تظاهر المئات من اليهود المتشددين (الحريديم) في القدس الغربية، رافضين الخدمة العسكرية وأغلقوا جسر سارية القدس المعلق، فيما تصدت لهم شرطة الاحتلال باستخدام شاحنات المياه العادمة واعتقلت أحدهم.
واجهت الشرطة الإسرائيلية، مساء الاثنين، مئات اليهود المتشددين الذين تظاهروا في القدس الغربية رفضا للخدمة العسكرية، واستخدمت شاحنات المياه العادمة لتفريقهم واعتقلت أحدهم.
وبحسب صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، فإن المئات من الحريديم أغلقوا الطرق عند تقاطع شارعي ساري يسرائيل ويافا في القدس مساء اليوم (الاثنين) احتجاجا على إمكانية تمرير قانون التجنيد.
ولطالما شكل تجنيد “الحريديم”، الذين يتهربون من الخدمة العسكرية بحجة التفرغ لدراسة التوراة، قضية شائكة في المجتمع الإسرائيلي.
ومؤخرا عاد الجدل إلى الواجهة بعد أن سعت حكومة اليمين برئاسة بنيامين نتنياهو إلى إقرار مشروع قانون استبعاد الحريديم من الخدمة العسكرية، وزيادة مدة الخدمة الإجبارية من 32 شهرا إلى 36 شهرا، وهو ما استوفيه وسط رفض واسع من المعارضة بقيادة يائير لابيد، الذي دعا إلى إعداد قانون. التجنيد يتطلب من الحريديم أداء الخدمة العسكرية مثل الآخرين.
وفي مظاهرات اليوم، حاول الحريديم إغلاق “جسر الأوتار” (جسر القدس المعلق) عند مدخل مدينة القدس، بحسب “يديعوت أحرونوت”.
وبحسب الصحيفة، فإن بعض المتظاهرين جلسوا على الطريق، فيما لوح آخرون بلافتات كتب عليها عبارات مثل “خذونا إلى السجن لا إلى الجيش”، و”نموت ولا نجند”.
من جانبها، قالت الشرطة الإسرائيلية في بيان: “بعد أن لم يلتزم المشاغبون بتعليمات عناصر الشرطة في المكان، وقاموا بأعمال شغب، وأغلقوا محورا مركزيا على مدخل المدينة بأجسادهم، بدأت القوات لإجلائهم وصدهم بالقوة”.
وأضافت: “للأسف، نحن مرة أخرى أمام عمل مستهجن وقبيح، حيث ردد بعض مثيري الشغب الذين تصدوا لضباط الشرطة ومقاتلي حرس الحدود شعارات مثل: موتوا النازيين في غزة، ويا أيها الإرهابيون”.
والأسبوع الماضي، قال حاخام الطائفة السفارديمية، يتسحاق يوسف، في تصريحات إعلامية: “إذا أجبرونا على الانضمام إلى الجيش، فسنسافر جميعنا (الحريديم) خارج البلاد. نشتري التذاكر ونذهب.”
ووفقا لمعهد الديمقراطية الإسرائيلي (معهد أبحاث مستقل)، يبلغ عدد السكان الحريديم في إسرائيل حوالي 1,335,000 نسمة، أو 13.6% من إجمالي السكان.
وتبلغ نسبة الشباب حتى سن 19 عامًا (سن التجنيد) بين الحريديم 58%، مقابل 31% بين عموم السكان اليهود، بحسب المصدر نفسه.