جريمة تحرُّش قادت إلى جريمة قتل في المسلسل المصري «صوت وصورة»، والاتهامات طاولت الجميع، فلكلٍّ دافعه لقتل الطبيب الذي عُرف بتحرُّشه بالنساء، من دون تمكُّن القانون منه. تتحوَّل «رضوى» (حنان مطاوع)، الزوجة والأم الشابة التي طلبت العمل في عيادته، لضحية جديدة، وتقرِّر الإبلاغ عنه لتُزَجَّ في دوامة بعد مقتله.
المسلسل الذي عرضته قناة «DMC» المصرية على مدى 30 حلقة حظي بمتابعات لافتة، وتصدَّر قوائم المشاهدة عبر منصة «Watch IT»، متطرِّقاً إلى قضايا حيوية، مثل سيطرة مواقع التواصل على الحياة الاجتماعية وتزييفها الحقائق.
خرجت الحلقة الأخيرة (الثلاثاء) عن كل التوقعات حيال القاتل الحقيقي، فبينما اعترفت «رضوى» لمحاميها في الحلقة الـ29 أنها القاتلة، كشفت النهاية عن أنَّ القاتل هو «وليد» (أحمد ماجد)، شقيق المحامي «لطفي عبود» (صدقي صخر)، الذي يكتشف عبر أوراق وصلت إلى مكتبه عن أنَّ لشقيقه علاقة بالطبيب القتيل، عبر إرسال مستلزمات طبية له، من دون أن يسدِّد له ثمنها، فقتله. هنا، أبلغ «عبود» الشرطة إيماناً بأهمية تحقيق العدالة، ما أثبت براءة «رضوى».
رأى مشاهدون أنَّ الحلقة الأخيرة افتقدت المنطق؛ والقاتل اختير درامياً ليكون فقط مفاجأة للجمهور، بعيداً عن توقعاتهم، وأشاروا إلى أنها لم تضع النقاط على الحروف حيال اعتراف البطلة بأنها القاتلة، أو ما يتعلَّق بالكاميرا التي أخفتها «سعاد» (فدوى عابد) العاملة في عيادة الطبيب.
الرأي عينه، أيَّده الناقد مصطفى ياسين، الذي يقول لـ«الشرق الأوسط» إنَّ «النهاية غير مقبولة، وأضعفت المسلسل. صنَّاع العمل قدَّموا حلاً درامياً ذكياً، لكنه غير مقنع»، مشيراً إلى أنَّ «المسلسل، لو انتهى عند الحلقة الـ29 التي اعترفت فيها (رضوى) بأنها القاتلة، لكانت نهايته مثيرة وتحمل تأثيراً أقوى».
بدوره، يؤكد الكاتب محمد سليمان عبد المالك، لـ«الشرق الأوسط»، أنَّ «النهاية التي عدَّها البعض مفاجئة، مُهِّد لها منذ الحلقة الـ14 في مشهد ذكر فيه (عبد الغني) الذي جسَّد دوره وليد فواز أنه شاهد شخصاً يقفز من العيادة ليلة الحادث».
ولكن، وفق ياسين، فإنه «كان من الأفضل تقديم المسلسل في 15 حلقة ليزداد تماسكاً»، مؤكداً أنَّ «حلقات شابها التطويل، وأخرى بدت خالية من الأحداث».
لكن مؤلَّف «صوت وصورة» يقول إنَّ «العمل ليس مسلسل جريمة على طريقة (من القاتل؟)»، مؤكداً أنَّ تقديمه بحلقات أقلَّ «يحوِّله لعمل سطحي يهدف فقط إلى البحث عن القاتل، من دون طرح القضايا الإنسانية العميقة التي تضمَّنها منذ الحلقة الأولى»، لافتاً إلى أنه اختار قالباً بوليسياً ليحمِّله هذه القضايا.
وتابع: «تساءل الجمهور عن عدم مرافعة (لطفي) في قضية شقيقه، وعدم زواجه من (رضوى)، مما يبرهن على أنه أراد المزيد، وتابع الحلقات كاملة»، مؤكداً أنَّ مواقع التواصل «ليست مقياساً حقيقياً للنجاح، فالنجاح يأتي من الشارع والبيوت».
على مستوى الأداء، أشاد ياسين بالأبطال: «المسلسل أعاد اكتشاف رامي الطمباري في شخصية رئيس المباحث الذي يتمتع بإنسانية شديدة مع رغبته في تحقيق العدالة، فأداها بتوازن نفسي كبير، بالإضافة إلى الممثلين ولاء شريف، وعمرو وهبة، ووليد فواز، وفدوى عابد، الذين وضعهم العمل في مكانة أخرى».