صُدم البريطانيون، كغيرهم من مُحبّي ومتابعي العائلة المالكة حول العالم، بإعلان إصابة الملك تشارلز بالسرطان أمس.
فبعدما خضع لعملية في البروستاتا منذ نحو 10 أيام تقريباً، يأتي تشخيص تشارلز الآن كمفاجأة خاصة وسط إعلان قصر باكينغهام أن المشكلة الصحية المستجدة ليست سرطان البروستاتا.
وسيبتعد تشارلز عن الحياة العامة لفترة غير معروفة.
وبعد أقل من عام ونصف العام على خلافة والدته إليزابيث الثانية على عرش بريطانيا وتسعة أشهر على تتويجه، بدأ الملك البالغ من العمر 75 عاما العلاج، لكنه لا يعتزم وقف أنشطته بالكامل.
وجاء في بيان القصر «خلال العملية الجراحية الأخيرة التي خضع لها الملك تشارلز في المستشفى بسبب تضخم حميد في البروستاتا، تم اكتشاف مشكلة أخرى… أظهرت فحوصات لاحقة وجود شكل من أشكال السرطان».
ويُعتقد أن أفراد العائلة المالكة غالباً ما يحتفظون بمشكلاتهم الصحية سراً، لكن قصر باكينغهام قال إن الملك اختار «مشاركة تشخيصه لمنع التكهنات».
وتمثل هذه الصراحة خروجاً صارخاً عن الطريقة التي تعاملت بها العائلة المالكة مع تشخيصات السرطان السابقة. لم تكن الأجيال القديمة تحلم أو تفكر أبداً بالانفتاح على أي حالة طبية، ناهيك عن شيء ينذر بالخطر كالورم السرطاني.
فهل عانى أي فرد في العائلة المالكة من السرطان من قبل؟
الملكة إليزابيث الأم
تظهر تقارير عدة، منها في صحيفة «التلغراف» وهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، أن الملكة إليزابيث الأم، أي جدة تشارلز، عانت مع مرض السرطان، ولكن تحت الأضواء. وفي سيرته الذاتية عنها، كشف ويليام شوكروس أنها عولجت من المرض مرتين. في عام 1966 تمت إزالة ورم من القولون. في ذلك الوقت، قال القصر الملكي إنها خضعت لعملية جراحية في البطن لإزالة انسداد فقط. وفي عام 1984، أجرت عملية أخرى لإزالة ورم من ثديها. وكان الخطاب الرسمي آنذاك هو أنها دخلت المستشفى لإجراء «اختبارات». تعافت من كلا الإجراءين وعاشت حتى عام 2002، أي لعمر 101.
الأمير إدوارد الثامن
الأمير إدوارد الثامن، شقيق الملك جورج السادس وعم الملكة إليزابيث الثانية، كان ملكًا حتى تنازله عن العرش في سنة 1936.
كان مثل أخيه مدخنًا شرهًا، وتوفي عام 1972 بعد إصابته بسرطان الحلق.
جورج السادس
في سبتمبر (أيلول) عام 1951، تمت إزالة الرئة اليسرى لجورج السادس (والد إليزابيث الثانية)، الذي كان مدخنًا شرهًا، بسبب ما يشار إليه بشكل ملطف باسم «التشوهات الهيكلية». أما المرض في الواقع، فكان سرطانا. ومع ذلك، حجب أطباء الملك تشخيص حالته عن الجمهور، وحتى عن الملك نفسه.
على الرغم من أنه بدا وكأنه يتعافى من الإجراء، إلا أنه توفي فجأة بعد خمسة أشهر، في فبراير (شباط) 1952. وبما أن جورج السادس كان يعاني من مرض الأوعية الدموية، فقد كان من المفترض في ذلك الوقت أن هذا قد تسبب في «تجلط الدم التاجي». منذ ذلك الحين، تم التكهن بأن الأمر كله كان نتيجة لمضاعفات انتشار السرطان.
يعكس قرار الملك تشارلز الآن التحدث بصراحة بشأن حالته وعلاجه، بيئة طبية حديثة تختلف تماماً عن تلك التي تم فيها التعامل مع حالة جورج السادس. لم يعد تشخيص السرطان سببا للتشاؤم كما كان من قبل، حيث يعمل التشخيص والعلاج الحديث على تحسين النتائج لكل أشكال المرض تقريبا، وبات الناس، خاصة المشاهير والسياسيين يُظهرون مرونة أكبر في التعامل معه.
وفي حين أن الملك هو أكبر عضو في العائلة المالكة تحدث عن إصابته بالسرطان علناً، إلا أنه ليس الأول تمامًا.
مايكل أميرة كينت
في عام 2002، أظهرت مايكل أميرة كينت أن أفراد العائلة المالكة يمكن أن يكونوا منفتحين بشأن هذه الأمور، عندما كشفت أنها عولجت من سرطان الجلد. وقالت إنها شعرت بأنها «محظوظة للغاية» لأن السرطان لم يكن يهدد حياتها. وفي عام 2014، قال زوجها الأمير مايكل إنه يعتبر أموره الطبية خصوصية، لكنه أكد أنه تم علاجه بنجاح من سرطان البروستاتا أيضاً.
