قدم مكتب الادعاء العام في منطقة خاركيف الأوكرانية «أدلة»، السبت، على أن روسيا هاجمت أوكرانيا بصواريخ فرط صوتية حصلت عليها من كوريا الشمالية، لكنه لم يقدم أي إثباتات على أن الصواريخ التي عُرضت شظاياها بعد إسقاطها، جاءت من كوريا الشمالية. واستشهدت واشنطن في اتهاماتها لروسيا بمعلومات مخابرات رُفعت عنها السرية، ولم يصدر بعد تعليق من موسكو.
وقال مدعون في خاركيف إنهم يجرون تحقيقاً حول بلد المنشأ لثلاثة صواريخ استخدمتها روسيا لضرب عاصمة المنطقة، يوم الثلاثاء. ولم يذكر بيان المدعين كوريا الشمالية بالاسم.
وكان ميخايلو بودولياك مساعد الرئيس الأوكراني قد أعلن، الجمعة، أن روسيا قصفت أوكرانيا بصواريخ زودتها بها كوريا الشمالية لأول مرة منذ بداية الغزو، وهو ما يؤكد تصريحات سابقة صادرة من واشنطن. وكتب بودولياك على موقع «إكس» للتواصل الاجتماعي: «لم يعد هناك أي تمويه… كجزء من حرب الإبادة الجماعية الصريحة، ضربت روسيا الاتحادية لأول مرة أراضي أوكرانيا بصواريخ تلقتها من… كوريا الشمالية». لكن لم يقدم بودولياك دليلاً على أن الصواريخ كورية شمالية.
وكانت القوات الجوية الأوكرانية قد صرحت في وقت سابق من الجمعة أنها لم تستطع بعد التأكد من الدولة المصنعة للصواريخ المعنية. ورغم أن الولايات المتحدة لم تذكر على وجه التحديد نوع الصواريخ التي أرسلتها بيونغ يانغ إلى روسيا لكن المتحدث باسم البيت الأبيض، جون كيربي، قال إن مدى الصواريخ يصل إلى نحو 900 كيلومتر. ونشر كيربي رسماً توضيحياً يُظهر فيما يبدو صواريخ باليستية قصيرة المدى من طراز «كيه إن – 23» و«كيه إن – 25».
وقال بودولياك إن روسيا «تهاجم الأوكرانيين بصواريخ تلقتها من دولة يتعرض فيها المواطنون للتعذيب في معسكرات اعتقال بسبب امتلاكهم جهاز راديو غير مسجل، أو التحدث إلى سائح، أو مشاهدة برامج تلفزيونية».
وذكر دميترو تشوبينكو المتحدث باسم مكتب الادعاء، كما نقلت عنه «رويترز»، أن الصاروخ، وهو واحد من صواريخ عدة ضربت مدينة خاركيف في الثاني من يناير (كانون الثاني)، مختلف عن الطُّرُز الروسية.
وأضاف تشوبينكو لوسائل الإعلام، وهو يعرض بقايا الصاروخ: «طريقة الإنتاج ليست حديثة جداً. ثمة اختلافات عن صواريخ (إسكندر) التي شاهدناها في السابق خلال الهجمات على خاركيف. هذا الصاروخ مشابه لأحد صواريخ كوريا الشمالية».
وأشار إلى أن الصاروخ قطره أكبر قليلاً من قطر صاروخ (إسكندر) الروسي، وأن فوهته ودائرته الكهربائية الداخلية والأجزاء الخلفية مختلفة أيضاً.
وأحجم تشوبينكو عن الإفصاح عن اسم طراز الصاروخ.
وهاجمت روسيا خاركيف بصواريخ عدة قبل أيام، وقتلت شخصين، وأصابت أكثر من 60 في واحد من أكبر هجوماتها بالصواريخ والطائرات المسيّرة منذ بدء الحرب الشاملة في فبراير (شباط) 2022.
وتخضع كوريا الشمالية لحظر أسلحة من الأمم المتحدة منذ إجرائها اختباراً لقنبلة نووية لأول مرة في 2006. وتمنع قرارات مجلس الأمن، التي جرت الموافقة عليها بتأييد روسي، الدول من تجارة الأسلحة أو المعدات العسكرية الأخرى مع كوريا الشمالية.
وفي نوفمبر (تشرين الثاني)، قالت السلطات الكورية الجنوبية إن كوريا الشمالية ربما زودت روسيا بصواريخ باليستية قصيرة المدى ضمن صفقة أسلحة أكبر تشمل أيضاً صواريخ مضادة للدبابات وأخرى مضادة للطائرات وقذائف مدفعية وقذائف «هاون» وبنادق. ونفت موسكو وبيونغ يانغ في السابق إبرام أي صفقات أسلحة، لكنهما تعهدتا العام الماضي بتعزيز العلاقات العسكرية فيما بينهما.
