قال السفير الفلسطيني لدى الجزائر فايز أبو عيطة، إن عائلته المقيمة في مخيم جباليا شمال غزة، تم إبادةها جراء القصف الإسرائيلي، معلنا استشهاد 36 فردا، معظمهم من الأطفال والنساء، منذ البداية من العدوان على قطاع غزة.
وأوضح السفير في كلمته خلال ندوة نظمتها جبهة القوى الاشتراكية أن عائلات بأكملها تمت إبادةها على يد الاحتلال الصهيوني، لافتاً إلى أن عائلته تعرضت منذ بداية الحرب لعملية تصفية، حيث تم استهدافها 4 مرات. وكان آخرها اقتحام الاحتلال منزل ابن عمه رب الأسرة وصاحب مصنع أبو عيطة. للأجبان ومنتجات الألبان في قطاع غزة الذي تم تدميره أيضًا.
وتحدث أبو عيطة مطولا وبحزن شديد عن ابن عمه الذي قال إنه من أكرم الناس في قطاع غزة. ويعمل ويدعم عشرات العائلات في مصنعه، الذي يعد من أكبر المصانع في قطاع غزة، وينفق على الفقراء. وأشار إلى أنه شكل نفسه بمفرده بعد أن ساعده والده الذي نزح من أرضه. وفي النكبة الأولى أكمل تعليمه ثم أسس مصنعاً وكان من أنجح رجال الأعمال.
وأكد أنه لم يتحدث عن هذه القضية لأنها مسألة شخصية أو لأن الذي استشهد هو ابن عمه، بل لأنها مأساة كل فلسطيني اليوم، معتبرا أن المشاهد الدموية التي بثها التلفزيون من غزة تشير إلى أننا نعيش حرب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين لإجبارهم على إخلاء أرضهم.
وذكر أن الصهاينة يريدون من خلال هذه الجرائم إزالة الأدلة على وجود شعب فلسطيني في أرضه المقدسة، وهو المسار الذي بدأ مع النكبة عام 1948 وما زال مستمرا حتى اليوم، لكن الفلسطينيين أثبتوا أنهم متمسكون دائما أرضهم. وأكد أن شعبه حاضر في كل شبر من الأراضي الفلسطينية دليلا على الصمود والصمود.
وصنف أبو عيطة الحروب والأزمات التي يشهدها الوطن العربي بأنها مؤامرة لإضعاف الأمة والاستيلاء على ثرواتها، وهو ما يبرر دور هذا الكيان المغروس في جسده بحماية غربية. وأشار إلى أن الجرائم المرتكبة في فلسطين تهدف إلى إرهاب العواصم العربية، مستشهدا بتصريحات مسؤولين إسرائيليين توعدوا بتحويل غزة إلى بيروت ثانية.
وتشير السيرة الذاتية لأبو عيطة إلى أنه اعتقل في بداية شبابه وعمره 16 عاما، وقضى ثماني سنوات في سجون الاحتلال. (1984-1992). نُقل خلال فترة اعتقاله إلى عدة معتقلات، مثل عسقلان، نفحة، غزة، الرملة، وسبع، وخصص وقته داخل السجن للعمل التنظيمي. وكان أحد قيادات حركة فتح في سجن عسقلان.
كما شارك أبو عيطة في العديد من الإضرابات، أهمها الإضراب عن الطعام لمدة 17 يومًا في سجن نفحة. ويقول السفير إن عائلته تهجرت قسراً عام 1948 من قرية نجد الفلسطينية الواقعة بالقرب من المناطق الحدودية لقطاع غزة.