لايبزيغ من دون كلوسترمان أمام بايرن ميونيخ


بايرن ميونيخ في أزمة والنادي يبحث عن بديل لتوخيل

«بايرن ميونيخ في أزمة» هذا هو محور حديث نجوم ورموز النادي وجماهيره، بعد الخسارة للمرة الثالثة على التوالي خلال نحو أسبوع ولأول مرة منذ عام 2015، ما جعل الفريق البافاري العريق مهدداً بخسارة لقب الدوري الألماني؛ بل وربما الخروج من الموسم الحالي صفر اليدين.

ورغم إعلان إدارة البايرن مساندتها للمدرب توماس توخيل ودعمها له للاستمرار في منصبه، فإن كثيراً من النجوم السابقين يشككون في ذلك، ومن بينهم لوثار ماتيوس الذي أكد أن البحث عن بديل للمدير الفني قد بدأ بالفعل، بعدما بات الأمر مطلباً جماهيرياً في ظل تراجع المستوى والنتائج.

حتى توماس توخيل نفسه يتوقع أن يستمر الجدل حول بقائه في منصبه خلال الأيام المقبلة، بعد الهزيمة القاسية التي تلقاها فريقه أمام بوخوم 2-3 ليبتعد بثماني نقاط عن المتصدر باير ليفركوزن، رغم الثقة التي يحظى بها توخيل من الرئيس التنفيذي للنادي يان كريستيان دريسن الذي أكد بعد الخسارة أمام بوخوم أن المدرب مستمر، وسيقود الفريق في مباراة لايبزيغ السبت المقبل، وأي شيء آخر غير مطروح للنقاش في الوقت الحالي.

وعلق توخيل: «أشك في ألا يكون الموضوع محل مناقشة، فالجدل حولي مستمر طوال الموسم حتى عندما كنا نفوز بالمباريات». وأضاف: «وصلت منذ أسابيع لمرحلة لم يعد فيها الجدل يؤثر عليَّ؛ بل أركز على ما يمكنني التحكم فيه فقط، هذا هو الأسلوب الوحيد الذي أعرفه».

من جانبه، أشار ماتيوس، قائد البايرن ومنتخب ألمانيا السابق، إلى أنه لن يشعر بأي مفاجأة إذا أقيل توخيل من تدريب الفريق. وقال النجم الفائز بكأس العالم 1990، وأكثر اللاعبين مشاركة مع المنتخب الألماني: «البايرن في أزمة، وبالتأكيد تتم مناقشة الأمر داخلياً. المسألة هي: مَن البديل الكفء المتوفر حالياً لخلافة توخيل؟». ويرى ماتيوس أن البايرن يعيش كثيراً من الاضطرابات منذ أن حل توخيل بديلاً ليوليان ناغلسمان قبل 11 شهراً، واضطر الثنائي أوليفر كان، الرئيس التنفيذي، وحسن صالح حميديتش، عضو مجلس الإدارة، للرحيل في الصيف.

وعلق ليون جوريتسكا، لاعب خط وسط البايرن على الهزيمة الثالثة التي تلقاها الفريق خلال أسبوع واحد قائلاً: «نبدو كأننا نعيش فيلم رعب لا ينتهي».

ومع تبقي 12 مرحلة فقط على نهاية المسابقة، تركت تلك الهزائم المتتالية توخيل في عين العاصفة؛ حيث يتخلف البايرن بثماني نقاط عن المتصدر باير ليفركوزن، بعد الخسارة أمامه بنتيجة صفر-3 منذ أسبوع، ثم السقوط أمام بوخوم، وبينهما خسارة بهدف أمام لاتسيو الإيطالي في ذهاب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا.

وفي ظل انخفاض مستوى الفريق، وتراجع نتائج توخيل من الناحية الرقمية، مقارنة بسلفه ناغلسمان الذي أقيل من منصبه في مثل هذا الوقت من العام الماضي رغم أنه كان بالصدارة، يبدو مصير توخيل مهدداً بشدة.

عدم وجود البديل الكفء بمنتصف الموسم سبب الإبقاء على توخيل في البايرن حتى الآن (إ.ب.أ)

وكما هي الحال في كثير من الأندية السابقة التي قام بتدريبها، انتشرت تقارير إعلامية حول خلاف توخيل مع اللاعبين، وشعور مجلس الإدارة بالإحباط بسبب سلبيته.

لكن يان كريستيان دريسن، الرئيس التنفيذي لبايرن، عندما سُئل عما إذا كان توخيل سيكون على رأس القيادة الفنية لبايرن في مباراته ضد ضيفه لايبزيغ، في مباراته المقبلة بالدوري الألماني، رد قائلاً: «بالطبع».