سارة دوقة يورك
تم تشخيص إصابة سارة، دوقة يورك، التي كانت متزوجة من الأمير أندرو (شقيق الملك)، بسرطان الجلد في يناير 2024، بعد ستة أشهر فقط من علاجها من سرطان الثدي.
وقال متحدث باسم الدوقة، البالغة من العمر 64 عاما، إنها تتمتع بـ«معنويات جيدة» على الرغم من التشخيص.
ما الأمراض الأخرى التي عانى منها أفراد العائلة المالكة؟
كيت أميرة ويلز
صدمت كيت ميدلتون، زوجة الأمير البريطاني وولي العهد ويليام، بدورها جمهورها ومحبيها في يناير (كانون الثاني)، بعد الكشف عن خضوعها لعملية جراحية في البطن. وكانت تتعافى في المنزل بعد إقامتها في المستشفى لفترة. وقال قصر كنسينغتون إنها «تحرز تقدما جيدا».
ولا تزال أسباب العملية الجراحية غامضة لكنها ليست سرطانا، بحسب وسائل إعلام بريطانية. ولم تفصح كيت عن ماهية المرض الذي تعاني منه، وطلبت الحصول على بعض الخصوصية، على عكس الملك.
وأعلن القصر أنها ستعلق أنشطتها على الأرجح حتى عيد الفصح في 31 مارس (آذار)، ما أثار التكهنات حول مدى جدية حالتها الطبية وتأثيرها عليها، خاصة أن فترة ابتعادها عن الأضواء ستطول، وهو أمر لم يتعود عليه الجمهور البريطاني من قبل. فتُعرف كيت بنشاطها وحيويتها ومشاركتها شبه المستمرة في الحياة العامة والارتباطات المتنوعة.
الملكة إليزابيث الثانية
عُرف عن الملكة إليزابيث الثانية، والدة تشارلز، أنها عاشت بشكل عام حياة صحية قوية، ولم تكن لتغيب عن الشؤون العامة، حتى عندما كبرت في السن.
تم تشخيص إصابتها بفيروس «كورونا» في فبراير (شباط) 2022.
في الأشهر التي سبقت وفاتها عن عمر يناهز 96 عاما في سبتمبر (أيلول) 2022، كانت هناك مخاوف بشأن قدرتها على الحركة بعد أن غابت عن الافتتاح الرسمي للبرلمان في ذلك العام، وفقاً لشبكة «سكاي نيوز».
وفي أكتوبر (تشرين الأول) 2021، أمضت الملكة ليلة في مستشفى الملك إدوارد السابع بوسط لندن بعد إلغاء زيارة إلى أيرلندا الشمالية – ولم يكن من الواضح سبب وجودها هناك.
وقال قصر باكينغهام إنها دخلت المستشفى لإجراء «فحوصات أولية»، لكنها عادت إلى قلعة وندسور في اليوم التالي و«بقيت في حالة معنوية جيدة».
كانت تلك أول ليلة لها في المستشفى منذ ثماني سنوات، وكانت المرة السابقة مرتبطة بحالة التهاب المعدة والأمعاء التي عانت منها في عام 2013.
ووسط تكهنات أوردتها وسائل إعلام عن إصابتها بأمراض أخرى على مرّ السنوات لم يُكشف عنها، منها السرطان، إلا أن أياً من هذه الأخبار لم يتأكد، وظلت في إطار الشائعات. وعندما توفيت إليزابيث الثانية، تم تحديد السبب على أنه مرتبط بـ«كبر العمر والشيخوخة».
الأميرة مارغريت
أصيبت شقيقة الملكة الراحلة بعدة جلطات دماغية في السنوات التي سبقت وفاتها عام 2002.
وفي عام 1999، أصيبت قدماها بحروق شديدة في حمام ساخن، مما أثر على قدرتها على المشي.
الأمير فيليب
توفي الأمير فيليب، زوج الملكة إليزابيث الثانية ووالد الملك تشارلز، عن عمر يناهز 99 عاما في أبريل (نيسان) عام 2021.
وقبل شهر أجرى «علاجاً ناجحا» لحالة قلبية موجودة مسبقا.
وفي عام 2012، غاب عن احتفالات اليوبيل الماسي للملكة حيث عولج في المستشفى لعدة أيام بسبب التهاب في المثانة.
في عام 2011، تم نقل دوق إدنبرة إلى المستشفى بطائرة هليكوبتر من ساندرينغهام بسبب آلام في الصدر. تم علاجه من انسداد في الشريان التاجي وخضع لإجراء دعامة تاجية طفيفة التوغل.
قبل ذلك بعامين، تعرض الأمير فيليب لحادث سيارة، لكنه لم يصب بأذى.