كرست حياتي لكرة القدم… والمنافسة مع السيتي جعلتنا أفضل


إيفرتون ليس أول المعاقَبين بخصم نقاط… وقد لا يكون الأخير

يُعد خصم 10 نقاط من إيفرتون هو أقسى عقوبة في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز، لكن إيفرتون لم يكن أول نادٍ يتم خصم نقاط منه. كان سندرلاند أول نادٍ يتعرض لمثل هذه العقوبة، حيث تعرض لخصم نقطتين من رصيده في موسم 1890-1891، عندما أشرك لاعباً غير مسجل، وهو حارس المرمى الأسكوتلندي نيد دويغ، الذي واصل مسيرته فيما بعد ليصبح أسطورة في تاريخ سندرلاند، حيث شارك في أكثر من 450 مباراة مع النادي على مدار 14 موسماً وفاز بأربعة ألقاب للدوري. كما كان دويغ عنصراً أساسياً في فريق سندرلاند الذي فاز بـ«بطولة العالم» – وهي مباراة جمعت الفائز بلقب الدوري الأسكوتلندي مع الفائز بلقب الدوري الإنجليزي، وضمت هذه المباراة 22 لاعباً أسكوتلندياً.

وفي أكتوبر (تشرين الأول) عام 1990 – أي بعد 100 عام من أول عقوبة بخصم نقاط – تعرض آرسنال ومانشستر يونايتد لخصم نقاط من رصيدهما بعد مشاجرة بين 21 لاعباً على ملعب «أولد ترافورد». لم يطرد حكم اللقاء أي لاعب، وأشهر البطاقة الصفراء في وجه اثنين من اللاعبين فقط في ذلك اليوم – أندرس ليمبار ونايغل وينتربيرن – لكن بعد بضعة أسابيع فُرضت عقوبات قاسية على الناديين. تم خصم نقطتين من آرسنال بسبب تورطه في حادث مماثل في العام السابق ضد نوريتش سيتي على ملعب «هايبري»، بينما تم خصم نقطة واحدة فقط من رصيد مانشستر يونايتد. ومع ذلك، نجح آرسنال بقيادة المدير الفني جورج غراهام في تحقيق اللقب، حيث أنهى الموسم في الصدارة بفارق 7 نقاط كاملة عن ليفربول صاحب المركز الثاني، بعد أن خسر مباراة واحدة فقط طوال الموسم.

كامبل وكانو فازا مع بورتسموث بكأس إنجلترا في موسم 2007-2008 قبل خصم النقاط والهبوط (غيتي)

وتم خصم نقاط من فريقين في عصر الدوري الإنجليزي الممتاز بشكله الجديد، وهبط كل منهما في وقت لاحق؛ تعرض ميدلسبره لخصم 3 نقاط من رصيده في موسم 1996-1997، كما تم خصم 9 نقاط من رصيد بورتسموث في موسم 2009-2010. وتعد العقوبة المفروضة على إيفرتون هي الأكبر، لكن مع بقاء 26 جولة من الموسم، فلا يزال أمام الفريق متسع من الوقت للارتقاء في جدول الترتيب. وفي المقابل، لم يكن أمام ميدلسبره سوى 16 مباراة فقط متبقية من الموسم بعد فرض العقوبة، في حين لم يكن أمام بورتسموث سوى ثماني مباريات.