ومع اشتداد القصف المتبادل بين الطرفين كثّف الجانبان خلال الأيام الماضية الضربات المتبادلة بالصواريخ والطائرات المسيّرة، مع اقتراب الحرب من إتمام عامها الثاني.
وأعلنت كييف أنها ضربت قاعدة ساكي الجوية في غرب القرم، وقال قائد سلاح الجو الأوكراني ميكولا أوليشتشوك عبر وسائل التواصل الاجتماعي: «أصيبت كل الأهداف في مدرج ساكي للطيران»، إلا أن موسكو أعلنت، السبت، أنها أسقطت ليلاً 4 منها فوق شبه الجزيرة التي ضمتها موسكو عام 2014. وقالت وزارة الدفاع الروسية: «اعترضت الدفاعات الجوية 4 صواريخ أوكرانية، ودمرتها فوق شبه جزيرة القرم».
وكانت موسكو قد أكدت، الخميس، أنها أحبطت محاولة هجوم أوكراني جديد بمسيّرات على القرم، وأسقطت 36 مسيّرة أوكرانية، صباح الجمعة. وأعلنت سلطات الاحتلال الروسي في منطقة دونيتسك أن شخصَين قُتلا، السبت، في قصف أوكراني عشية احتفال موسكو بعيد الميلاد الأرثوذكسي.
وقال حاكم منطقة دونيتسك المعيّن من موسكو دنيس بوشيلين على «تلغرام»: «قُتل شخصان في (بلدتَي) ماكييفكا وغورلوفكا».
وتشكل القرم منطقة رئيسية للدعم اللوجيستي للجيش الروسي الذي يحتل جزءاً من جنوب أوكرانيا. وتستهدف القرم بانتظام بصواريخ ومسيّرات أوكرانية.
وتطلب كييف مزيداً من الدعم العسكري، خصوصاً فيما يخص الدفاعات الجوية. وتصاعد الضغط على المستشار الألماني أولاف شولتز لتسليم صواريخ «كروز» من طراز «تاوروس» إلى أوكرانيا. وأكد سياسيون من شركاء الائتلاف، «حزب الخضر» و«الحزب الديمقراطي الحر»، و«الاتحاد المسيحي الديمقراطي المعارض»، أهمية هذه الأسلحة في عدد السبت من صحيفة «راينيش بوست» التي تصدر في دوسلدورف، ووجّهوا بعض الاتهامات الخطيرة لشولتز.
وقالت سارة ناني، المتحدثة باسم الدفاع في المجموعة البرلمانية لـ«حزب الخضر» في البرلمان الألماني (البوندستاغ) إن «تسليم صواريخ (كروز تاوروس) إلى أوكرانيا تأخر كثيراً». وأضافت: «الحماية الأكثر فاعلية ضد الضربات الجوية الروسية هي إطلاق النار على أهداف في الأراضي الروسية وفي المناطق المحتلة في شرق أوكرانيا والتي تشن روسيا هجماتها منها».
وقالت ماري أجنيس ستراك زيمرمان، خبيرة الدفاع في الحزب الديمقراطي الحر إنه يتعين على ألمانيا تسليم صواريخ «تاوروس» من أجل عرقلة خطوط الإمداد الروسية، وأكدت: «يجب ألا نخاف من شجاعتنا. هذا هو ما يأمله بوتين».
وأعلنت كوبنهاغن، السبت، أن المقاتلات الأميركية الصنع من طراز «إف 16» التي ستقدّمها لأوكرانيا هبةً، سيجري تسليمها لكييف في الربع الثاني من عام 2024 بعد الانتهاء من تدريب الطيارين. وقالت وزارة الدفاع الدنماركية في بيان لوكالة الصحافة الفرنسية: «وفق الجدول الزمني الحالي ستسلّم الهبة في الربع الثاني من 2024»، بينما يجري حالياً تدريب الطيارين الأوكرانيين على الأراضي الدنماركية. وأضافت: «علينا بشكل خاص الانتهاء من تدريب الطواقم الأوكرانية التي ستتولى تشغيل الطائرات بعد تسليمها».
ووعدت الدنمارك التي تستبدل بطائراتها من طراز «إف 16» أخرى أكثر حداثة من طراز «إف – 35»، أوكرانيا بتسليمها 19 مقاتلة. ومن المقرر أن تقدم هولندا التي تشارك بدورها في تدريب الطيارين الأوكرانيين، 42 طائرة لكنها لم تكشف عن الجدول الزمني.
وفي رسالته للعام الجديد، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن الطيارين الأوكرانيين أتقنوا قيادة المقاتلات التي يأمل في رؤيتها تحلق في أجواء البلاد هذا العام. وحذرت الوزارة الدنماركية من أن «الجدول الزمني للتدريب رهن عوامل عدة مثل الظروف المادية والأحوال الجوية».