أظهر باير ليفركوزن قناعته التامة بالنصيحة التي أكدت ضرورة التحلي بالتواضع وعدم التعالي، رغم الفوز المثير على ضيفه بايرن ميونيخ حامل اللقب 3 – 0 السبت، في قمة مباريات دوري الدرجة الأولى الألماني لكرة القدم (البوندسليغا).
ووسع ليفركوزن الفارق في الصدارة مع أقرب ملاحقيه بايرن ميونيخ الفائز باللقب في المواسم الـ11 الماضية إلى 5 نقاط، ليخرج المدرب الإسباني تشابي ألونسو على الفور، ويقول: «اسألوني مرة أخرى في مايو (أيار)»، في رده على شبكة «سكاي سبورتس» بشأن اقتراب فريقه من التتويج باللقب الأول في تاريخه بـ«البوندسليغا».
وقال ألونسو: «بوسعنا أن نحتفل اليوم وربما غداً، لكن يوم الاثنين ستبدأ الاستعدادات للمباراة الجديدة، هذه هي كرة القدم». ولم يخسر ليفركوزن طوال 31 مباراة خاضها على مستوى جميع المسابقات في الموسم الحالي. وتحدثت صحيفة «سود دويتشه تسايتونغ» عن أن المواجهة أمام ليفركوزن «كانت أشبه بالإذلال لبايرن»، فيما أشارت صحيفة «بيلد» إلى «استعراض القوة» من جانب ليفركوزن.
وأوضحت مجلة «كيكر سبورتس» أن بايرن ميونيخ لم يخضع للسيطرة من أي منافس محلي بمثل هذه الطريقة منذ خسارته 5 – 2 أمام بوروسيا دورتموند في نهائي الكأس عام 2012. وذكرت «كيكر سبورتس» أن تغيير هوية البطل تلوح في الأفق بالدوري الألماني، لكن ما زالت 13 جولة تتبقى على نهاية الموسم، ويدرك ليفركوزن أن الطريق ما زالت طويلة لحين انتهاء الموسم في 18 مايو المقبل، عبر مواجهته أمام ضيفه أوغسبورغ.
وفي عام 2000، خسر ليفركوزن اللقب لصالح بايرن ميونيخ في الجولة الأخيرة، بخسارته بهدفين دون رد على ملعب أونترهاتشينغ، الذي هبط للدرجة الثانية، وبعدها بعامين حل الفريق وصيفاً في «البوندسليغا» وفي كأس ألمانيا وفي دوري أبطال أوروبا.
وعلى النقيض فإن القدرات الحقيقية لبايرن ميونيخ تظهر عندما تقتضي الحاجة، ولعل أكبر دليل على ذلك ما حدث في 2001، حينما اقتنص اللقب من شالكه في المباراة الأخيرة من الموسم، وفي الموسم الماضي حصد اللقب في الجولة الأخيرة أيضاً بهدف سجله جمال موسيالا قبل دقيقة واحدة من نهاية المباراة أمام كولن، ليفوز باللقب الـ11 على التوالي بعد فشل مطارده المباشر دورتموند في الفوز على ماينز.
لكن الصراع الشرس على اللقب أظهر ربما أن بايرن يفقد الهيمنة الكاملة التي كان يمتلكها فيما مضى.
وتواصلت تلك النزعة هذا الموسم، وبعد الخسارة القاسية السبت، بدأ الحديث يدور عن تدعيمات فترة الانتقالات الصيفية وعن مصير المدرب توماس توخيل.
واعترف مانويل نوير قائد وحارس مرمى بايرن ميونيخ: «كانت واحدة من أسوأ مبارياتنا في واحد من أكثر الأيام أهمية».
من جانبه شكك المهاجم المخضرم توماس مولر في أداء الفريق، وقال: «أنا منزعج حقاً، خلال التدريبات، ظهرنا بشكل أفضل كثيراً لأننا كنا أكثر شجاعة ونلعب بحرية أكبر». وأضاف: «ليفركوزن غامر ببساطة، لقد بحثوا عن حلول، نحن اللاعبين توقعنا أن نشعر بالضغط داخل الملعب، لكن ينبغي أن يحفزنا ذلك، لم نكن هناك، لقد خسرنا بثلاثة أهداف دون رد». وأوضح: «ينبغي علينا أن نتحسن بشكل عاجل، وهذا ما نفعله».
وتحدث توخيل عن أخطاء فردية وتقبل اللوم على الدفع بـ5 لاعبين في الدفاع، في طريقة لعب أثارت علامات الاستفهام في معسكر ليفركوزن وحفزتهم بصورة أكبر. لكن توخيل أكد: «سنبذل قصارى جهدنا ولن نستسلم، ليفركوزن صنع فجوة، وطريقتنا لن تتغير، علينا أن ننطلق ونتحسن إذا أردنا تحقيق هدفنا».
ويحتاج النادي البافاري لاستعادة اتزانه سريعاً قبل ملاقاة مضيفه لاتسيو الإيطالي في ذهاب دور الـ16 لدوري أبطال أوروبا، وبعدها يخرج لملاقاة بوخوم في «البوندسليغا». من جانبه، يشارك ليفركوزن في المربع الذهبي لكأس ألمانيا ودور الـ16 من الدوري الأوروبي، ويواصل رحلة البحث عن لقب «البوندسليغا» بملاقاة مضيفه هايدنهايم الأسبوع المقبل.
وقال لوكاس هراديكي حارس مرمى ليفركوزن: «كانت خطوة هائلة في موسمنا الماراثوني، ما زالت هناك 13 خطوة، ندرك أن بوسعنا منافسة بايرن، علينا أن نبقى متواضعين، لكننا ندرك إمكاناتنا الحقيقية».
ويواصل تشابي ألونسو اللاعب السابق لليفربول وريال مدريد وبايرن ميونيخ رحلته الملهمة مع ليفركوزن، حيث تولى تدريب الفريق في خريف 2022 حينما كان يحتل المركز الثاني من القاع، لكنه حقق نقلة نوعية مع الفريق، وبات يطارد 3 ألقاب بقوة.
وفاجأ تشابي كثيراً من المنافسين بأسلوب لعبه والتشكيل الذي يعتمد عليه، لكنه حافظ على تواضعه، وهو ما ظهر جلياً بالأمس، حيث ذهب للاحتفال مع الجماهير فقط بعد انضمام جميع أعضاء الطاقم المعاون إليه.