أعلن موالون لروسيا في مدينة دونيتسك بشرق أوكرانيا والتي تحتلها روسيا أن 27 شخصا قتلوا في سوق مزدحمة. وأفاد المسؤولون أن حيّ تكستيلشتشيك الذي يبعد أقل من 15 كلم من خط الجبهة، تعرّض لقصف خلف مقتل “27 مدنيا وأصيب 25 آخرون بجروح متفاوتة الخطورة، بينهم فتيان”. ولا يزال الغموض يحيط بحريق في محطة للغاز اندلع ليل السبت الأحد، في ميناء أوست لوغا على بحر البلطيق الروسي، إذ قالت شركة نوفاتك التي تُعدّ من أكبر منتجي الغاز الطبيعي المسال أنه نشب بسبب “عامل خارجي” وأنه كان “محدود النطاق”إلا أنها لم تقدّم المزيد من التفاصيل حول سببه.
نشرت في:
6 دقائق
قُتل 27 شخصا على الأقل الأحد في قصف على إحدى ضواحي مدينة دونيتسك التي تحتلها روسيا والواقعة في الشرق الأوكراني، سقط غالبيتهم في سوق مزدحمة، وفق ما أفاد مسؤولون موالون لموسكو.
من جانب آخر، لا يزال الغموض يلف أسباب الحريق الذي اندلع ليل السبت في محطة للغاز في روسيا والتي تعد هدفا محتملا للقوات الأوكرانية.
روسيا تعلن سيطرتها على بلدة في خاركيف
ميدانيًا، أعلن الجيش الروسي الأحد سيطرته على بلدة صغيرة في منطقة خاركيف بشرق أوكرانيا، في حين أكّدت القوات الأوكرانية أن هذا التقدّم “ليس له أي أهمية” على المستوى الاستراتيجي.
وسيطر الانفصاليون الموالون لروسيا على مدينة دونيتسك في العام 2014 وتتعرض منذ ذلك الحين لقصف منتظم من قبل القوات الأوكرانية.
والأحد أعلن مسؤولون أن حيّ تكستيلشتشيك في دونيتسك والذي يبعد أقل من 15 كلم من خط الجبهة، تعرّض لقصف.
وقال رئيس الإدارة الروسية للمنطقة دينيس بوشيلين إن “27 مدنيا قتلوا وأصيب 25 آخرون بجروح متفاوتة الخطورة، بينهم فتيان”.
واتّهم أوكرانيا بشن القصف “المروّع” على منطقة مدنية.
وقال بوشيلين إن قصفا أوكرانيا على حي آخر في المدينة أوقع قتيلا، ما يرفع إلى 28 الحصيلة الإجمالية للقتلى في منطقة دونيتسك. وتعذّر على وكالة الانباء الفرنسية التحقّق على الفوز من ملابسات الهجوم.
“أشخاص يصرخون”
ولم يصدر على الفور أي تعليق لأوكرانيا على الضربة، لكن وحدة تافريا العسكرية التابعة لها والتي تنشط في جنوب البلاد نفت مسؤوليتها عنها.
وجاء في بيان لها على فيس بوك “بحس من المسؤولية نعلن أن أيا من القوات التابعة لوحدة تافريا العسكرية لم تنخرط في أي عمليات قتالية في هذه الحالة”.
وتابع البيان “دونيتسك هي أوكرانيا! يجب أن تحاسب روسيا عن أرواح الأوكرانيين التي زهقت”.
وأعلنت كييف الأحد مقتل شخصين في قصف روسي على قرى تحت السيطرة الأوكرانية في غرب دونيتسك.
وحصيلة قتلى الضربة التي استهدفت السوق هي من الأكثر فداحة في مدينة دونيتسك منذ شنّت روسيا هجومها على أوكرانيا في شباط/فبراير 2022.
وروت تاتيانا المقيمة في الحيّ لوسيلة إعلامية روسية “كان هناك أشخاص يصرخون وامرأة تبكي. رأيت دخانًا يتصاعد ونوافذ المتجر كانت محطّمة”.
وقالت امرأة أخرى تحمل الاسم نفسه “أين الأهداف العسكرية هنا؟ إنه مجرد سوق عادي. مرّ وقت طويل منذ أن حدث شيء من هذا القبيل هنا”.
