«كروز السعودية» تعمل على فتح بوابات بحرية جديدة للعالم
مع اقتراب موسم الأعياد الذي تزامنه الإجازات، يرغب الناس بالترفيه عن أنفسهم من خلال طرق كثيرة، منها السياحة الساحلية. وفي ظل ذلك، تعمل شركة «كروز السعودية»، المملوكة بالكامل لـ«صندوق الاستثمارات العامة»، على فتح بوابات بحرية جديدة؛ لتكون جسراً إلى العالم لاستكشاف مزيد من مناطق المملكة.
هذا ما أكده الرئيس التنفيذي للاستراتيجية في «كروز السعودية»، غسان خان، لـ«الشرق الأوسط»، مبيّناً قيام الشركة، مؤخراً، بتوقيع مذكرة تفاهم مع الهيئة الملكية للجبيل وينبع، بهدف تطوير ميناء جازان لتكون نقطة توقف جديدة للسفن السياحية العالمية، وتسهيل استكشاف ركابها الوجهات المختلفة في المنطقة الجنوبية الغربية.
علاوة على ذلك، أبرمت «كروز السعودية»، مطلع العام الحالي، مذكرة تفاهم أخرى مع هيئة تطوير منطقة المدينة المنورة لتطوير القطاع السياحي فيها، بهدف إثراء تجربة الزوار، وتسهيل الوصول إلى المدينة المنورة والمواقع التاريخية فيها والمناطق المجاورة، بما في ذلك السواحل الفريدة لمدينة ينبع.
13 زيارة أولى للمملكة
وقد أسهمت الشركة بصفتها رافداً أساسياً لدعم إنجازات المملكة في استقطاب أكثر من 100 مليون سائح خلال العام الماضي، بعملها على إنشاء قطاع الرحلات البحرية السياحية، مواكبةً لأهداف «رؤية 2030»، بحسب الرئيس التنفيذي للاستراتيجية.
وبيّن خان أن «كروز السعودية»، التي تأسست في يناير (كانون الثاني) 2021، شهدت تطوراً ملحوظاً، وحققت إنجازات كثيرة، من أبرزها تطوير ثلاثة موانئ استراتيجية بالبنى التحتية والخدمات اللازمة لاستقبال السفن السياحية العالمية، هي ميناء جدة الإسلامي، وميناء ينبع التجاري على البحر الأحمر، وميناء الملك عبد العزيز بالدمام على الخليج العربي، وذلك بالتعاون مع شركائها في الجهات الحكومية والخاصة، مما أسهم في تعزيز جاذبية المملكة بصفتها وجهة سياحية عالمية.
وأوضح أن الشركة استقبلت، خلال 2023، أكثر من 170.5 ألف زائر يمثلون 120 جنسية مختلفة، جاءوا على متن 65 رحلة لـ16 سفينة تابعة لـ11 شركة رحلات بحرية سياحية عالمية، بما في ذلك 13 زيارة أولى للمملكة من قبل شركات، مثل «سوان هيلينيك»، و«توي كروز»، و«فريد أولسون».
الرحلات الاستكشافية
وأشار خان إلى الأعداد التي استقبلتها «كروز السعودية»، منذ انطلاقها حتى الوقت الحالي، فقد تجاوز عدد السياح من ركاب السفن السياحية 370 ألف زائر، موضحاً أن هذا دليل على ازدياد اهتمام شركات الرحلات السياحية لعرض استكشاف مناطق المملكة المختلفة ضمن ما يقدمونه لركابهم، وكذلك إقبال الركاب على التسجيل المتزايد ضمن الرحلات الاستكشافية للتعرف على تاريخ وتراث وثقافة البلاد.
ولفت إلى هدف الشركة بفتح نحو 10 موانئ لتحقيق أهدافها الاستراتيجية الرامية إلى استقبال 1.3 مليون زائر عبر السفن السياحية (الكروز) بحلول عام 2035، بما يتوافق مع أهداف «رؤية 2030»، في تطوير قطاع السياحة ليشكل 10 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للمملكة.
المغامرات المتنوعة
وكانت «كروز السعودية» أطلقت، في يونيو (حزيران) 2023، أول خط للرحلات البحرية السياحية خاص بها تحت اسم «أرويا كروز»، التي صُممت لتعكس قيم الإلهام والاحترام والثقافة والحفاوة التي تتميز بها المملكة، لتقديم مفهوم جديد، وتجربة مميزة لقضاء العطلات والإجازات، واستكشاف مناطق جديدة، من خلال الجولات التراثية والثقافية والطبيعية والمغامرات المتنوعة.
ووفق الرئيس التنفيذي للاستراتيجية «ستبدأ سفينة أرويا كروز رحلاتها من مدينة جدة خلال هذا العام».
استراتيجية تسعير تنافسية
وتعتمد «كروز السعودية» استراتيجية تسعير تنافسية في تحديد أسعار رحلات «أرويا كروز»، وذلك استناداً إلى تحليل دقيق لعوامل العرض والطلب بما يتماشى مع اتجاهات السوقين المحلية والإقليمية، بحسب خان.
وتابع «سنعلن في الفترة المقبلة عن تفاصيل تشمل نقاط الانطلاق، والمسارات، والجداول الزمنية لرحلات أرويا كروز»، إلى جانب الخدمات المبتكرة التي صُممت خصيصاً لتلبية تطلعات واحتياجات السياح المحليين والإقليميين.
وتأتي هذه الجهود في إطار التزام الشركة بإثراء قطاع السياحة البحرية، وتعزيز مكانة المملكة بوصفها وجهة سياحية بارزة، بما يسهم في تحقيق أهداف «رؤية 2030». وتسعى من خلال هذه المبادرات إلى توفير خيارات سياحية بحرية تلبي توقعات الزوار من داخل المملكة وخارجها، معززة بذلك النمو في القطاعين السياحي والاقتصادي على نطاق أوسع.
القوى العاملة الوطنية
وقال خان إن نسبة التوطين في الشركة بلغت 77 في المائة، مشدّداً على أنه منذ انطلاقة «كروز السعودية»، وضعت ضمن أهدافها الاستراتيجية توفير 50 ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة في مجال السياحة بالمملكة بحلول 2035، مما «سيعود بالفائدة على القوى العاملة الوطنية، خاصة فئة الشباب؛ كونهم مستقبل صناعة الرحلات البحرية السياحية».
من جهة أخرى، قامت الشركة بإطلاق كثير من المبادرات التدريبية بالتعاون مع الجامعات والجهات الحكومية المحلية لتزويد المواهب السعودية بالمهارات والخبرات العملية اللازمة لتحقيق النجاح في قطاع السياحة عامة، والسياحة البحرية خاصة.
الجدير بالذكر أن «كروز السعودية» حرصت على تعزيز التعاون الاستراتيجي مع شركات الرحلات البحرية الدولية، بعملها على جذب خطوط السياحة البحرية لإضافة المملكة ضمن مسارات سفنهم، إلى جانب تصميم كثير من الجولات الاستكشافية لتلبية اهتمامات الزوار من مختلف الفئات والأعمار.