باكستان تتهم إيران بشن ضربات على مناطق حدودية داخل أراضيها والصين تدعو للتهدئة



حثّت الصين الأربعاء كلا من باكستان وإيران على “ضبط النفس” بعد أن اتهمت إسلام آباد طهران بشن ضربات على مناطق حدودية داخل أراضيها أسفرت عن مقتل طفلين وإصابة آخرين. وفيما لم ترد الجمهورية الإسلامية رسميا على الاتهامات، قالت وسائل إعلام إيرانية إن الضربات أدت لتدمير مقرّين لجماعة “جيش العدل” إثر قصف بالصواريخ والطائرات المسيّرة.

نشرت في:

5 دقائق

قالت السلطات الباكستانية إن إيران نفذت ليل الثلاثاء الأربعاء عمليات قصف جوي استهدفت مناطق حدودية داخل أراضيها وأدت لمقتل طفلين وجرح آخرين.

جاء الإعلان ساعات بعد شنّ الحرس الثوري ضربات صاروخية على أهداف “إرهابية” في العراق وسوريا.

في السياق، أعلنت وزارة الخارجية في باكستان بأن هذا القصف أدى إلى مقتل طفلين وإصابة ثلاثة آخرين، وقالت إنها استدعت كبير دبلوماسيي طهران في إسلام آباد للاحتجاج على هذا “الانتهاك غير المبرر للمجال الجوي” الباكستاني.

ولم تعلّق الجمهورية الإسلامية بشكل رسمي على هذه الأنباء، لكن وسائل إعلام إيرانية نقلت ليل الثلاثاء أن مقرّين تابعين لجماعة “جيش العدل” التي تصنّفها طهران “إرهابية” وتتهمها بالعمل من قواعد في باكستان، تعرّضا لقصف “بالصواريخ والطائرات المسيّرة وتمّ تدميرهما”، من دون أن تذكر مصدر هذه الأنباء أو مصدر إطلاق الصواريخ.

لكن الصين دعت الأربعاء باكستان وإيران إلى “ضبط النفس” بعدما اتهمت إسلام آباد الثلاثاء طهران بشن ضربة جوية داخل أراضيها تسببت بمقتل طفلين. وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ خلال مؤتمر صحافي: “نناشد الطرفين ضبط النفس وتجنب الأعمال التي قد تفضي إلى تصعيد التوتر، والعمل معا لحفظ السلام والاستقرار”.

توتر في الشرق الأوسط ومخاوف من نزاع إقليمي شامل

جاءت الضربات الإيرانية في العراق وسوريا في سياق توتر متصاعد في الشرق الأوسط ومخاوف من نزاع إقليمي شامل على خلفية الحرب في غزة بين إسرائيل وحماس المنضوية ضمن ما يعرف بـ”محور المقاومة” الذي تقوده طهران.

كذاك، أتت بعد هجمات داخل إيران، أبرزها تفجيران انتحاريان في كرمان بجنوب البلاد مطلع يناير/كانون الثانيتبناهما تنظيم “الدولة الإسلامية” وأديا الى مقتل نحو 90 شخصا، وهجوم في ديسمبر/كانون الأول أدى لمصرع 11 شرطيا في راسك بمحافظة سيستان-بلوشستان (جنوب شرق) الحدودية مع باكستان وأفغانستان، تبناه “جيش العدل” وأدى إلى مقتل 11 شرطيا.

ولم تذكر الخارجية الباكستانية مكان القصف الجوي الإيراني، لكن وسائل إعلام محلية أفادت بأنه استهدف أماكن قريبة من بنجغور في محافظة بلوشستان بجنوب غرب باكستان، والتي تتشارك حدودا بطول نحو ألف كيلومتر مع إيران. وأكدت الوزارة أن “هذا الانتهاك لسيادة باكستان غير مقبول بتاتا وقد تكون له تداعيات خطرة” مضيفة أن الضربة داخل الأراضي الباكستانية مساء الثلاثاء “أسفرت عن مقتل طفلين بريئين وجرح ثلاث فتيات”.

كذلك، تزامن القصف مع لقاء جمع رئيس الوزراء الباكستاني أنور الحق كاكار بوزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس. وأيضا فيما أفادت وسائل إعلام رسمية إيرانية عن إجراء بحريتي البلدين مناورات في مضيق هرمز ومياه الخليج.

هذا، وأضافت وزارة الخارجية الباكستانية: “ما يزيد من قلقنا هو أن هذا العمل المخالف للقانون حصل رغم وجود قنوات تواصل مختلفة بين باكستان وإيران”. ومضت: تقول “لطالما أكدت باكستان أن الإرهاب تهديد مشترك لكل الدول في المنطقة ويتطلب تحركا منسقا”، معتبرة أن “هذه الأعمال الأحادية الجانب لا تنسجم مع علاقات حسن الجوار وبإمكانها أن تقوض بشكل جدي الثقة المتبادلة”.

وتتبادل طهران وإسلام اباد بانتظام اتهامات حول السماح لمسلحين باستخدام أراضي الدولة الأخرى لشنّ هجمات، لكن نادرا ما تحوّلت هذه الاتهامات إلى تدخل عسكري مباشر من طرف ضد آخر.


تعقيبا، قال مدير معهد جنوب شرق آسيا في مركز ويلسون للدراسات في واشنطن مايكل كوغلمان: “سبق لإيران أن شنّت عمليات ضد مسلحين متمركزين في باكستان، لكني لا أذكر أي عملية بهذا الحجم”. وحذّر من أن هذا الهجوم “يدفع الروابط بين باكستان وإيران، وهي علاقة دقيقة حتى في أفضل أيامها، نحو أزمة خطرة”.

من هي جماعة “جيش العدل”؟

وكان “جيش العدل” تبنى في منتصف ديسمبر/كانون الأول، هجوما على مركز للشرطة في مدينة راسك بجنوب شرق إيران، أدى إلى مقتل 11 عنصرا. وهذا الاعتداء هو من الأكثر حصدا للأرواح يستهدف قوات الأمن الإيرانية في محافظة سيستان-بلوشستان التي غالبا ما تشهد اضطرابات وهجمات من هذا القبيل.

بدورها، تصنف الولايات المتحدة “جيش العدل” منظمة “إرهابية”، وتقول إنه “يستهدف بشكل رئيسي أفراد قوات الأمن الإيرانية”، لكن أيضا مسؤولين ومدنيين باغتيالات وخطف وهجمات انتحارية.

وسبق لجماعة “جيش العدل” المتطرفة أن تبنت عمليات استهدفت عناصر أمن ومدنيين في الأعوام الأخيرة، في محافظة سيستان-بلوشستان. وبين هذه الاعتداءات هجوم في فبراير/شباط 2019 أدى الى مقتل 27 عنصرا من الحرس الثوري.

وينشط في سيستان-بلوشستان انفصاليون من البلوش وجماعات جهادية، سبق لإيران أن اتهمت إسلام أباد بدعمهم.

كما تعرض عدد من عناصر قوات الأمن الإيرانية في المحافظة للخطف على يد مجموعات تصنفها إيران “إرهابية” أو “مناهضة للثورة” الإسلامية.

فرانس24/ أ ف ب





المصدر

صالح علي

كاتب ومحرر صحفي

كيف تُشحن الهواتف في غزة؟ بالصبر والشمس

إمبيد يكسب المنازلة مع يوكيتش

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *