وفي بداية عام 2024، توقع المستثمرون أن يخفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بشكل كبير هذا العام مع تباطؤ التضخم. لكن الزيادات في الأسعار كانت عنيدة إلى حد مدهش، الأمر الذي يفرض على وول ستريت إعادة التفكير.
يتساءل المستثمرون والاقتصاديون عن متى وإلى أي مدى سيتمكن صناع السياسة في بنك الاحتياطي الفيدرالي من خفض أسعار الفائدة – ويشك البعض بشكل متزايد في أن مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي سيتمكنون من خفض أسعار الفائدة على الإطلاق هذا العام.
وكان التضخم يتراجع بشكل مطرد في عام 2023، لكن هذا التقدم توقف في عام 2024. وأظهرت بيانات يوم الجمعة أن مؤشر التضخم المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي ارتفع بنسبة 2.8 بالمئة في مارس مقارنة بالعام السابق، بعد استبعاد تكاليف الغذاء والوقود المتقلبة. وفي حين أن هذا أقل بكثير من الذروة التي بلغها في عام 2022، إلا أنه لا يزال أعلى بكثير من هدف البنك المركزي البالغ 2 في المائة.
وقد دفعت ثبات التضخم مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى الإشارة إلى أن خفض أسعار الفائدة قد يستغرق وقتاً أطول مما توقعوه في السابق. ورفع صناع السياسات أسعار الفائدة إلى 5.33% بين مارس/آذار 2022 والصيف الماضي، وأبقوها عند هذا المستوى منذ ذلك الحين. المستثمرون الذين دخلوا العام متوقعين أول خفض لسعر الفائدة بحلول شهر مارس، قاموا بتأجيل هذه التوقعات إلى سبتمبر أو بعد ذلك.
حتى أن بعض المحللين بدأوا في التساؤل عما إذا كانت الخطوة التالية التي سيتخذها بنك الاحتياطي الفيدرالي هي رفع أسعار الفائدة، وهو ما سيكون بمثابة انعكاس كبير بعد أشهر توقعت فيها وول ستريت بأغلبية ساحقة أن تكون الخطوة التالية لبنك الاحتياطي الفيدرالي هي خفض أسعار الفائدة.
لكن معظم الاقتصاديين يعتقدون أن الأمر سيستغرق الكثير من الوقت حتى يتمكن بنك الاحتياطي الفيدرالي من تغيير توجهاته بشكل جذري.
وقال ماثيو لوزيتي، كبير الاقتصاديين الأميركيين في دويتشه بنك: “إنها بالتأكيد نتيجة محتملة، لكنها ستتطلب تسارعاً واضحاً في معدل التضخم”.