يونايتد لتجنب الإقصاء أمام غلاطة سراي… وآرسنال يحتاج نقطة للثمن النهائي
يأمل مانشستر يونايتد الإنجليزي ألا ينتهي مشواره في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم حتى قبل الوصول إلى الجولة الأخيرة من دور المجموعات، وذلك حين يخوض اختباراً شاقاً جداً في معقل غلاطة سراي التركي (الأربعاء) في المجموعة الأولى، بينما سيكون مواطنه آرسنال بحاجة إلى نقطة واحدة من مباراته وضيفه لنس الفرنسي كي يحسم البطاقة الأولى عن المجموعة الثانية.
وبعد أن حسم بايرن ميونيخ الألماني البطاقة الأولى والصدارة أيضاً، ما زال الصراع مفتوحا بين الثلاثي كوبنهاغن وصيف المجموعة بنفس رصيد غلاطة سراي الثالث (4 نقاط) ويونايتد (3 نقاط) من انتصار وحيد حققه في الجولة الثالثة على كوبنهاغن 1-0، قبل أن يثأر منه الأخير في الجولة الماضية بالفوز عليه 4-3.
وبعدما خسر على أرضه أمام غلاطة سراي 2-3 في الجولة الثانية، يدرك يونايتد أن زيارته إلى معقل الفريق التركي ستكون صعبة للغاية لكن عليه القتال من أجل تجنب الهزيمة التي ستجعله خارج دائرة المنافسة على البطاقة الثانية.
وتبدو الأمور صعبة جداً على فريق المدرب الهولندي إريك تن هاغ حتى في حال تجنبه الخسارة، إذ يخوض في الجولة الأخيرة اختباراً شاقاً على أرضه ضد بايرن.
وقال تن هاغ: «علينا أن نقوم بواجبنا دون انفعال وتسرع، ندرك صعوبة المهمة، لكن علينا أن نضغط ولا نرتكب هفوات يستغلها المنافس». من جانبه قال البرتغالي برونو فيرنانديز قائد الفريق: «نتائجنا الأخيرة في تحسن ونتطلع لاستغلال ذلك في مواجهة غلاطة سراي، جمهور يونايتد ينتظر منا الكثير والفريق سيقاتل للحفاظ على فرصته».
وعن ترك مهمة التصدي لركلة الجزاء لزميله ماركوس راشفورد خلال مواجهة إيفرتون أوضح فيرنانديز: «لا توجد أفضلية بيننا، أقوم أنا أحيانا وماركوس كذلك، لقد أبدى رغبة في التصدي للركلة وسجل منها ونحن سعداء».
وستكون رحلة يونايتد إلى إسطنبول على وقع ذكريات أليمة في الزيارات الثلاث السابقة للفريق إلى ملعب المنافس التركي، إذ ودّع المسابقة من الدور الثاني عام 1993 بعد تعادله إياباً 0-0 (3-3 ذهاباً على أرضه)، ثم اكتفى بالنتيجة ذاتها عام 1994 في دور المجموعات قبل أن يخسر عام 2012 بنتيجة 0-1 في دور المجموعات أيضاً.
وبعد ثلاثين عاماً على مغادرته ملعب «علي سامي ين» وهو يجرّ خلفه ذيل خيبة الخروج من الدور الثاني لدوري الأبطال أوروبا في إحدى أسوأ الليالي في تاريخ النادي، يعود مانشستر يونايتد إلى نفس المكان في مباراة مصيرية أخرى يحاول فيها تجنّب الخروج.
ويخوض يونايتد مواجهة الجولة الخامسة قبل الأخيرة بذكريات الثالث من نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1993 حين ودّع «الشياطين الحمر» المسابقة القارية بفارق الأهداف المسجّلة خارج الديار (3-3 ذهاباً)، بعد اكتفائه بالتعادل السلبي في معقل النادي التركي.
واعتقد يونايتد، القادم في حينها من مشوار قاده إلى لقب الدوري الممتاز، أن مسيرته الأولى في المسابقة منذ عام 1969 ستكون طويلة حتى بعد اكتفائه بالتعادل على أرضه، لكنه لم يكن يتوقّع أن يعيش «الجحيم» في إسطنبول حتى قبل أن تطأ أقدام لاعبيه أرضية الملعب، إذ استقبله الآلاف من جماهير غلاطة سراي في المطار بهتافات معادية ولافتة معبرة جداً كتب عليها «مرحباً بكم في الجحيم».
