«عقلية السيتي»… هل تقود جيرونا إلى حلم «لاليغا»؟
اعتقد كثيرون أن وصول جيرونا إلى صدارة الدوري الإسباني في الجولات الأولى هذا الموسم، مجرد ضربة حظ في مسابقة يهيمن عليها ريال مدريد وبرشلونة، وأحياناً يكسر أتلتيكو مدريد القاعدة، لكن تشبثه بالقمة مع اقتراب الوصول إلى نصف المسافة دفع البعض للتفكير في إمكانية تكرار قصة ليستر سيتي الملهمة.
فبعد مرور 13 جولة يجد عمالقة إسبانيا أنفسهم خلف جيرونا الذي أنهى الموسم الماضي في المركز العاشر ويملك أصغر استاد في دوري الدرجة الأولى.
ولأول مرة في تاريخ النادي الممتد على مدار 93 عاماً، يتربع على قمة دوري الأضواء، لكن المتابع لخطوات الفريق الذي يقوده المدرب ميتشل ويترأسه بيري غوارديولا، شقيق بيب مدرب مانشستر سيتي، يدرك أن ما وصل إليه ليس وليد الصدفة.
ويقدم جيرونا، الذي كان ينتمي للدرجة الثانية قبل موسمين فقط ولا يسع ملعبه سوى نحو 14 ألف شخص، نسخة هجومية ممتعة كما يتحلى بشخصية البطل، كما ذكرت عناوين صحف إسبانية بعد أن حول تأخره بهدف مبكر إلى فوز 2 – 1 بملعب رايو فايكانو الصعب السبت، ليضمن الصدارة قبل فترة التوقف الدولية.
ولدى جيرونا 34 نقطة، ويتقدم بنقطتين على العملاق ريال مدريد، بينما يأتي برشلونة في المركز الثالث.
وقال كارلو أنشيلوتي مدرب ريال مدريد مساء السبت، عند سؤاله عن جيرونا: «إنه يؤدي بشكل مذهل ويلعب أفضل منا، يجب أن نأخذ في الاعتبار أن جيرونا لا يشارك في بطولات أوروبية ويمكنه القتال في كل مباراة، إنه فريق يستطيع القتال على لقب الدوري الإسباني وليس لدي أي شك في ذلك».
ويرى البعض أن جيرونا يستلهم النجاح من مانشستر سيتي، إذ تستحوذ مجموعة سيتي لكرة القدم، ومقرها أبوظبي، على حصة كبيرة من النادي الإسباني مثلما تمتلك النادي بطل إنجلترا.
ويفرض ميتشل شخصيته القوية على الفريق مثل غوارديولا في سيتي، ومنحه غيرونا الثقة رغم وجوده في مراكز الهبوط بعد مرور نفس الفترة الحالية من موسم 2021 – 2022.
ويملك كثير من لاعبي جيرونا روابط مع سيتي مثل لاعب الوسط المتألق أليكس غارسيا الذي حجز مكانه مؤخراً في تشكيلة منتخب إسبانيا، وسبق له اللعب في سيتي، ونجح في تعويض انتقال أوريول روميو إلى برشلونة هذا الموسم.
كما أبرم جيرونا صفقات مميزة، حيث استعان بخبرة المدافع الهولندي الدولي دالي بليند (33 عاماً) وأحسن اختيار المهاجم الأوكراني أرتيم دوفبيك، أغلى لاعب في تاريخ النادي مقابل 7.7 مليون يورو فقط، والذي سجل 7 أهداف في الدوري، ولا يتفوق عليه سوى جود بلينغهام نجم ريال مدريد، كما قدم 4 تمريرات حاسمة.
ويشدد ميتشل على أن الهدف الأساسي هو تجنب الهبوط ثم التفكير في التأهل لمسابقة أوروبية، وهو نفس ما قاله الإيطالي كلاوديو رانييري مدرب ليستر طيلة موسم 2015 – 2016 التاريخي قبل أن يحسم لقب الدوري الإنجليزي الممتاز بعد فترة قصيرة من صعوده من الدرجة الثانية.
ويرى غيرار بيكي قائد برشلونة السابق، أن «التشابه مخيف» بين جيرونا وليستر، قائلاً: «إنه مشروع متفرد، يلعبون بطريقة مذهلة وبتناغم شديد».
ولم يكن ليستر يملك أسماء لامعة، مثل جيرونا الآن، لكنه تحلى بالثبات والنفس الطويل في صراعه مع عمالقة إنجلترا حتى حقق المعجزة في النهاية.
وحقق جيرونا 11 فوزاً في 13 مباراة بالدوري، وكانت الخسارة الوحيدة أمام ريال مدريد 3 – صفر، وسيتعين عليه إثبات قدرته على الصمود حين يواجه برشلونة وأتلتيكو لاحقاً.
ويملك جيرونا أقوى هجوم في الدوري الإسباني برصيد 31 هدفاً، ومن ضمن نتائجه هذا الموسم الفوز 5 – 3 على مايوركا، و5 – 2 على ألميريا، و4 – 2 على غرناطة وأوساسونا، وأخفق في التسجيل في مباراة واحدة عند هزيمته أمام ريال مدريد صاحب المركز الثاني.
لكن يتعين عليه التحسن دفاعياً بوضوح إذا أراد مواصلة الحلم، حيث استقبل 16 هدفاً في 13 مباراة.
وقال ميتشل: «أريد تطوير اللاعبين وعدم الحد من المخاطر عندما نلعب».
وشدد مدافعه إيريك غارسيا المعار من برشلونة، والذي سبق له اللعب لسيتي أيضاً: «لم نصل إلى هذه المكانة بالحظ، بل بالعمل الدؤوب، أنا محظوظ بمشاركة غرفة الملابس مع هذه المجموعة الرائعة والطموحة لتحقيق أهداف كبرى».
وأضاف: «أمزح مع زملائي السابقين في برشلونة وأقول لهم: نحن على القمة الآن، لكن أعرف أنه في النهاية فريق مثل ريال أو برشلونة سيتصدر الترتيب».