كانت الممثلة ليزلي مانفيل، التي لعبت دور الأميرة مارغريت، تُصور حلقة من الموسم الأخير من مسلسل «التاج»، حين كانت تزورها في المستشفى أختها الأكبر إليزابيث، التي تؤدي دورها الممثلة إيميلدا ستونتون.
وفي مقابلة جرت معها مؤخراً، تذكر مانفيل أنه عندما أُخبر الممثلون بأن الملكة الحقيقية «قد تموت اليوم»، قالوا لطاقم العمل إنهم يرغبون في مواصلة تصوير المشهد العاطفي. وتابعت مانفيل تقول إن المشهد انتهى بحلول الساعة الرابعة مساءً «لنكتشف لاحقاً أن الملكة توفيّت في هذا الوقت تقريباً». في الموسم السادس والأخير من مسلسل «التاج»، شخصية مانفيل هي التي تقترب من النهاية. كانت مارغريت واحدة من أفراد عائلة وندسور الأكثر تمرداً، وفي شبابها، وقعت بغرام ضابط سلاح الجو المُطلّق بيتر تاونسند، على الرغم من أنه لم يُسمح لها بالزواج منه. وفي المسلسل، يخيّم هذا الحزن بظلاله على بقية حياتها.
ومع ذلك، فإن هذا الألم لم يُضعِف من بريق مارغريت أبداً. وصفت مانفيل (67 عاماً)، التي تتحدث من واقع خبرة ممثلة مسرحية مخضرمة، مارغريت، بأنها مبهرة وجذابة: «امرأة لم تخلُ أبداً الصفحات الأولى في الخمسينات والستينات من أخبارها. كانت ديانا ذلك الجيل». في مسلسل «التاج»، لعبت فانيسا كيربي في البداية دور مارغريت (الموسمين 1 و2)، تليها هيلينا بونهام كارتر (الموسمين 3 و4)، وبحلول الوقت الذي تولت مانفيل دورها في الموسم الخامس، كانت الأميرة في الستينيات من عمرها.
وعلى مدى عقود، يُقدِّم المسلسل نمط حياة مارغريت المتألق في تناقض صارخ مع سنوات العمل الهادئ لإليزابيث. لكن الكثير من تألق مارغريت السابق قد تخلّى عنها بعد أن تعرضت لثلاث سكتات دماغية بين عامي 1998 و2001. وكانت مانفيل مجذوبة إلى صعوبة وتعقيدات تصوير شخصية مارغريت «في هذا الوقت العصيب والموحش من حياتها». عندما يطيح مرض الشخصية بمظهرها وتألقها، تهتز هويتها أيضاً. وقالت مانفيل: «إنها تفقد القدرة على الأداء والعمل». تصور الحلقة الثامنة بعنوان «ريتز» من الموسم الجديد السكتات الدّماغية وتراجع مارغريت. وتتحدى الأميرة أوامر طبيبها وتستمر في الشرب وحضور الحفلات في جزيرة موستيك الكاريبية، حيث تعاني من سكتة دماغية ثانية. وقبل التصوير، التقت مانفيل بالعديد من ضحايا السكتة الدماغية، كما قالت، لتتمكن من «إظهار الآثار الجسدية والنفسية بدقة». وأضافت أن «التحدي يكمن في تحقيق التوازن بين واقعية الفم المتدلي والكلام المتداخل غير الواضح مع التحدث بما فيه الكفاية من التماسك».
خلال هذه الفترة من اعتلال الصحة، لم تعد أجندات مارغريت ممتلئة كما كانت في السابق، «لم تكن تحب ذلك»، كما قالت مانفيل، «وكانت ارتباطاتها الملكية أقل تواتراً». وقالت مانفيل: «عندما يكون لديك كل ذلك الزخم، ومن ثمّ تراه ينحسر، يكون الدور رائعاً للقيام به». قالت ميريل شيباني – كلير، التي شاركت في كتابة الحلقة الثامنة، إن مبدعي المسلسل أرادوا في هذه الحلقة إعادة تأطير شخصية مارغريت من خلال الاحتفال بدعمها لشقيقتها. قالت شيباني-كلير إن مانفيل لعبت دورها على أنها «هشة ومتقلقلة»، في حين أنها لا تزال تنقل نقاط الضعف حتى «تشعر أحياناً بأنها فتاة صغيرة». قالت مانفيل إن «تفرد المسلسل» في أنه سمح «بأداء مارغريت الخاصة بي»، وهي منفصلة تماماً عن أداء كيربي وبونهام كارتر. ولكن كما لاحظت مانفيل، فإن الأداء خلال مراحل الشخصية الثلاث كان بمثابة خيط من السيئات. في إحدى الفعاليات الكوميدية من الحلقة الثامنة، قامت مارغريت بتمثيل مانفيل، التي منعها طبيبها من التدخين، بتفتيش القصر بحثاً عن سيجارة لتأخذ نفساً طويلاً. قالت مانفيل إنها لو لعبت دور مارفريت من دون حس الفكاهة: «فإن ذلك لن يكون كافياً لبذل الجهد والخبرة بنجاح كبير». قالت مانفيل، التي كانت إحدى الشخصيات البارزة في المسرح والشاشة البريطانية منذ منتصف السبعينات، إنها لم تكن ترغب أبداً في أن تكون «ممثلة شخصية تلعب الدور نفسه طوال الوقت». عندما قبلت دور مارغريت عام 2020، كانت على وشك تصوير دور عاملة تنظيف في الخمسينات في فيلم «السيدة هاريس تذهب إلى باريس». وقالت مانفيل إن التناقض بين الاضطلاع بهذا الدور وبين «دور أرستقراطي ملكي حقيقي» كان «مغرياً للغاية».
من جانبها، قالت ستونتون، وهي ممثلة بريطانية أخرى، لديها سيرة ذاتية طويلة، إنها ومانفيل كانتا «صديقتين قديمتين»، وارتبطتا خلال «وقت ممتع يتطايران فيه مع أحزمة الأمان» أثناء تصوير فيلم الحركة المباشر لديزني لعام 2014 بعنوان «Maleficent».
وفي مسلسل «التاج»، يوجه الممثلون علاقتهم خارج الشاشة من خلال المزاح الأخوي اللطيف. ولكن في الحلقة الثامنة، يعد المشهد العاطفي، الذي تقرأ فيه إليزابيث لمارغريت المريضة في السرير في المنزل، فرصة نادرة لرؤية شفة الملكة العلوية المتصلبة. ترق إليزابيث وتزداد ألماً وحزناً، في حين أن مارغريت تتهاوى فطنتها في مواجهة نهايتها. في الحلقات الأخيرة من مسلسل «التاج»، قالت مانفيل إنها تريد تضخيم «آلام الحياة من دون شريك» ووحدة مارغريت، التي قالت إنها كانت موجودة حتى عندما لعبت كيربي دورها شابة.
لكن مبدعي المسلسل لم يرغبوا في تعريف شخصية مارغريت بحياتها الغرامية، قالت شيباني-كلير: «لقد كان هناك الكثير من القصص على صفحات الجرائد وكتب السير عن مارغريت المسكينة، والحزينة، والمأساوية»، ومن ثمّ أضافت: «ولكن حتى النهاية، كانت تتحدث إلى أختها كل يوم عبر الهاتف».
* خدمة: «نيويورك تايمز»