وبالنسبة لميدلسبره، فقد تعرض النادي لخصم ثلاث نقاط من رصيده بعدما أعلن انسحابه من مباراته أمام بلاكبيرن، التي كان مقرراً إقامتها يوم السبت 21 ديسمبر (كانون الأول)، قبل 24 ساعة فقط من بداية اللقاء. لم يكن من المتصور أن يحدث ذلك على أعلى مستوى في كرة القدم الإنجليزية، لكن ميدلسبره زعم أن الإصابات والإيقافات وإصابة عدد من لاعبي الفريق بالإنفلونزا جعلت 23 لاعباً من لاعبي الفريق غير قادرين على المشاركة في اللقاء، وبالتالي قرر الانسحاب. وكان طبيب الفريق يشعر بالقلق من احتمال إصابة المزيد من اللاعبين بالمرض خلال الـ24 ساعة التي تسبق المباراة، وقال للرئيس التنفيذي للنادي، كيث لامب، والمدير الفني برايان روبسون: «لست متأكداً من عدد اللاعبين الذين سيكونون جاهزين، من بين الـ17 لاعباً غداً بسبب الفيروس».

وبناءً على هذه النصيحة، اتصل لامب بمسؤولي الدوري الإنجليزي الممتاز صباح يوم الجمعة قبل الموعد المقرر لإقامة المباراة وطلب إرشادات بشأن ما إذا كان من الممكن تأجيل اللقاء. وأوضح أن ميدلسبره لديه 17 لاعباً جاهزاً فقط، من بينهم ثلاثة حراس مرمى وخمسة لاعبين شباب لم يلعبوا من قبل أي مباراة مع الفريق الأول. وعلى الرغم من عدم حصول ميدلسبره على إذن بتأجيل المباراة لأنه كان بإمكان النادي تكوين فريق لخوض اللقاء، إلا أن ميدلسبره انسحب من اللقاء، وهو القرار الذي أدى في النهاية إلى نتائج عكسية.

دخل خصم الثلاث نقاط حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني)، وهو ما جعل ميدلسبره يتذيل جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز. ومع ذلك، فإن الفريق الذي كان يضم في صفوفه كلاً من جونينيو وإيمرسون وفابريزيو رافانيلي، قدم مستويات جيدة بعد ذلك وجمع 22 نقطة من مبارياته الـ14 التالية. وفي النهاية، تم تغيير موعد مباراة الفريق أمام بلاكبيرن لتُلعب في 8 مايو (أيار)، أي قبل ثلاثة أيام من اليوم الأخير من الموسم. انتهت المباراة بالتعادل السلبي. وتعادل ميدلسبره أيضاً في مباراته الأخيرة خارج أرضه أمام ليدز يونايتد، لكن ذلك لم يكن كافياً لإنقاذ الفريق من الهبوط بعدما حقق كوفنتري سيتي فوزاً مفاجئاً خارج ملعبه على توتنهام وضمن البقاء.

كان خصم النقاط، الذي وصفه روبسون بأنه «أقسى عقوبة يمكن فرضها على هذا النادي لكرة القدم»، حاسماً في مصير الفريق في ذلك الموسم. ولو لم يتم خصم ثلاث نقاط من رصيد ميدلسبره، فإن النادي كان سيحتل المركز الرابع عشر، متساوياً في النقاط مع بلاكبيرن. هبط ميدلسبره في نهاية المطاف، رغم أنه سجل 51 هدفاً في ذلك الموسم، ليأتي في المركز السادس في قائمة أكثر فرق المسابقة تسجيلاً للأهداف، وأكثر بأربعة أهداف من أستون فيلا صاحب المركز الخامس. وإذا كانت عقوبة ميدلسبره تبدو قاسية، فإن بورتسموث كان هو من وضع نفسه في مأزق شديد. احتل بورتسموث المركز الثامن في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز وفازوا بكأس الاتحاد الإنجليزي في موسم 2007-2008، لكن الأمور أخذت منعطفاً سيئاً خلال السنوات القليلة التالية. ففي غضون 6 أشهر، تغيرت ملكية النادي 3 مرات، وأدت هذه الخطوة إلى إعلان النادي إفلاسه في فبراير (شباط) 2010.

