روسيا تستهدف أوكرانيا بـ31 مسيّرة وتعلن عن هجمات أوكرانية على القرم
تبادلت أوكرانيا وروسيا، ليل الجمعة/ السبت، الهجمات بطائرات دون طيار، وبات هذا النوع شبه يومي من القتال على جانبي الجبهة، ويزداد عدد الطائرات المستخدمة فيها كلّ شهر من كلا الطرفين. وأعلن سلاح الجو الأوكراني، السبت، أن 31 مسيّرة أطلقت على الأراضي الأوكرانية من روسيا بعد منتصف الليل، تم اعتراض 30 منها، وكانت كييف ضمن المدن المستهدفة.
وذكر سلاح الجو، في بيان على تطبيق «تلغرام»، أن الطائرات المقاتلة ووحدات الصواريخ المضادة للطائرات ومجموعات متنقلة لإسقاط الطائرات المسيّرة صدت هجوم الطائرات المسيّرة الروسية.
وذكر شهود من «رويترز» أن سلسلة انفجارات دوت في أنحاء العاصمة الأوكرانية كييف عندما تصدت وحدات الدفاع الجوي لطائرات روسية مسيّرة.
وقال رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو إن الوحدات المضادة للطائرات تعاملت مع الموقف لدى تحليق مجموعات من الطائرات المسيّرة بالقرب من المدينة. وأضاف أن القوات الروسية تستهدف مناطق قريبة من وسط المدينة. وتابع أن الأنشطة المضادة للطائرات كانت كثيفة في منطقة دارنيتسكي على الضفة الشرقية لنهر دنيبرو وأن الانفجارات دوت أيضاً في منطقة بوديل التاريخية على الضفة المقابلة.
وقال سيرهي بوبكو، رئيس الإدارة العسكرية في كييف: «هذا سادس هجوم جوي على كييف منذ بداية الشهر». وأضاف: «الليلة، بعد ثلاثة أيام من تهديدات باليستية، يطلق العدو مجدداً طائرات (شاهد) المسيّرة نحو العاصمة. هاجمت الطائرات المسيرة في مجموعات وفي موجات ومن اتجاهات مختلفة».
وتابع بوبكو أنه لم ترد تقارير تفيد بوقوع قتلى أو جرحى أو أي أضرار جسيمة في كييف.
واستهدف الهجوم إلى جانب العاصمة كييف، منطقة خيرسون الجنوبية ومنطقة خميلنيتسكي الغربية، اللتين تتعرّضان لقصف روسي بشكل منتظم.
ويشار إلى أن معظم المسيرات المزودة بمتفجرات هي إيرانية الصنع، ويتم إطلاقها في مجموعات لتحلق على في مسارات غير منتظمة قبل أن تصطدم بأهدافها. ونجحت أنظمة الدفاع الصاروخية التي وفرها الحلفاء الغربيون لأوكرانيا في إسقاط كثير من المسيرات.
وزادت وتيرة هجمات الطائرات المسيّرة الروسية على مدن ومناطق أوكرانية. ويقول مسؤولون أوكرانيون إن روسيا تستهدف البنية التحتية للكهرباء والطاقة في البلاد قبل أشهر البرد القارس وخلالها. وكانت موسكو استهدفت في الشتاء الماضي البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا بوجه خاص بمسيّرات وصواريخ باليستية وصواريخ كروز، كما أعلن سلاح الجو الأوكراني. وتنفي موسكو استهداف البنية التحتية المدنية في أوكرانيا.
من جهته، أكد الجيش الروسي، الجمعة، أنّه صدّ هجوماً بـ26 مسيّرة أوكرانية في غضون ساعتين فوق شبه جزيرة القرم التي ضمّتها موسكو في عام 2014.
وسمع دوي انفجارات في مدينة سيفاستوبول الساحلية في شبه الجزيرة، وفقاً لميخائيل رازفوزاييف، حاكم المدينة المعين من جانب موسكو، الذي أشار إلى أنه تم نشر الدفاعات الجوية وتم إسقاط الطائرات الأوكرانية المسيرة. لكن من الصعب التحقق من هذه المعلومات بشكل مستقل.
وبالنسبة للجيش الروسي، تعد القرم منطقة انتشار في حربه ضد أوكرانيا. ويتم الإمداد بالجنود والأسلحة والذخائر عبرها. وقبل ذلك بساعات قليلة، استُهدفت منطقة كورسك الروسية بست طائرات دون طيار. وأفاد الحاكم الروسي لبيلغورود فياتشيسلاف غلادكوف عن 41 غارة أوكرانية خلال الساعات الـ24 الماضية على هذه المنطقة المتاخمة لأوكرانيا والمستهدفة بشكل منتظم. وأفادت السلطات في خيرسون بمقتل شخص في عمليات قصف أوكرانية على الجزء المحتل من المنطقة الواقعة في جنوب البلاد.
