أزمات يونايتد تزداد تعقيداً والمدرب تن هاغ يرى إيجابيات في الأداء
أزمات مانشستر يونايتد تزداد تعقيدا ليس فقط في الدوري الإنجليزي الممتاز، بل وفي مسابقة دوري الأبطال التي بات الفريق مرشحا لتوديعها مبكرا حيث يتذيل ترتيب المجموعة الأولى بعد الخسارة المفاجئة والصادمة أمام مضيفه كوبنهاغن الدنماركي 3 – 4، رغم أنه لا يزال يملك الأمل حسابيا لبلوغ دور الـ16.
وخرج يونايتد بالفعل من كأس الرابطة الإنجليزية التي كان يحمل لقبها، بينما يحتل المركز الثامن في جدول الدوري الإنجليزي الممتاز، وزاد موقفه صعوبة في دوري أبطال أوروبا قبل آخر جولتين من دور المجموعات، وهو الأمر الذي بات يقلق جماهيره على الفريق في ظل التخبط الإداري لملاكه الأميركان (عائلة غليزر) وانعدام الرؤية للمستقبل.
وتذيّل يونايتد ترتيب المجموعة الأولى بثلاث نقاط، بفارق نقطة عن كل من كوبنهاغن وغلاطة سراي التركي، فيما ضمن بايرن ميونيخ الألماني تأهله متصدراً المجموعة بالعلامة الكاملة.
وقدم يونايتد أفضل 40 دقيقة له منذ بداية الموسم الحالي، وتقدّم بهدفين بعد نصف ساعة بثنائية الشاب الدنماركي راسموس هويلوند، القادم مقابل 78 مليون دولار من أتالانتا الإيطالي، في شباك فريقه السابق. لكن بطاقة حمراء لمهاجم يونايتد الدولي ماركوس راشفورد في الدقيقة 42 بعد مراجعة حكم الفيديو المساعد (في إيه آر) قلبت الموازين.
استغلّ كوبنهاغن 13 دقيقة من الوقت المحتسب البدل من ضائع، لينهي الشوط الأول متعادلاً بهدفي النرويجي محمد اليونسي، والبرتغالي ديوغو غونزالفيش من ركلة جزاء.
واستعاد البرتغالي برونو فرنانديز تقدم يونايتد من نقطة الجزاء في الدقيقة 68، لكن بطل الدنمارك سجّل مرتين في آخر عشر دقائق، عبر لوكاس ليراغر والبديل السويدي اليافع من أصول سورية روني بردغجي (17 عاماً)، ليحقق فريق العاصمة أول فوز له في دوري الأبطال منذ 2016.
ورغم الضغوط التي باتت تهدد مستقبله مع الفريق، فإن تن هاغ يرى أن يونايتد يسير في الاتجاه الصحيح لتصحيح بدايته الصعبة، وأن الفريق دفع ثمن أخطاء التحكيم، مشككا في صحة أول هدفين لكوبنهاغن وقرار طرد راشفورد.
يعتقد مدرب أياكس أمستردام السابق أن هدف اليونسي جاء من تسلل، وقرار احتساب ركلة جزاء إثر لمسة يد من هاري ماغواير كان ظالماً. وأوضح «لعبنا بشكل جيّد حتى البطاقة الحمراء. الطرد غيّر كل شيء. ثم تلقينا هدفين غير صحيحين».
وطرد راشفورد بعد دهسه على كاحل إلياس جليرت في أثناء محاولته تأمين الكرة، وهو ما أغضب تن هاغ الذي وصف القرار بأنه كان «قرارا قاسيا». وأوضح: «كان ينافس على الكرة. بعد نهاية المراجعة توجه (الحكم) إلى الشاشة. أعتقد أن الحكم لم يكن متأكدا».
ولم يكن تن هاغ الوحيد الذي تبنى هذا الموقف، فقد انتقد أوين هارغريفز لاعب يونايتد السابق والمحلل الرياضي لـشبكة تي. إن. تي سبورتس قرار الطرد قائلا: «كان ماركوس فقط يحاول وضع ساقه أمام الكرة. لم يكن حتى ينظر إلى منافسه… لم تكن (محاولته) تشكل خطورة». وقال بول سكولز لاعب يونايتد السابق أيضا: «هذا حادث. كان (راشفورد) يحاول وضع قدمه وحماية الكرة».
وكانت هذه أول هزيمة ليونايتد في دوري الأبطال يهدر فيها تقدمه بهدفين أو أكثر، وكانت أيضا أول خسارة للفريق في جميع المنافسات بعد تقدمه بهدفين منذ سبتمبر (أيلول) 2014 عندما خسر 5 – 3 أمام ليستر سيتي. وبهذه الهزيمة يستمر تعثر يونايتد في الموسم الحالي الذي يشهد أسوأ بداية موسم في مسيرة النادي منذ 1962.