ووصف مدرّب يونايتد في حينها الأسطورة الأسكوتلندي أليكس فيرغسون الترهيب الذي اختبره ولاعبوه بأنه «أكبر ما اختبرته في حياتي من عداء ومضايقات».
لكن تلك لم تكن سوى بداية الكابوس، إذ فشل يونايتد الذي كان متأثراً بشكل واضح بالأجواء البركانية في ملعب «علي سامي ين»، في تحقيق النتيجة المرجوة وتمسك غلاطة سراي بالتعادل، ليطيح بالفريق الإنجليزي بفارق الأهداف خارج الديار.
وعلى غرار ما سبق المباراة وما حصل خلالها، كانت النهاية فوضوية أيضاً، إذ تعرض النجم الفرنسي ليونايتد إريك كانتونا لهجوم من قبل شرطي تركي بالهراوة بعد طرده عقب صافرة النهاية.
«الكراهية كانت لا تصدق» عندما حاول لاعب وسط يونايتد براين روبسون إنقاذ كانتونا، أصيب في ذراعه واحتاج إلى ست غرز، بعدما سقط على الدرج الخرساني المؤدي إلى غرف تبديل الملابس.
وتحدّث لاعب وسط يونايتد السابق بول إنس عما اختبره وزملاؤه في تلك الأمسية، قائلاً: «الكراهية كانت لا تُصدّق. حتى الشرطة بدأت تتشاجر معنا. أتذكر أن أحد أفراد الشرطة قام بضرب إريك على رأسه».
بالنسبة للاعب يونايتد الآخر غاري باليستر، فإن الأجواء في مباريات يونايتد على ملعب «أنفيلد»، معقل غريمهم المحلي ليفربول، بدت وكأنها «حفلة شاي» مقارنة بما اختبروه في معقل غلاطة سراي. وتعرّضت حافلة يونايتد للرمي بالحجارة أثناء خروجها من الملعب، ما دفع فيرغسون الذي أصيب بصدمة كبيرة إلى الصراخ: «لا أريد أبداً العودة إلى هناك مجدداً».
لكن كان عليه العودة إلى هناك بعد عام فقط من أجل لقاء الفريق التركي في دور المجموعات، وفشل مجدداً في الوصول إلى الشباك ليكتفي بالتعادل السلبي، ما ساهم لاحقاً في انتهاء مشواره باكراً بحلوله ثالثاً في المجموعة خلف غوتبورغ السويدي وبرشلونة الإسباني.
وليس هناك شك في أن حماس مشجعي غلاطة سراي لن يكون أقل مما كان عليه الأمر قبل ثلاثين عاماً، لا سيما أن الفريق يلعب من أجل اللحاق ببايرن ميونيخ الألماني إلى ثمن النهائي، ما يجعل يونايتد أمام مهمة شاقة جداً أمام أكثر من 52 ألف متفرج.
ومنذ الخسارة أمام كوبنهاغن على أرضه في الجولة الماضية، تنفس يونايتد الصعداء بعض الشيء بفوزين على التوالي في الدوري الانجليزي، آخرهما الأحد خارج الديار على إيفرتون 3-0 في لقاء افتتح خلاله الأرجنتيني أليخاندرو غارناتشو التسجيل بهدف أكروباتي رائع.
وبالتالي، يأمل تن هاغ أن يساهم الانتصاران برفع معنويات فريقه من أجل محاولة العودة بنتيجة إيجابية من إسطنبول، وقال بعد الفوز على إيفرتون في لقاء غاب عنه بسبب الإيقاف: «قلت لكم من قبل كيف نريد أن نلعب، وفي كوبنهاغن كان لدينا المثال على ذلك رغم النتيجة، كان هناك مثال آخر أمام إيفرتون لكيفية لعب هذا الفريق، وكيف يمكنك تهدئة الجماهير ولكن أيضاً التأثير على المنافس. عليك أن تكون شجاعاً، استباقياً، ديناميكياً. وهذا ما أظهرناه». وكان المدرب الهولندي سعيداً بتسجيل هدفين في الشوط الثاني عبر المهاجمين الآخرين ماركوس راشفورد والفرنسي أنتوني مارسيال، قائلاً: «لقد سجّل لاعبونا الثلاثة في خط الهجوم، وهذا أمر جيد للغاية. هذا ما نحن بحاجة إليه، أن يلعبوا ويسجلوا، لأن ذلك سيساعدنا كفريق. قلت إننا بحاجة إلى ذلك للدخول في الموسم، لنكون ناجحين، بالتأكيد هذا سيمنحهم الثقة وعلينا أن نستغل هذا في مباراتنا المقبلة».