وأظهرت صور انتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي جثثًا كثيرة ملطخة بالدماء على الأرض وشظايا زجاج متناثرة.
ونددت وزارة الخارجية الروسية الأحد بالهجوم، قائلة في بيان “نفذ نظام كييف النازي الجديد المدعوم من الولايات المتحدة وأتباعها، مجددًا عملًا إرهابيًا همجيًا ضد السكان المدنيين في روسيا”بواسطة “ست” قذائف مدفعية أُطلقت من مدينة أفدييفكا حيث يتركّز القتال حاليًا والتي لا تزال تحت سيطرة كييف.
وأضافت الوزارة “من هنا تبدو واضحة ضرورة تحقيق كل أهداف” الغزو في أوكرانيا.
وسيكون الهجوم أيضًا على جدول أعمال المناقشات التي سيجريها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في نيويورك في الأمم المتحدة اعتبارًا من الاثنين، وفقًا لموسكو.
تقدّم روسي طفيف
في خاركيف بشرق أوكرانيا، أعلن الجيش الروسي الاستيلاء على “قرية كراخمالنوي بفضل العمليات النشطة التي نفذتها بنجاح وحدات مجموعة +الغرب+ في منطقة كوبيانسك”.
وتقع هذه البلدة التي كان يقيم فيها نحو 45 شخصًا قبل بدء الغزو الروسي في 24 شباط/فبراير 2022، على بعد 30 كيلومترًا جنوب شرق كوبيانسك التي تتعرض منذ أشهر لهجمات من القوات الروسية.
يعكس هذا الإعلان تزايد الضغوط التي تمارسها قوات موسكو على الجبهة في الأسابيع الأخيرة. وكان الجيش الروسي قد أعلن الخميس السيطرة على بلدة صغيرة أخرى هي بلدة فيسيلوي بمنطقة دونيتسك (شرق).
من جهتها، سعت كييف إلى التقليل من شأن التقدم الروسي.
وأكّد الناطق باسم القوات البرية الأوكرانية فولوديمير فيتيو لقناة تلفزيونية أوكرانية الأحد أن عملية الاستيلاء هذه “ليس لها أي أهمية” استراتيجية على الجبهة.
وقال إن هذه القرية “عبارة عن خمسة منازل، دمرها الروس”، مؤكدًا أن القوات الأوكرانية “نُقلت إلى مواقع احتياطية مُعدّة مسبقًا” حيث تعمل حاليًا على مواصلة “الدفاع ومنع العدو من مواصلة التقدّم”.
حريق في محطة للغاز
وفي محاولة لردع آلة الحرب الروسية وردًا على الضربات على أراضيه، زاد الجيش الأوكراني هجماته بمسيّرات وصواريخ على أراضي العدو.
واندلع ليل السبت الأحد، حريق كبير في محطة للغاز في ميناء أوست لوغا على بحر البلطيق الروسي تسبب به “عامل خارجي”، حسبما أفادت شركة نوفاتك التي تُعدّ من أكبر منتجي الغاز الطبيعي المسال في روسيا. وقالت الشركة الأحد إن “لا ضحايا ولا تهديد على حياة الموظفين وصحتهم”.
وأكّدت أن “الحريق محدود النطاق” حتى الآن، بدون أن تقدّم مزيدًا من التفاصيل حول سببه.
وأظهرت مقاطع فيديو انتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي ألسنة لهب ودخانًا متصاعدًا في ظلّ اشتعال النار في خزان سعته “مئة متر مكعّب”، بحسب وكالة ريا نوفوستي. وكان العديد من عناصر الإطفاء يكافحون من أجل إخماد الحريق في ظلّ برد قارس وحرارة وصلت إلى عشر درجات مئوية تحت الصفر.
وأكّدت وزارة الدفاع الروسية الأحد أنها “أحبطت” عدة هجمات بطائرات مسيّرة وصواريخ في الساعات الأخيرة، من دون الإشارة إلى الحريق في أوست لوغا.
وأعلنت القوات الأوكرانية هذا الأسبوع مسؤوليتها عن هجومين على مستودعي نفط على الأراضي الروسية، أحدهما في منطقة لينينغراد – حيث تقع أوست لوغا – والآخر في منطقة بريانسك القريبة من الأراضي الأوكرانية.
فرانس24 / أ ف ب