمعارض، رحلات مباشرة بين المنامة والرياض اعتباراً من 15 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، لتربط البلدين بخط طيران جوي واعد عبر رحلات يومية (7 رحلات أسبوعياً).
وقالت بوحجي إنه على صعيد ذي صلة، جارٍ العمل على إعداد باقات سياحية موحدة للترويج لمملكة البحرين والمملكة العربية السعودية كوجهة سياحية واحدة.
كانت هيئة البحرين للسياحة والمعارض قد أطلقت خلال عامَي 2022 و2023 باقات سياحية خاصة بالسياح من المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي، بالتعاون مع شركاء سياحيين، وقد أتاحت الباقات السياحية لمواطني ومقيمي السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي الفرصة لزيارة البحرين، خلال مناسبات رئيسية أبرزها الأعياد الوطنية واحتفالات رأس السنة الميلادية وغيرها.