“الملاذ الأخير” الرياض تحذر من كارثة إنسانية وشيكة في رفح


حذرت المملكة العربية السعودية من التداعيات البالغة الخطورة لاقتحام إسرائيل واستهدافها لمدينة رفح جنوب قطاع غزة، مما ينذر بكارثة إنسانية وشيكة، داعية مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته تجاه “العدوان الإسرائيلي”. والعمل على وقف دائم لإطلاق النار.

حذرت وزارة الخارجية السعودية من تداعيات الاجتياح الإسرائيلي المحتمل على مدينة رفح المحاذية للحدود المصرية داخل قطاع غزة، داعية مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته في هذا الشأن.

ودعت الخارجية السعودية، في بيان لها، اليوم السبت، مجلس الأمن الدولي إلى منع إسرائيل من تنفيذ كارثة إنسانية بحق الفلسطينيين، وسط ترقب لعملية عسكرية إسرائيلية محتملة هناك، حيث نحو مليون و300 ألف نازح من شمال ووسط قطاع غزة لجأوا إليها نتيجة العدوان الإسرائيلي.

وتطرق البيان إلى “التداعيات الخطيرة للغاية لاقتحام واستهداف مدينة رفح”، مؤكدا أنها أصبحت “الملجأ الأخير لمئات الآلاف من المدنيين الذين أجبروا على الفرار بسبب العدوان الإسرائيلي الغاشم”.

وشددت الخارجية السعودية على “رفضها القاطع وإدانتها الشديدة لترحيلهم قسرياً”، مطالبة بـ”ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار”.

وقالت: “إن هذا الانتهاك المستمر للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي يؤكد ضرورة انعقاد مجلس الأمن الدولي بشكل عاجل لمنع إسرائيل من التسبب في كارثة إنسانية وشيكة يتحمل مسؤوليتها كل من يدعم العدوان”.

وتعتبر المحافظة الملجأ الأخير للنازحين في قطاع غزة، وتضم أكثر من 1,400,000 فلسطيني، من بينهم 1,300,000 نازح من المحافظات الأخرى.

منذ بدء العملية البرية التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة في 27 أكتوبر/تشرين الأول، دأبت إسرائيل على مطالبة السكان بالتوجه من شمال ووسط القطاع إلى الجنوب، بدعوى أنها مناطق آمنة، إلا أنهم لم يسلموا من القصف. قصف المنازل والسيارات.

وحتى يوم الجمعة، وصلت العملية البرية إلى خان يونس ولم تمتد إلى رفح، رغم أن جيش الاحتلال الإسرائيلي نفذ غارات جوية وقصفًا مدفعيًا مكثفًا على مواقع في رفح منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي.

حذر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، السبت، من “كارثة ومجزرة عالمية” إذا اجتاحت إسرائيل محافظة رفح، وذلك ردا على تقارير إعلامية إسرائيلية توقعت ذلك.

جثث ودمار واسع النطاق عقب الانسحاب الجزئي للاحتلال من بعض أحياء غزة

وأكد فلسطينيون العثور على جثث في الشوارع ودمار واسع في المباني والبنية التحتية في عدة أحياء بمدينة غزة أبرزها مناطق “الجامعات والصناعة والكتيبة” عقب انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي منها، فيما يستمر الاحتلال مجازرها وقصفها للمدنيين منذ أكثر من 4 أشهر.

انتشل الفلسطينيون العديد من الجثث في مناطق عدة بقطاع غزة بعد انسحاب جزئي لجيش الاحتلال، مما يكشف عن مجازر بحق المدنيين ودمار هائل للبنية التحتية.

وتناثرت جثث الفلسطينيين في شوارع مناطق “الجامعات والصناعة والكتيبة” غرب غزة، في إشارة إلى أنها ظلت ملقاة لساعات طويلة دون انتشالها أو التمكن من دفنها.

وذكرت مصادر محلية وشهود عيان أن عدداً من “جثث الشهداء الذين استشهدوا برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي، تم نقلها إلى المستشفى المعمداني في المدينة، خاصة من مناطق: الجامعة، الكتيبة، الصين “مفرق.”

وتم نقل بعض هذه الجثث عبر «طرق بدائية على ظهر عربات تجرها الخيول» بعد انتشالها من مراكز إيواء النازحين الذين تعرضوا لاستهداف إسرائيلي مباشر.

وأفاد شهود عيان أن عدداً من الجرحى تواجدوا في منطقة الكتيبة، وطالبوا بإخلائهم لتلقي العلاج، لعدم تمكنهم من نقلهم لظروفهم الصحية.

ورغم قسوة هذه المشاهد، أعرب المواطنون عن مخاوفهم من وصول الأمراض والأوبئة إلى هذه المنطقة نتيجة تناثر الجثث المتحللة.

ولم يعرف العدد الإجمالي للجثث، إلا أن الانسحاب الجزئي لجيش الاحتلال كشف عن دمار واسع النطاق في المنازل والبنى التحتية، وحرق منازل لم يتم تسويتها بالأرض.

وبدأ الجيش منذ منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي، الانسحاب التدريجي من مناطق شمال محافظة غزة، أعقبه بداية يناير/كانون الثاني الماضي انسحابات جزئية من أحياء ومناطق محافظة غزة.

وتشهد بعض مناطق غزة ومحافظات الشمال، بين الحين والآخر، تقدمات جزئية للآليات الإسرائيلية، في إطار مناورة ينفذ خلالها الجيش عمليات عسكرية ثم ينسحب مرة أخرى بعد أيام.

وتواصل إسرائيل عملياتها العسكرية في مناطق مختلفة من قطاع غزة في إطار هجومها البري الذي بدأ في 27 أكتوبر/تشرين الأول.

وتشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين أغلبهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل للبنية التحتية، أدى إلى تل أبيب. المثول أمام محكمة العدل الدولية بتهمة “الإبادة الجماعية”.





المصدر

صالح علي

كاتب ومحرر صحفي

الأردن يوقع اتفاق ربط كهربائي مع العراق لتزويده بـ200 ميغاواط

هل تساعد «ذئاب تشيرنوبل» في تطوير علاجات للسرطان؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *