تجاوزت حصيلة القتلى جراء زلزال اليابان الذي ضرب وسط البلاد الإثنين ستين قتيلا. وتعرقل الظروف المناخية السيئة جهود الإنقاذ وتزيد من مخاوف حدوث انزلاقات للتربة. وأفادت السلطات المحلية بوصول كميات من المواد الغذائية والمؤن الطارئة إلى المنطقة، لكنها أشارت إلى أن الأضرار التي لحقت بالطرق أدت إلى عرقلة عمليات إيصالها للمحتاجين. وبعد نحو 24 ساعة من التوقف، أعيد فتح عدد من الطرق السريعة وتشغيل القطارات الفائقة السرعة.
نشرت في:
5 دقائق
أفادت آخر حصيلة، بارتفاع عدد قتلى الزلزال الذي ضرب وسط اليابان الإثنين إلى 62 على الأقل، فيما يواجه عمال الإنقاذ الذين يواصلون البحث عن ناجين الأربعاء ظروفا مناخية سيئة ومخاوف من انزلاقات للتربة.
وأفاد مسؤول في مقاطعة إيشيكاوا طالبا عدم ذكر اسمه إن “الحصيلة بلغت 62 قتيلا” وأكثر من 300 جريح بينهم 20 إصاباتهم بالغة.
وأفادت الحصيلة الرسمية السابقة بمقتل 50 شخصا على الأقل في هذا الزلزال الذي ضرب المقاطعة في الأول من كانون الثاني/يناير وبلغت شدته 7,5 درجات وألحق دمارا واسعا.
وعانت شبه جزيرة نوتو في مقاطعة إيشيكاوا من الضرر الأكبر جراء الزلزال، إذ أتت النيران على مئات المباني، بينما سوّيت منازل أخرى بالأرض في مدن وبلدات عدة منها واجيما وسوزو، كما أظهرت صور ملتقطة بالأقمار الاصطناعية تم نشرها الأربعاء.
ولا تزال السلطات ترجح حصول ارتفاع إضافي في حصيلة القتلى، مع مواصلة عمليات البحث عن ضحايا أو ناجين في ظل ظروف مناخية سيئة وهزات ارتدادية. وأكدت السلطات اليابانية أن أكثر من 31800 شخص يقيمون حاليا في ملاجئ.
اقرأ أيضاما الذي نعرفه عن الزلزال القوي الذي هز اليابان وموجات تسونامي التي ضربت سواحلها؟
وقال رئيس الوزراء فوميو كيشيدا إن “أكثر من 40 ساعة مرت على الكارثة. لقد تلقينا الكثير من المعلومات عن أشخاص يحتاجون إلى إنقاذهم وأشخاص ينتظرون المساعدة”.
وتابع في أعقاب اجتماع لخلية الطوارئ إن “جهود الإنقاذ تقوم بها السلطات المحلية، الشرطة، رجال الإطفاء ووحدات أخرى”، مشيرا إلى زيادة عدد العسكريين وكلاب الإنقاذ الذين تمّ إرسالهم للمشاركة في عمليات البحث.
وأشار قائلا “نطلب منكم أن تبقوا مدركين تماما أننا في سباق مع الزمن ونواصل القيام بأقصى ما يمكننا من أجل انقاذ الناس، واضعين حياتهم أولوية لنا”.
واكتسبت سرعة عمليات البحث والإنقاذ أهمية متزايدة بعد تحذير وكالة الأرصاد الجوية اليابانية من هطول أمطار غزيرة في المنطقة المنكوبة، وحذرت من وقوع “انزلاقات أرضية حتى مساء الأربعاء”.
“الوضع كارثي”
وفي مدينة سوزو الساحلية، أشار رئيس البلدية ماسوهيرو إيزوميا إلى أن كل المنازل تقريبا تهدمت.
ونقلت عنه قناة “تي بي أس” قوله “نحو90 بالمئة من المنازل (في المدينة) دمرت بشكل كامل أو شبه كامل… الوضع كارثي حقا”.
وقالت امرأة في أحد ملاجئ بلدة شيكا لقناة “أساهي” التلفزيونية إنها لم تتمكن من النوم بسبب الهزات الارتدادية، موضحة “أنا خائفة لأنني لا أعرف متى تقع الهزة المقبلة”.
وأشارت شركة الكهرباء المحلية إلى أن التيار لا يزال منقطعا عن قرابة 34 ألف منزل في مقاطعة إيشيكاوا. كما قطعت المياه عن مدن يابانية عدة.
وقالت يوكو أوكودا (30 عاما) التي لجأت إلى مركز إجلاء في بلدة أناميزو “أنا هنا لأن شرايين الحياة تقطعت. الكهرباء، المياه، الغاز، كل شيء. ومع استمرار الهزات الارتدادية، يمكن لمنزلنا أن ينهار في أي لحظة”.
وأضافت “البرد ونقص الغذاء هما أكبر مباعث قلقي حاليا”.
وأفادت السلطات المحلية عن وصول كميات من المواد الغذائية والمؤن الطارئة إلى المنطقة، لكنها أشارت إلى أن الأضرار التي لحقت بالطرق أدت إلى عرقلة عمليات إيصالها للمحتاجين.
وبعد نحو 24 ساعة من التوقف، أعيد فتح عدد من الطرق السريعة وتشغيل القطارات الفائقة السرعة.
وتعرض وسط اليابان لـ155 هزة أرضية بين الساعة 16,00 الإثنين (07,00 ت غ الإثنين) والساعة 09,00 الثلاثاء (00,00 ت غ الثلاثاء) وفقا لوكالة الأرصاد الجوّية اليابانيّة جيه إم إيه. وبلغت قوّة أشدها 7,5 درجة بحسب المعهد الأمريكي للجيوفيزياء، و7,6 وفقًا للهيئة اليابانية للأرصاد الجوية.
كما تسبب الزلزال الذي شعر به أيضاً سكان طوكيو، البعيدة 320 كيلومترًا من نوتو، بأضرار مادّية جسيمة وموجات تسونامي الإثنين على ساحل بحر اليابان، إلا أنها كانت منخفضة نسبياً ولم يتخط ارتفاعها 1,2 متر.
وتشهد اليابان باستمرار زلازل بسبب وقوعها فوق “حزام النار” في المحيط الهادئ، وهي منطقة تشهد نشاطا زلزالياً مرتفعا.
وتعرضت البلاد في آذار/مارس 2011 لإحدى أسوأ الكوارث في العصر الحديث، إذ ضرب زلزال بقوة تسع درجات قرب سواحلها الشمالية الشرقية، نتجت منه موجات مد تسونامي، وأودى بـ18 ألفا و500 شخص بين قتيل ومفقود.
وأدى الزلزال حينها أيضا إلى حادثة في محطة فوكوشيما النووية، وهي الأسوأ منذ كارثة تشيرنوبيل في العام 1986.
فرانس24/ أ ف ب