في صيف عام 2009، اشترى سليمان الفهيم النادي من ألكسندر غايداماك مقابل 60 مليون جنيه إسترليني. وبعد أقل من 6 أسابيع من استحواذه على النادي، باع الفهيم حصته لعلي الفرج، الذي باع بدوره حصته إلى رجل الأعمال بالرام تشينراي في غضون بضعة أشهر. وبعد ذلك بوقت قصير، أعلن النادي إفلاسه في ظل ملكية تشينراي، وهو ما أدى إلى خصم 9 نقاط من رصيده في مارس (آذار) عام 2010. وعلى أرض الملعب، بدأ بورتسموث موسم 2009-2010 بشكل كارثي، حيث خسر أول 7 مباريات – وهي أسوأ بداية لفريق في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز – وظل يتذيل جدول الترتيب اعتباراً من الأسبوع الثالث من الموسم وحتى نهايته. وعندما فُرضت العقوبة في 17 مارس (آذار)، كان ذلك يعني مزيداً من التراجع لبورتسموث، الذي ابتعد عن منطقة الأمان بفارق 14 نقطة كاملة.

فاز بورتسموث على هال سيتي في مباراته الأولى بعد خصم النقاط، وحصل على تسع نقاط أخرى في مبارياته المتبقية، بما في ذلك الفوز على إيفرتون على ملعب «فراتون بارك» في الجولة الأخيرة من الموسم – لكن تم تأكيد هبوطه الحتمي بحلول منتصف شهر أبريل (نيسان). أنهى بورتسموث الموسم بـ19 نقطة، بفارق 11 نقطة عن الناديين الآخرين الهابطين، هال سيتي وبيرنلي، وبفارق 16 نقطة عن وستهام صاحب المركز السابع عشر.

ميدلسبره هبط بعد خصم النقاط رغم وجود جونينيو في صفوفه (غيتي)

وعلى الرغم من الاضطرابات المالية ومستوى الفريق السيئ في الدوري، تمكن بورتسموث بطريقة أو بأخرى من الوصول إلى المباراة النهائية لكأس الاتحاد الإنجليزي في عام 2010، لكنه خسر أمام تشيلسي بهدف دون رد. وفي العامين التاليين، عانى بورتسموث من خصم المزيد من النقاط وهبط من دوري الدرجة الأولى ودوري الدرجة الثانية في موسمين متتاليين. وفي الوقت الحالي يتصدر بورتسموث جدول ترتيب دوري الدرجة الثانية، ولم يخسر أي مباراة حتى الآن هذا الموسم.

ومن قبيل الصدفة أن ميدلسبره كان قد وصل أيضاً إلى المباراة النهائية لكأس الاتحاد الإنجليزي عام 1997، وخسر أمام تشيلسي أيضاً، كما حدث مع بورتسموث في عام 2010. ومع ذلك، عاد ميدلسبره إلى الدوري الإنجليزي الممتاز في الموسم التالي للموسم الذي تعرض فيه لخصم النقاط، ليضمن الصعود تحت قيادة روبسون ويتمتع بأطول فترة من اللعب في الدوري الإنجليزي الممتاز بعد الحرب العالمية الثانية، لتصل إلى 11 موسماً متتالياً في الدوري الإنجليزي الممتاز.

من المؤكد أن مشجعي إيفرتون الذين يبحثون عن قدر من العزاء والسلوى في قصص خصم النقاط السابقة ربما يأملون في أن يتمكن فريقهم من الوصول إلى المباراة النهائية لكأس الاتحاد الإنجليزي، كما حدث من قبل مع ميدلسبره وبورتسموث. لكن مع بقاء 26 مباراة من الموسم الحالي للدوري، فإن هدفهم الأساسي هو البقاء في الدوري الإنجليزي الممتاز للموسم 71 على التوالي.

*خدمة الغارديان



المصدر


اكتشاف المزيد من صحيفة دي إي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

صالح علي

كاتب ومحرر صحفي

موسكو تستعد لمواجهة «تطور جديد» في المواجهة مع الغرب

تحركات لترتيبات «ما بعد هدنة غزة»

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *