رئيس مجلس النواب الأميركي يتوقع تمرير المساعدات لأوكرانيا قريباً
عاد الحديث عن إمكانية طرح مشروع المساعدات لأوكرانيا للتصويت عليه في مجلس النواب إلى دائرة الضوء، بعد إعلان رئيس المجلس، مايك جونسون، أنه يتوقع أن يتم تمريره في المستقبل القريب، بدعم من أصوات الديمقراطيين في المجلس.
وعدت تصريحات جونسون التي أدلى بها لصحيفة «بوليتيكو»، دليلا على استمرار معارضة التيار المتشدد في الحزب الجمهوري، المتحالف مع زعيم الحزب دونالد ترمب، الذي حسم ترشحه الرئاسي، لتمرير المشروع ما لم يقترن بتنازلات، وخصوصا في قضية أمن الحدود.
وقال جونسون الخميس، إن المساعدات لكل من أوكرانيا وإسرائيل يمكن أن تأتي في مشروع قانون واحد أو حتى في مشروعين منفصلين، متوقعا أن يحدث ذلك باستخدام أداة إجرائية معقدة عبر تعليق أجندة مجلس النواب، استخدمت مرات عدة في الآونة الأخيرة للتغلب على اعتراضات الجمهوريين، من بينها إقرار قانون تجنب إغلاقا جزئيا للحكومة بداية هذا الشهر.
وقال جونسون إن المساعدات الخارجية هي قضية قائمة بذاتها، ويعتقد أن تمريرها يحتاج إلى اعتماد تعليق أجندة مجلس النواب، مشيرا إلى أنه لا يرى طريقا لربطها بمشروع قانون إنفاق أكبر يجري تداوله الآن لإبقاء الحكومة مفتوحة، قبل 22 مارس (آذار) الحالي. وبحسب النظام الداخلي لمجلس النواب، يتطلب هذا التعليق أغلبية الثلثين للموافقة على التشريع في قاعة مجلس النواب، ما يعني أن جونسون سيحتاج إلى عدد كبير من أصوات الديمقراطيين. وهو ما حصل حتى الآن منذ تسلم جونسون منصبه. وأضاف جونسون أن تقسيم المساعدات لأوكرانيا وإسرائيل إلى مشروعي قانونين منفصلين كان «قيد الدراسة».
وعدت تصريحاته حول المساعدات لأوكرانيا، أوضح التزام من قبله للوفاء بها، على الرغم من عدم الاهتمام الكبير في حزبه بأي تمويل جديد لجهود كييف ضد روسيا، بعدما ظلت عالقة في الكونغرس لعدة أسابيع، حتى بعد موافقة مجلس الشيوخ على الحزمة الخاصة به بدعم من الحزبين الشهر الماضي. وأوضح جونسون أن مجلس النواب سيناقش تمويل المساعدات الخارجية، من بينها أوكرانيا وإسرائيل، بعد التصويت على قانون تمويل الحكومة طويل المدى الأسبوع المقبل. وأضاف جونسون أن ربط المساعدات الخارجية بقانون الإنفاق الذي يتضمن أيضا أموالا نقدية للبنتاغون، ليس خيارا قابلا للتطبيق، حتى بالنسبة إلى قادة الحزبين الديمقراطي والجمهوري في المجلس.
وللقيام بذلك، يحتاج جونسون إلى دعم الديمقراطيين لتمرير المساعدات الخارجية، وهو ما قد يتسبب له بمواجهات مع التيار المتشدد في حزبه، «تجمع الحرية» المحافظ، الذين حذر بعضهم من أنه قد يواجه تصويتا قسريا للإطاحة به، كما جرى مع سلفه كيفين مكارثي، إذا مضى قدما في ذلك.
ورغم ذلك، استبعد جونسون احتمال تعرضه للمصير نفسه الذي تعرض له مكارثي، مشيدا بتعاون الأخير معه في تنفيذ «أجندة» الجمهوريين للاحتفاظ بسيطرتهم على المجلس في انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وحرص جونسون على وصف علاقته مع «تجمع الحرية» المحافظ، باعتبارها علاقة إيجابية، قائلا إنها لم تتغير. ويرى مراقبون أن جونسون يدرك حراجة موقف متشددي حزبه في هذه الفترة، وعدم قدرتهم على إدخال مجلس النواب في أزمة جديدة قبيل الانتخابات، ما قد يعرضهم والحزب الجمهوري إلى أضرار قد لا تعوض.
يذكر أن انتخاب جونسون، احتاج لجولات تصويت عدة، حيث فشل الجمهوريون في انتخاب أسماء كبيرة من قياداتهم في المجلس، هما ستيف سكاليز، وتوم إيمر.
وتأتي تصريحات جونسون حول المساعدات الخارجية، في الوقت الذي تحذر فيه إدارة الرئيس جو بايدن ومسؤولون آخرون، من نفاد ذخيرة أوكرانيا في حربها ضد روسيا. وقامت في اليومين الماضيين بتقديم مساعدة متواضعة بقيمة 300 مليون دولار، مولتها مباشرة من حسابات البنتاغون، لتقديم مساعدات دفاعية عاجلة.