وسط حضور الآلاف ممن شدهم الحنين لأجواء المونديال العالمي في 2022 وتفاصيله المثيرة، دشنت قطر بطولة كأس آسيا 2023 للمنتخبات بافتتاح أسطوري رعاه الشيخ تميم بن حمد أمير الدولة، وبحضور إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، ووسط حضور كامل العدد في ملعب لوسيل المونديالي.
وكشف حفل الافتتاح عن الفصل المفقود من كتاب «كليلة ودمنة» التاريخية التي تشكل قصصها جسوراً ثقافية تمتد بين جميع دول آسيا، وترسم خريطة للمحبة والتكاتف بين شعوبها.
واشتمل الحفل الذي امتد قرابة 30 دقيقة على عرض موسيقي حماسي وساحر مبني على أحد أهم الموروثات الأدبية الآسيوية وهو كتاب «كليلة ودمنة» الذي فرض مكانته في التاريخ عبر العصور والأجيال، ويعد إرثاً عالمياً خالداً وأزلياً، وكنزاً لا ينضب من العلم والحكمة والمعرفة، متضمناً في طياته كثيراً من المفاهيم المتعلقة بالتعايش والتفاهم والتعاون، وهي المفاهيم نفسها التي تعكس روح كأس آسيا (قطر 2023).
وقد بدأ الحفل بعدٍّ تنازلي بعد وصول أمير قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني لتنطلق أولى الفقرات بأغنية دُشنت بعدها تفاصيل الجزء المفقود من الرواية المفقودة من كتاب «كليلة ودمنة».
وروى الحفل تفاصيل القصة التي تتكون من 5 فصول قصصية بسردها عبر مفاهيم بصرية شاعرية، دمجت بين إنتاج موسيقي ضخم وبناء مسرحي تكنولوجي معاصر وتصميم مبهر للشخصيات والملابس امتدت إلهامها من الثقافات المتعددة والغنية للدول الـ24 المشاركة في البطولة، وشهد حفل الافتتاح أيضاً فقرة الألعاب النارية بشكل متواصل نال إعجاب الحضور الجماهيري الذي بلغ قرابة 65 ألف متفرج توافدوا على استاد لوسيل المونديالي الذي استضاف نهائيات كأس العالم 2022 في قطر قبل عامين بين فرنسا والأرجنتين.
وألقى مصعب البطاط لاعب منتخب فلسطين قسم البطولة، بدلاً عن حسن الهيدوس قائد منتخب قطر الذي أكد في كلمة ألقاها من أرض الملعب أن العرف السائد دائماً هو أن قائد المنتخب المستضيف هو الذي يلقي قسم اللاعبين، لكن بشكل استثنائي هذه المرة يطلب أن يلقيها قائد منتخب فلسطين.
وجرى أيضاً أداء أغنية من التراث الشعبي الفلسطيني لإحدى الفرق الموسيقية، قبل أن تهتف الجماهير كلمات من النشيد الوطني الفلسطيني «فدائي… فدائي» كرسائل دعم للشعب الفلسطيني.
واستهلت قطر رحلة الدفاع عن لقب كأس آسيا لكرة القدم بالفوز 3 – صفر على لبنان.
سجل أكرم عفيف أول أهداف البطولة، التي تقررت إقامتها في قطر بعد اعتذار الصين عن عدم التنظيم في ظل وجود قيود صارمة للتخلص من فيروس «كورونا»، مع نهاية الشوط الأول، وأضاف المعز علي الهدف الثاني بضربة رأس في الدقيقة 56، قبل أن يختتم عفيف الأهداف في الوقت بدل الضائع. وتضم هذه المجموعة أيضاً الصين وطاجيكستان.
واعتقد المعز مهاجم قطر بعد مرور 6 دقائق من البداية أنه سيواصل ما فعله في النسخة الماضية لكأس آسيا عندما أحرز لقب هداف المسابقة برصيد 9 أهداف، وقاد بلاده لحصد لقبها الأول، عندما استحوذ على الكرة في الجانب الأيسر ومهدها لنفسه، ثم سدد داخل الشباك، وذهب للاحتفال.
لكن الحكم ألغى الهدف بداعي التسلل، وتأكد من صحة قراره بواسطة تقنية التسلل شبه الآلي، واستأنف اللعب بعد إبلاغه بواسطة حكم الفيديو المساعد، وتأجل احتفال المعز بالتسجيل إلى الشوط الثاني.
وقابل عفيف تمريرة عرضية من يوسف عبد الرزاق، الذي شغل مركز الجناح الأيمن، ووضع الكرة برأسه نحو المرمى، لكنها لامست العارضة، وتحولت خارج المرمى في الدقيقة 31.
وكانت لقطة المعز، ومن بعدها لقطة عفيف بمثابة تحذير لما ينوي الثنائي الخطير تقديمه، وبعدما أسهم اللاعبان بشكل مؤثر في تتويج قطر باللقب القاري.
وتابع عفيف كرة مشتركة بين زميله عبد الرزاق والمدافع اللبناني قاسم الزين، وسدد كرة أرضية بالقرب من علامة نقطة الجزاء، داخل الشباك في الدقيقة الأخيرة الشوط الأول، ليفتتح لقطر التسجيل بعدما كان صاحب آخر أهداف بلاده خلال الانتصار 3 – 1 على اليابان في نهائي المسابقة في 2019.
وفرضت قطر سيطرتها على اللعب بعد الاستراحة، ونجح المعز في التسجيل بسهولة بضربة رأس من مدى قريب بعد تمريرة عرضية متقنة من الجانب الأيسر من محمد وعد.
ووصل المعز بذلك إلى 10 أهداف في كأس آسيا ليتساوى في المركز الثاني في قائمة هدافي المسابقة مع الكوري الجنوبي لي دونغ – جوك، ويصبح على مسافة 4 أهداف من الإيراني علي دائي الهداف التاريخي للمسابقة.
وفي الدقيقة السادسة من أصل 10 دقائق للوقت بدل الضائع، توغل عفيف بمهارة ودخل منطقة الجزاء، وسدد الكرة داخل الشباك، ليقود بلاده لانتصار كبير في افتتاح المسابقة. وكررت قطر بذلك تفوقها على لبنان بعدما انتصرت 2 – صفر في افتتاح مشوارها في النسخة الماضية من كأس آسيا قبل 4 سنوات في الإمارات.