وأشار تن هاغ إلى أن طرد راشفورد لم يكن القرار الوحيد الذي جاء في غير صالح فريقه خلال المباراة، وقال: «هذا هو الوضع. لكن الموسم لا يزال طويلا وسيتحول لصالحنا في مرحلة ما… نشعر بخيبة أمل كبيرة لأننا قاتلنا بكل جدية وقدمنا أداء جيدا ولم نحصل حتى على نقطة وحيدة».
وتابع المدرب الذي خسر فريقه ثلاث مباريات من أصل أربع حتى الآن، ويتعيّن عليه الحلول على غلاطة سراي بعد ثلاثة أسابيع واستقبال بايرن ميونيخ في 12 ديسمبر (كانون الأول): «الظلم التحكيمي لم يكن فقط الليلة. عانينا هذا الموسم كثيرا من عدّة قرارات ضدنا، لكن أنا متأكد أن الأمور ستتبدّل. الموسم طويل وفي مرحلة ما ستتغيّر الأمور لمصلحتنا».
وأنفق يونايتد أكثر من 400 مليون جنيه إسترليني (497 مليون دولار) في فترات الانتقالات الثلاث الماضية منذ قدوم تن هاغ، فجلب أمثال البرازيلي أنتوني، والدولي ميسون ماونت، مع القليل من النجاحات الواضحة، ما زاد من حدة الضغوط على المدير الفني الذي خسر 9 مرات في 17 مباراة هذا الموسم.
رغم ذلك، يرى إيجابيات يمكن استخراجها من أداء الفريق قبل طرد راشفورد الذي بدا أنه لم يتعمّد الدوس على كاحل إلياس جيلير في الكرة المشتركة بينهما، إذ كان يحاول حماية كرته.
وقال تن هاغ: «رأيت كثيرا من الإيجابيات في هذه المباراة، لكن في النهاية فقدنا بعض التركيز. حتى مع 10 (لاعبين) كنا نسيطر على المباراة. لقد خاب أملهم (اللاعبون) بالطبع. قاتلنا بقوّة، لعبنا جيداً لكننا لم نحرز حتى نقطة واحدة».
من جهته، أعرب راسموس هويلوند عن ثقته في أن «كل لاعب في غرفة تبديل الملابس» يدعم المدرب تن هاغ. وأشار المهاجم البالغ من العمر 20 عاما إلى أن المدير الفني الهولندي لا يدخر جهدا مع اللاعبين ويحاول تصحيح المسار لكن النتائج لا تأتي بجانبنا، وأضاف: «إنه مدرب جيد حقاً، يهتم بكل التفاصيل ويساعدني كثيراً، ويمنحني كثيرا من الثقة، أعتقد أن كل لاعبي الفريق يدعمونه. أتمنى أن تكون مسألة وقت فقط ليعود الفريق لطريق الانتصارات».
ويشعر أنصار يونايتد بقلق شديد على فريقهم، خاصة مع تراجع عائلة غليزر الأميركية (المالكة) عن نيتها في بيع النادي لرجل الأعمال والمصرفي القطري الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني، الذي عرض 5 مليارات جنيه إسترليني مع وعد بسداد جميع الديون (700 مليون إسترليني) وضخ ميزانية كبيرة لتدعيم فريق الكرة.
وترى رابطة مشجعي يونايتد أن عائلة غليزر تتصرّف وفقا لمصالحها الخاصة ولا تهتم بالنادي أو بالمشجعين. وبعد نحو عام من فتح عائلة غليزر الباب أمام العروض المتقدمة لشراء النادي أو الاستثمار به، يبدو أنّ الملياردير البريطاني جيم راتكليف الأقرب لشراء 25 في المائة من الأسهم مقابل 1.6 مليار دولار أميركي. لكن بقاء عائلة غليزر مسيطرة على النادي ما زال هو المشكلة الكبيرة في رأي مشجعي «الشياطين الحمر»، الذين كانوا يمنون النفس بخروج المالكين الأميركيين غير المحبوبين.
وبحسب المعطيات المتوافرة، فإنّ راتكليف، مؤسس شركة إينيوس العملاقة للبتروكيماويات، ومالك نادي نيس الفرنسي، سيسعى إلى تولي إدارة عمليات كرة القدم في النادي مقابل استثماره الكبير، لكن روابط المشجعين تشك في أن عائلة غليزر ستمنح الرجل الذي يملك ربع الأسهم فرصة للسيطرة على إدارة الكرة.
وبعد مرور 11 شهراً من العملية البطيئة والمرهقة لبيع النادي، يخشى مشجعو يونايتد من أن تحصل عائلة غليزر على أموال راتكليف لأجل زيادة حساباتهم الخاصة. وقالت رابطة المشجعين: «إذا كانت التقارير صحيحة فيما يتعلق بحصول راتكليف على حصة 25 في المائة في نادينا، فهناك عدد من الأسئلة حول الصفقة التي تحتاج إلى توضيح قبل أن يتمكن المشجعون من إصدار أي حكم بشأن مزاياها، وأبرزها الضمانات باستثمارات جديدة في النادي وفريق الكرة».