كما أسفر هجوم صاروخي نفّذته كييف على قرية تحتلها موسكو في جنوب أوكرانيا عن مقتل مدنيَين، وفق ما أفادت سلطات الاحتلال الروسية في منطقة خيرسون، السبت. وقالت القوات الروسية إن الصاروخ أصاب قرية نوفا ماياشكا الواقعة على ضفة نهر دنيبرو التي تحتلها روسيا وعلى مسافة نحو 70 كيلومتراً شرق مدينة خيرسون التي تسيطر عليها أوكرانيا.
وقال المسؤول المعين من موسكو فلاديمير سالدو على «تلغرام»: «قُتل مدنيان وأصيب (مدنيان) آخران»، موضحاً أن صاروخاً من طراز هايمارس أميركي الصنع سقط في قرية نوفا ماياشكا «أثناء إيصال مساعدات إنسانية». وأضاف سالدو أن منظومات الدفاع الجوي أسقطت صواريخ أخرى أطلقتها كييف، مشيراً إلى أن عسكريين كانوا يساعدون في إيصال المساعدات أصيبوا أيضاً. وما زال الهجوم الذي بدأته روسيا أواخر فبراير (شباط) 2022 مستمراً لكن الجبهة في جنوب أوكرانيا وشرقها تشهد جموداً منذ أشهر.
قال خبراء عسكريون بريطانيون إن قتالاً عنيفاً يتواصل بين القوات الأوكرانية والروسية في محيط بلدة مارينكا الواقعة شرق أوكرانيا. وذكرت وزارة الدفاع في لندن في تحديثها اليومي للوضع الذي نشرته على تطبيق «إكس» (تويتر سابقاً)، أن «روسيا على الأرجح قامت بمزيد من إخضاع الجيوب الصغيرة التي تسيطر عليها أوكرانيا الباقية داخل حدود البلدة. لكن من غير المرجح إلى حد كبير تحقيق اختراق روسي من الناحية العملياتية في هذا القطاع، وفقاً للتقييم البريطاني».
وتقع بلدة مارينكا على بعد أقل من 30 كيلومتراً جنوب غربي مدينة دونيتسك، التي كان يسيطر عليها انفصاليون موالون لروسيا طوال 8 سنوات قبل غزو موسكو الشامل في فبراير من العام الماضي.
وفي سياق متصل، ذكرت ليتوانيا أنها قامت بإصلاح أول دبابات «ليوبارد 2»، تم تسليمها إلى أوكرانيا، التي تضررت، في قتالها ضد روسيا، وستعود قريباً إلى ساحة القتال. وقالت وزارة الدفاع الليتوانية، الجمعة، إن ليتوانيا أرسلت إلى أوكرانيا عدة ملايين من الطلقات وآلاف القذائف للأنظمة المحمولة قصيرة المدى المضادة للدبابات لاستخدامها في الدفاع ضد روسيا. وقال وزير الدفاع أرفيداس أنوشاوسكاس: «نحن نستمع إلى الطلبات الملحة لأوكرانيا ونواصل دعمنا بما يتوافق مع الاحتياجات التي تم الإعلان عنها».
في غضون ذلك، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رغبته في حشد الدعم الأجنبي للدفاع عن بلاده ضد الغزو الروسي من خلال المزيد من مبادرات السياسة الخارجية. وقال زيلينسكي، في مقطع فيديو تم تسجيله في مدينة لفيف في غربي أوكرانيا، الجمعة: «نواصل العمل مع شركائنا للحفاظ على الوحدة في الدفاع عن أوكرانيا». وتابع: «الأسابيع المقبلة ستكون فعالة أيضاً في سياستنا الخارجية، وقد بدأنا بالفعل في التخطيط لأنشطة شهر يناير».
وأعلن زيلينسكي أن أوكرانيا ترغب في إجراء محادثات مع أوروبا والولايات المتحدة وغيرهما من الداعمين لها، دون التطرق إلى مزيد من التفاصيل.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إنها تعتقد أن هناك طريقة ممكنة للخروج من النزاع بشأن ميزانية الاتحاد الأوروبي مع المجر دون الاتفاق مع بودابست. واستخدمت المجر حق النقض (الفيتو) خلال قمة قادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل لمنع التوصل إلى اتفاق لتمويل أوكرانيا، وكذلك الموازنة الإجمالية للاتحاد. وقالت فون دير لاين: «نحن نعمل بجد، بالطبع، للتوصل إلى نتيجة يتم خلالها اتفاق الدول الأعضاء الـ27».
وقالت بعد القمة التي عقدت على مدار يومين في بروكسل: «ولكن أعتقد أنه من الضروري الآن أن يتم العمل على بدائل ممكنة للتوصل إلى حل عملي إذا كان من غير الممكن التوصل إلى اتفاق بإجماع الـ27 دولة».