وفي اليوم الـ150 للحرب على غزة، كثفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي غاراتها على مدينة رفح مخلفة شهداء وجرحى، بالتزامن مع قصف شمل مناطق مختلفة من قطاع غزة، فيما جددت الأمم المتحدة تحذيراتها من استشهاد أطفال. من المجاعة بسبب الحصار الذي يفرضه الاحتلال على دخول المساعدات الإنسانية.
في اليوم الـ 150 للحرب، واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، وارتكب مجزرة جديدة مساء الأحد في مدينة رفح، راح ضحيتها عدد من المدنيين الفلسطينيين بعد لجوئهم إليه باعتباره ملاذهم “الآمن” الأخير. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع، الاثنين، ارتفاع حصيلة شهداء الحرب. وبلغت حصيلة قوات الاحتلال في قطاع غزة “30534 شهيدًا و71920 جريحًا”.
وأضافت أن “قوات الاحتلال ارتكبت 13 مجزرة بحق عائلات، خلفت 124 شهيداً و210 جرحى، خلال الـ24 ساعة الماضية”.
وشددت الوزارة على أن “عدداً من الضحايا ما زالوا تحت الأنقاض وعلى الطرقات، والاحتلال يمنع طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليهم”.
استشهد فلسطينيون وأصيب آخرون، بينهم أطفال، في قصف للاحتلال الإسرائيلي استهدف منزلا في رفح جنوب قطاع غزة، رغم التحذيرات الدولية من خطورة شن عملية عسكرية ضد المدينة المكتظة بالنازحين.
مجزرة في رفح
وقال مراسل قناة TRT العربية وائل الحلبي، إن طائرات الاحتلال قصفت منزلاً لعائلة الغريب، ما أدى إلى تدميره بالكامل فوق سكانه، وإلحاق أضرار جسيمة بمنازل المواطنين المحيطين به.
وأشار إلى أن التفجير أودى بحياة 14 فلسطينيا، بينهم 6 أطفال وعدد من النساء.
وفي الشمال قال مراسلنا إن طائرات الاحتلال استهدفت منزلاً لعائلة رضوان في مخيم جباليا، كما استهدفت نقابة المهندسين، فيما تزايدت حدة القصف على بقية مناطق القطاع بوتيرة متزايدة.
وأوضح أن طائرات الاحتلال استهدفت أيضًا مقر نقابة المهندسين الفلسطينيين، الذي يضم إلى جواره مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا)، شمال قطاع غزة بعد إجلاء النازحين الذين قد لجأ إلى هناك.
وأشار إلى أن القصف أحدث دمارًا واسعًا في المكان، وتسبب في حالة من الرعب بين الفلسطينيين داخل المدرسة التي تضم نازحين.
كما أفاد مراسلنا أن جيش الاحتلال اعتقل عدداً من المدنيين في خان يونس أثناء سماعهم أصوات صراخ الأطفال والنساء نتيجة حالة الذعر التي بثها جنوده.
وكثف الاحتلال عدوانه وقصفه لمدينة خانيونس خلال الأسابيع الماضية، وسط مواجهات مع مقاتلي الفصائل الفلسطينية، كبدوا قواته خسائر فادحة.
استهداف مقبرة
في الوقت نفسه، قال أحمد الكحلوت، مدير جهاز الدفاع المدني شمال قطاع غزة، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي قصف مقبرة جماعية تضم جثث مئات الشهداء الذين دفنوا مؤخرا.
وأضاف: “القصف دمر المقبرة وأخرج الجثث من تحت التراب”.
وأشار إلى أن طواقم الدفاع المدني تعمل جاهدة على إعادة دفن الجثث داخل المقبرة.
الجوع يخطف حياة أطفال قطاع غزة
وعلى الصعيد الإنساني، حذرت المديرة الإقليمية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أديل خضر، الأحد، من “تزايد وفيات الأطفال الناجمة عن الجفاف وسوء التغذية ما لم تنته الحرب في قطاع غزة”.
وأشار خضر في بيان له، إلى أن “حياة الآلاف من الأطفال والرضع في قطاع غزة تعتمد على الإجراءات العاجلة المتوقعة، بما في ذلك الضمانات الأمنية والمرور دون عوائق لتوزيع المساعدات”.
وشددت على أن “وفيات الأطفال التي كنا نخشى حدوثها، أصبحت واقعا، فيما سوء التغذية يجتاح قطاع غزة”.
وأشار خضر إلى أن “ما لا يقل عن عشرة أطفال توفوا بسبب الجفاف وسوء التغذية في مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة خلال الأيام الأخيرة، بحسب التقارير”.
وأضافت: “هذه الوفيات المأساوية والمروعة هي من صنع الإنسان، ويمكن التنبؤ بها، ويمكن منعها تمامًا”.
سوء التغذية الحاد
ووفقا للوكالة التابعة للأمم المتحدة، فإن ما يقرب من 16% – أو واحد من كل ستة أطفال تحت سن الثانية – يعانون من سوء التغذية الحاد في شمال قطاع غزة.
وقال المدير الإقليمي لليونيسف إن النقص الواسع النطاق في الأغذية المغذية والمياه النظيفة والخدمات الطبية في غزة هو “نتيجة مباشرة للحواجز التي تحول دون الوصول والمخاطر المتعددة التي تواجه العمليات الإنسانية للأمم المتحدة”.
في 19 فبراير، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) من أن الارتفاع الحاد في سوء التغذية بين الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات في قطاع غزة يشكل “تهديدا خطيرا” لصحتهم، خاصة مع استمرار الحرب المدمرة على القطاع.
ونتيجة الحرب والقيود الإسرائيلية، أصبح سكان غزة، وخاصة محافظات غزة والشمالية، على حافة المجاعة، في ظل الشح الشديد في إمدادات الغذاء والمياه والدواء والوقود، مع نزوح حوالي مليوني فلسطيني من القطاع الذي تحاصره إسرائيل منذ 17 عاما.
خلفت الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة عشرات الآلاف من الضحايا، معظمهم من الأطفال والنساء، وكارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل للبنية التحتية والممتلكات، بحسب البيانات الفلسطينية والأممية، ما استلزم ظهور إسرائيل لأول مرة منذ عام 1948. أمام محكمة العدل الدولية، بتهمة ارتكاب جرائم “إبادة جماعية”.