تنطلق فعاليات كأس الأمم الأفريقية 2024 السبت في ساحل العاج وسط تطلعات كبيرة، محليا وقاريا، وتساؤلات متنوعة، لوجستيا ورياضيا، ستكون بمثابة تحديات عديدة في طريق البلد المضيف والاتحاد الأفريقي لكرة القدم على حد سواء. وتبدأ المنافسة بمباراة افتتاح تجمع بين ساحل العاج أحد المرشحين للفوز باللقب وغينيا بيساو على ملعب الحسن واتارا في إبيمبي، شمال غرب أبيدجان، عند الساعة التاسعة مساء (الثامنة توقيت غرينتش).
نشرت في:
5 دقائق
“أكوابا”! ترحب ساحل العالج السبت بمنتخبات وجماهير القارة الأفريقية في العرس الكروي القاري بنسخته الرابعة والثلاثين وسط تطلعات كبيرة، سواء رياضيا أو سياسيا واقتصاديا.
يستضيف بلد النجم الدولي السابق والرمز ديديه دروغبا العرس الكروي القاري للمرة الثانية بعد عام 1984، ساعيا لتأكيد خروجه من دوامة الانقسامات والخلافات التي قادته سابقا إلى حرب أهلية هددت وجوده واستقراره، معلنا عزمه على الفوز بنجمة ثالثة بعد تتويجه عامي 1992 بالسنغال و2015 بغينيا الاستوائية.
ترحب ساحل العاج بالقارة الأفريقية على وقع كلمة “أكوابا”، التي تعني في اللغة المحلية “مرحبا”، وعينها على رفع التحدي الواقع على عاتقها، لوجستيا ورياضيا، إذ أن البطولة لم تعد تُلعب بثمانية منتخبات كما كان الحال في 1984 ولكن بمشاركة 24 بلدا موزعين على ست مجموعات يتبارزون على الكأس في خمس مدن (هي أبيدجان، ياموسوكرو، بواكي، سان بيدرو وكوروغو) وستة ملاعب بينها اثنان في العاصمة الاقتصادية أبيدجان هما ملعبا الحسن واتارا (نسبة للرئيس الحالي) وفليكس هوفويت-بوانيه (الرئيس الأول للبلاد، منذ استقلالها عن فرنسا في 1960 لغاية وفاته في 1993).
مسألة الأمن أحد التحديات الكبرى
بدا الطريق طويلا وشاقا منذ أن غمرت عاصفة قوية عشب ملعب إبيمبي في مطلع سبتمبر/أيلول الماضي، ما تسبب بإيقاف مباراة ودية بين “الأفيال” ومالي، ليثير المشهد الكارثي استياء الإيفواريين أنفسهم ومخاوف الأفارقة من تعثر الاستعدادات للحدث القاري البارز. لكن السلطات ردت بالقول إن “الأمر تحت السيطرة”، مشيرة لأمطار استثنائية لم تكن متوقعة.
اقرأ أيضاكأس الأمم الأفريقية: المغرب، الجزائر، تونس، مصر.. البحث عن لقب جديد
وفيما تشكل مسألة الأمن أحد التحديات الكبرى للبلد المضيف المتاخم لمالي وبوركينا فاسو، وهما بلدان مجاوران يواجهان حركة جهادية مهددة لكل منطقة جنوب الصحراء، أثارت مصادر متخصصة مسألة أمن الجماهير، علما أن المنظمين يتوقعون توافد ما يصل إلى 1.5 مليون زائر إلى ساحل العاج أبرزهم من جيرانها كبوركينا فاسو وغينيا ومالي وغانا.
وقالت السلطات إنها ستفتح الملاعب في وقت “مبكرا جدا” وإنها “ستُنظم الجماهير في طوابير حتى يتمكنوا من الدخول بهدوء” و”سنطلب من الناس الحضور مبكرا”، مؤكدة أنها ستنشر نحو 17 ألف عنصر من الجيش والأمن بالإضافة إلى 2500 مراقب لتأمين المسابقة.
أما بالنسبة للاتحاد الأفريقي لكرة القدم، فسيكون التحدي الأكبر في حسن سير المباريات ومدى قدرة الحكام على تطبيق قواعد اللعبة بإنصاف وكفاءة، فعشاق كرة القدم عبر العالم يتذكرون أن في نسخة 2022 بالكاميرون أعلن الحكم الزامبي جاني سيكازوي نهاية المباراة بين تونس ومالي قبل أوانها، ما أثار سخرية الجماهير وغضب التونسيين.
مواجهة بين “الأفيال” وغينيا بيساو في افتتاح البطولة
في أبيدجان ستكون الانطلاقة الرسمية، تبدأ بحفل افتتاح عند السابعة مساء (السادسة توقيت غرينتش) وتليها المواجهة بين “الأفيال” وغينيا بيساو على ملعب الحسن واتارا في إبيمبي، شمال غرب أبيدجان، عند الساعة التاسعة مساء (الثامنة توقيت غرينتش)، وذلك في أول لقاء بين منتخبي غرب إفريقيا في كأس الأمم.
ويدير المباراة الحكم المصري أمين محمد عمر البالغ من العمر 39 عاما، يرافقه مواطنوه محمود أحمد كامل وأحمد حسام طه – ومحمود البانا حكما لتقنية الفيديو.
اقرأ أيضاكأس الأمم الأفريقية… من السودان بدأت الرحلة
تحت أنظار ديديه دروغبا ويايا توري، سيسعى زملاء سيرج أورييه وسيباستيان هالر وفرانك كيسي لتحقيق الفوز وتسجيل بداية موفقة أمام 60 ألف مشجع، كما فعل مواطنوهم قبل أربعين عاما عندما اكتسحوا توغو 3-0.
بالنسبة إلى “الأفيال”، تنطلق رحلة البحث عن اللقب الثالث، وهي في الوقت ذاته مهمة لرد الاعتبار بعد أن خرجوا في النسخة السابقة بالكاميرون من ثمن النهائي بركلات الترجيح، وخسروا في نسخة 2019 بمصر في ربع النهائي عل يد الجزائر بركلات الترجيح أيضا، فيما غادروا في 2017 بالغابون من الدور الأول.
ويمنح عامل الأرض والجمهور الأفضلية للمنتخب البرتقالي أمام منافس لم يسبق له أن فاز بأي مباراة خلال مشاركاته الثلاث في البطولة القارية، رغم أن غينيا بيساو سيحاول تحقيق المفاجأة.
علاوة مزياني