وشعر توخيل نفسه بأن الخسارة التي تعرض لها بايرن تحت الأمطار الغزيرة أمام بوخوم الحادي عشر بترتيب «بوندسليغا»، لم تكن مبررة، وقال: «لا أعتقد أن الهزيمة كانت عادلة. أعتقد أن كثيراً من الأمور سارت ضدنا. كل ما يمكن ألا تتوقع حدوثه -ولو بالخطأ- قد حدث».

وتوقفت المباراة مرتين فترة طويلة، بسبب قيام المشجعين بإلقاء كرات التنس على أرض الملعب، احتجاجاً على سعي رابطة الدوري الألماني للحصول على مستثمرين خارجيين، بينما أصبح المغربي نصير مزراوي أحدث المنضمين لقائمة إصابات بايرن المتخمة بالنجوم.

ولم يكن ليروي ساني لائقاً بما يكفي للمشاركة أساسياً مع بايرن، وتعرض دايوت أوباميكامو للطرد بعد تسببه في احتساب ركلة جزاء للمباراة الثانية على التوالي بجميع البطولات، ليواجه عقوبة الإيقاف.

وفي المقابل، حافظ ليفركوزن على سجله خالياً من الهزائم في كل المنافسات هذا الموسم، ويهدف لإحراز لقب الدوري الألماني لأول مرة تحت قيادة المدرب الإسباني تشابي ألونسو، لاعب وسط بايرن السابق.

واعترف توخيل بأن الدفاع عن لقب البطولة «يبدو غير واقعي» في الوقت الحالي؛ لكنه أشار إلى أن بايرن اقتنص لقب الموسم الماضي من غريمه التقليدي بوروسيا دورتموند، في اللحظات الأخيرة.

وأكد توخيل: «في الموسم الماضي كنا نثق بأنفسنا وقدرتنا على حصد البطولة حتى النهاية، وحصلنا على المكافأة».

وعزز الإنجليزي هاري كين موقعه في صدارة هدافي «بوندسليغا» هذا الموسم، بعدما أحرز هدفه الـ25 في المسابقة أمام بوخوم؛ لكن ذلك لم يكن كافياً لإنقاذ البايرن من السقوط في فخ الخسارة، لا سيما بعدما أهدر فرصة ذهبية أخرى لهز الشباك. وأصبح قائد منتخب إنجلترا أسرع لاعب على الإطلاق في الدوري الألماني يسجل 25 هدفاً بالبطولة؛ حيث شارك في 22 مباراة فقط في موسمه الأول بألمانيا.

وفي حال تحطيم المهاجم المخضرم (30 عاماً) الرقم القياسي بوصفه أكثر اللاعبين إحرازاً للأهداف في موسم واحد بالدوري الألماني، المسجل باسم البولندي روبرت ليفاندوفسكي، مهاجم بايرن السابق الذي سجل 41 هدفاً، لن يكون ذلك ذا جدوى إذا فشل في التتويج بالبطولة؛ خصوصاً أنه لم يفز بأي لقب على الإطلاق طوال مسيرته مع فريقه السابق توتنهام هوتسبير الإنجليزي.

ويبقى بايرن ميونيخ مهدداً بالخروج بموسم صفري وسجل خالٍ من الألقاب، لأول مرة منذ 12 عاماً؛ حيث خرج أيضاً من كأس ألمانيا بعد الخسارة أمام ساربروكن، أحد أندية دوري الدرجة الثالثة.

ويتطلع بايرن ميونيخ لتحقيق الفوز أمام ضيفه لايبزيغ الذي أحرجه في آخر زيارتين بفوز بنتيجة 3-1 في مايو (أيار) 2023 كاد أن يكلف الفريق البافاري خسارة لقب الدوري في الموسم الماضي، ثم فاز لايبزيغ مجدداً في معقل البايرن بنتيجة 3-0 لينتزع كأس السوبر المحلي في أغسطس (آب) الماضي. وكان الفريقان قد تعادلا 2-2 في مباراة الدور الأول بالموسم الجاري التي أقيمت في لايبزيغ في سبتمبر (أيلول) الماضي.



المصدر


اكتشاف المزيد من صحيفة دي إي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

صالح علي

كاتب ومحرر صحفي

«داخلية مصر»: حادث مقتل العبيدي جنائي… والمتهمون خمسة

المدرب المغربي حسين عموتة يعلن مغادرته منتخب الأردن لأسباب عائلية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *