قال رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الإثنين إنه يعمل على “تجنيب لبنان دخول الحرب”، معتبرا أن بلاده اليوم “في عين العاصفة”. ويأتي ذلك في وقت تشهد فيه الحدود الجنوبية منذ ثلاثة أسابيع تبادلا للقصف بين حزب الله وإسرائيل، على وقع الحرب في غزة بين إسرائيل وحماس منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول. ويثير هذا التصعيد عبر الحدود خشية من تمدد الحرب إلى جنوب لبنان. فيما تحذر إسرائيل وقوى غربية حزب الله من مغبة فتح جبهة جديدة.
نشرت في:
4 دقائق
في مقابلة صحافية الإثنين، صرح رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني نجيب ميقاتي لوكالة الأنباء الفرنسية قائلا “أقوم بواجبي في ما يتعلق بتجنيب لبنان دخول الحرب”، معتبرا أن بلاده اليوم “في عين العاصفة”.
وأضاف “نعمل للسلم.. ونحن كحكومة قيمون على الأوضاع العامة وعلى أي تداعيات يمكن أن ننجرّ إليها عقب أي توتر إضافي”.
هذا، وتشهد المنطقة الحدودية تبادلا للقصف خصوصا بين حزب الله وإسرائيل منذ أن شنّت حركة حماس في السابع من الشهر الحالي هجوما غير مسبوق على إسرائيل التي ترد بقصف مركز على قطاع غزة المحاصر.
كما تشارك مجموعات عدة بينها فصائل فلسطينية بإطلاق صواريخ وتنفيذ عمليات تسلل عبر الحدود، وإن كانت بوتيرة أقل من حزب الله.
ومن جانبه، يردّ الجيش الإسرائيلي على استهداف مواقعه بقصف أطراف بلدات حدودية عدة وتحرّكات مقاتلي حزب الله، ما أسفر عن مقتل 62 شخصا، بينهم 47 مقاتلا من حزب الله وأربعة مدنيين ضمنهم مصور في وكالة أنباء رويترز، وفق حصيلة جمعتها وكالة الأنباء الفرنسية. وأعلنت إسرائيل من جهتها، مقتل أربعة أشخاص.
إلى ذلك، وخلال ثلاثة أسابيع من التصعيد، نزح نحو 29 ألف شخص في لبنان، خصوصا من جنوب البلاد، بحسب ما أفادت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة الجمعة.
ويذكر أن هذا التصعيد عبر الحدود يثير مخاوف من تمدد الحرب المستمرة بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة إلى جنوب لبنان. كما تحذر إسرائيل وقوى غربية حزب الله، الطرف السياسي والعسكري الأبرز في البلاد والمدعوم من طهران، من مغبة فتح جبهة جديدة.
وفي إجابة عن سؤال عما إذا كان لمس خلال اتصالاته مع حزب الله نيّة بعدم التصعيد، رد ميقاتي قائلا “حتى اليوم، أرى أن حزب الله يقوم بعقلانية وحكمة بإدارة هذه المواضيع، وشروط اللعبة لا تزال محدودة”.
لكنه قال في الوقت ذاته إنه لا يستطيع “طمأنة اللبنانيين” لأنّ “الأمور مرهونة بأوقاتها”، مشددا في نفس الوقت على أن الشعب اللبناني “لا يريد دخول أي حرب ويريد الاستقرار، خصوصا بعد أن وصل إلى مستويات من الفقر والعوز” على وقع الانهيار الاقتصادي غير المسبوق الذي تعيشه البلاد منذ أكثر من أربع سنوات.
وأردف قائلا “لا يمكن أن ألغي أي تصعيد (في لبنان) يمكن أن يحصل لأن ثمة سباق بين وقف إطلاق النار (في غزة) وبين التصعيد في كل المنطقة”.
كما أبدى خشيته أيضا من “فوضى أمنية ليس في لبنان فحسب، وإنما في منطقة الشرق الأوسط” بأكملها في حال عدم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.
وقد شنت حركة حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الحالي هجوما غير مسبوق في تاريخ إسرائيل تسللت خلاله إلى مناطق إسرائيلية، وتسبب بمقتل أكثر من 1400 شخص معظمهم مدنيون قضوا في اليوم الأول للهجوم الذي احتجزت فيه حماس أيضا 239 رهينة، وفق السلطات الإسرائيلية.
وبدورها، ترد إسرائيل منذ ذلك التاريخ بقصف مدمر على قطاع غزة، يترافق منذ أيام مع عمليات عسكرية برية داخل القطاع. فيما قتل في قطاع غزة 8306 أشخاص، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحركة حماس صدرت الإثنين، معظمهم مدنيون.
فرانس24/ أ ف ب
اكتشاف المزيد من صحيفة دي إي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.