وفي المجموعة الثانية وخلافاً ليونايتد الذي يواجه شبح الخروج المبكر، سيكون غريمه آرسنال بحاجة إلى نقطة واحدة من مباراته وضيفه لنس الفرنسي كي يحسم البطاقة الأولى لثمن النهائي. ويملك فريق المدرب الإسباني ميكيل أرتيتا الذي يتصدر ترتيب الدوري الممتاز بفارق نقطة أمام مانشستر سيتي، فرصة أخرى للتأهل حتى لو خسر، وذلك في حال سقوط أيندهوفن الهولندي الثاني أمام مضيفه إشبيلية الإسباني الأخير.
وترتدي المباراة أهمية كبرى بالنسبة لأيندهوفن لأنه سيضمن تأهله في حال فوزه تزامناً مع خسارة لنس، الثالث بنفس عدد نقاط الفريق الهولندي، أمام آرسنال.
وفي المجموعة الثالثة وبعدما ضمن تأهله، يبحث ريال مدريد الإسباني عن حسم الصدارة من خلال الفوز أو التعادل مع ضيفه نابولي الإيطالي الذي يحتاج إلى الفوز من أجل ضمان التأهل، أو حتى التعادل شرط عدم فوز براغا البرتغالي على ضيفه أونيون برلين الأخير.
ويدخل ريال مدريد مباراته أمام نابولي وسط الكثير من الإصابات لكن المدرب كارلو أنشيلوتي قال إن فريقه أثبت أنه قوي بما يكفي للتعامل مع هذه التحديات. وتضم قائمة المصابين في ريال مدريد أوريلين تشواميني وفينيسيوس جونيور وإدواردو كامافينغا بينما تحوم شكوك حول مشاركة لوكا مودريتش بعد خروجه مصابا في الفوز 3-صفر على قادش الأحد.
وقال أنشيلوتي: «الحديث كثيرا عن المشكلات التي نواجهها والغيابات، أعتقد أن هذا عدم احترام للاعبين الذين سيشاركون في المباراة. المجموعة التي تلعب تساعد الفريق بشكل يفوق التوقعات. نملك فريقا قويا جدا».
وحول تألق الانجليزي جود بيلينغهام الذي سجل ثلاثة أهداف في مبارياته الثلاث بدوري أبطال أوروبا هذا الموسم ليضيفها إلى 11 هدفا له في الدوري الإسباني خلال 12 مباراة، أشاد أنشيلوتي بلاعب بروسيا دورتموند السابق البالغ من العمر 20 عاما، قائلا: «واجه الإنجليز أحيانا مشكلات في التأقلم مع كرة القدم الإسبانية، لكن بيلينغهام أظهر نضجا مؤكدا أنه قادر على التأقلم مع أي بلد في العالم».
وعن مواجهة نابولي قال: «المباراة ستتيح لنا إنهاء دور المجموعات بالصدارة والشكل الذي نرغب به، نتوقع مواجهة صعبة لأن مباراة الذهاب كانت متوازنة. هجماتهم المرتدة خطيرة بوجود (فيكتور) أوسيمن و(خفيتشا) كفاراتسخيليا».
وفي المجموعة الرابعة، يلعب إنتر الإيطالي وريال سوسييداد الإسباني من أجل الصدارة بعدما حسما تأهلهما (10 نقاط لكل منهما)، وذلك حين يحل الأول ضيفاً على بنفيكا البرتغالي الأخير من دون نقاط، فيما يلعب الثاني على أرضه ضد سالزبورغ النمساوي (3 نقاط).