وجهت حركة حماس يوم 28 فبراير/شباط نداء للفلسطينيين من أجل تنظيم مسيرة إلى المسجد الأقصى في القدس مع حلول شهر رمضان الذي يبدأ الأسبوع المقبل، مما يزيد من المخاطر المحيطة بمفاوضات التوصل إلى هدنة في قطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن. فيما قالت إسرائيل إنها قد تضع قيودا على الصلاة في ساحة المسجد الأقصى خلال شهر رمضان متذرعة بالضرورات الأمنية.
نشرت في:
3 دقائق
لطالما كان المسجد الأقصى في البلدة القديمة بالقدس، وهو أحد أقدس المواقع في العالم بالنسبة للمسلمين والأكثر تقديسا عند اليهود، نقطة اشتعال لأعمال عنف محتملة، خاصة خلال الأعياد الدينية.
ومع احتدام الحرب في غزة، أعلنت السلطات الإسرائيلية أنها قد تضع قيودا على الصلاة في ساحة المسجد الأقصى خلال شهر رمضان متذرعة بالضرورات الأمنية. وقال بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الثلاثاء إنه سيتم السماح لعدد من المصلين بدخول الساحة خلال الأسبوع الأول من رمضان يماثل ما كان عليه الحال في السنوات السابقة. ولم يعلن أي أرقام.
ومن جانبهم، يرفض كثير من الفلسطينيين أي قيود من هذا القبيل على وصولهم إلى الأقصى.
موقع المسجد الأقصى وأهميته لدى المسلمين واليهود
يقع المسجد الأقصى في قلب مدينة القدس القديمة على تلة معروفة لدى اليهود باسم جبل الهيكل، وعند المسلمين باسم “الحرم القدسي الشريف”.
يصف المسلمون الأقصى بـ”أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين”، ويضم قبة الصخرة والمسجد الأقصى، المعروف أيضا باسم المصلى القبلي، والذي تم بناؤه في القرن الثامن الميلادي.
ويحد الأقصى الحائط الغربي، الذي يعتبره اليهود مكانا مقدسا للصلاة. ويعتقد اليهود أن الملك سليمان المذكور في الكتاب المقدس بنى أول معبد هناك قبل 3000 عام. وجرى هدم معبد ثانٍ على أيدي الرومان في العام 70 ميلادية.
ويذكر أن إسرائيل فرضت سيطرتها على الأقصى في حرب عام 1967 وضمته مع بقية القدس الشرقية وأجزاء مجاورة من الضفة الغربية في خطوة لم تلق اعترافا دوليا.
ويقوم الأردن، الذي تتولى أسرته الهاشمية الحاكمة الوصاية على المواقع الإسلامية والمسيحية، بتعيين أعضاء مؤسسة الوقف التي تشرف على الأقصى.
“الوضع الراهن” نقطة اشتعال الصراع
وكانت ساحة المسجد الأقصى منذ فترة طويلة نقطة اشتعال للعنف الدموي بسبب أمور تتعلق بالسيادة والدين في القدس.
وبموجب ترتيب “الوضع الراهن” الذي يحكم المنطقة منذ فترة طويلة، والذي تقول إسرائيل إنها تتمسك به، يمكن لغير المسلمين الزيارة ولكن يُسمح للمسلمين فقط بالصلاة في المسجد.
وقد أدى زوار يهود الصلاة بشكل علني متزايد إلى حد ما في ساحة المسجد في تحد للقواعد، وأدت القيود الإسرائيلية المفروضة على وصول المصلين المسلمين إلى المسجد لاحتجاجات واندلاع أعمال عنف.
وساهمت الاشتباكات في الأقصى في العام 2021 في إشعال حرب استمرت 10 أيام مع غزة.
وفي العام 2000، قاد السياسي الإسرائيلي أرييل شارون، زعيم المعارضة آنذاك، مجموعة من النواب البرلمانيين الإسرائيليين إلى المسجد الأقصى. واحتج الفلسطينيون، ووقعت اشتباكات عنيفة سرعان ما تحولت إلى ما يعرف بالانتفاضة الفلسطينية الثانية.