القمة العربية الإسلامية دعوة لوقف الحرب وتحذير من “توسيع المواجهة”


شهدت القمة العربية الإسلامية الطارئة في العاصمة السعودية الرياض، السبت، إدانة جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين، والدعوة إلى الوقف الفوري لإطلاق النار، والتحذير من “توسيع المواجهات العسكرية في المنطقة”. “

دعا ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، السبت، إلى وقف فوري “للعمليات العسكرية في قطاع غزة”.

جاء ذلك في الكلمة الافتتاحية للقمة العربية الإسلامية المشتركة الطارئة بالرياض، بحسب ما بثته قناة الإخبارية السعودية.

وتتزامن القمة مع استمرار القصف الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم السادس والثلاثين، ويشارك فيها زعماء وزعماء وممثلو الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، بحضور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وقال ولي العهد السعودي إن انعقاد هذه القمة يأتي في ظل ظروف استثنائية ومؤلمة، و”نجدد رفضنا لهذه الحرب الغاشمة التي يتعرض لها الأشقاء الفلسطينيون”.

وأشار إلى أن المملكة العربية السعودية بذلت جهودا حثيثة منذ بداية الأحداث في غزة، واستمرت في التشاور والتنسيق لوقف الحرب، مجددا المطالبة بالوقف الفوري للعمليات العسكرية، والدعوة إلى إطلاق سراح الرهائن المحتجزين. والحفاظ على الأرواح.

وتابع: “إننا أمام كارثة إنسانية تشهد على فشل مجلس الأمن والمجتمع الدولي في وضع حد للانتهاكات الإسرائيلية، وهو ما يدل على ازدواجية المعايير”.

وأكد أن المملكة تؤكد رفضها القاطع لاستمرار العدوان والتهجير القسري لسكان غزة، وتحمل سلطات الاحتلال مسؤولية الجرائم التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني.

وتابع ولي العهد السعودي: “نحن على يقين بأن السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة هو إنهاء الاحتلال والحصار والاستيطان وحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة ذات الشرق”. القدس عاصمة لها.”

وأعلنت وزارة الخارجية السعودية، ليل الجمعة والسبت، في بيان لها، عقد قمة عربية إسلامية مشتركة، السبت، بشأن تطورات الأوضاع في قطاع غزة، بدلا من قمتين، بعد التشاور العربي والإسلامي.

من جانبه أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني خلال كلمته في القمة أن غزة تتعرض لحرب قبيحة، مؤكدا أن العالم سيدفع ثمن “الفشل” في حل القضية الفلسطينية.

وقال: “إننا نجتمع اليوم من أجل غزة وأهلها وهم يقتلون ويدمرون في حرب بشعة يجب أن تتوقف فوراً، وإلا فإن منطقتنا قد تصل إلى صدام كبير سيدفع ثمنه الشعب الفلسطيني”. أبرياء من الجانبين، وستؤثر عواقبهم على العالم أجمع”.

وأشار إلى أن هذا الظلم لم يبدأ قبل شهر، بل هو امتداد لأكثر من سبعة عقود سادت فيها عقلية القلعة وجدران العزل والاعتداء على المقدسات والحقوق، وكان أغلب ضحاياه من المدنيين الأبرياء.

وأضاف: “إنها نفس العقلية التي تريد تحويل غزة إلى مكان غير صالح للعيش. فهي تستهدف المساجد والكنائس والمستشفيات، وتقتل الأطباء وفرق الإنقاذ والإغاثة، وحتى الأطفال والشيوخ والنساء”.

وأوضح العاهل الأردني أن الظلم الذي لحق بأشقائنا الفلسطينيين هو دليل على فشل المجتمع الدولي في إنصافهم وضمان حقوقهم في الكرامة وتقرير المصير وإقامة دولتهم المستقلة على خطوط يونيو. 4 تشرين الثاني 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وقال: “لا يمكننا أن نبقى صامتين إزاء الأوضاع الكارثية التي يواجهها قطاع غزة والتي تخنق الحياة وتمنع الوصول إلى العلاج… بل يجب أن تظل الممرات الإنسانية مستدامة وآمنة، وليس من المقبول حرمانهم من الغذاء والدواء والمساعدات الإنسانية”. المياه والكهرباء لأهل غزة، فهذا السلوك جريمة حرب يجب إدانتها”. العالم”.

وأكد أن الأردن سيستمر في أداء واجبه في إرسال المساعدات الإنسانية للأشقاء الفلسطينيين بكل الوسائل الممكنة، لافتا إلى أن قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن غزة كان انتصارا للقيم الإنسانية وانحيازا للحق في الحياة. والسلام، وإجماع عالمي على رفض الحرب، وهو القرار الذي جاء بجهد عربي مشترك.

وفي السابع والعشرين من الشهر الماضي، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة مشروع قرار يدعو إلى هدنة إنسانية فورية في غزة، بناء على مشروع قرار مقدم من الأردن.

عباس: إسرائيل بدأت حرب إبادة

بدوره، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن إسرائيل بدأت “حرب إبادة لا مثيل لها” ضد الشعب الفلسطيني، و”تجاوزت كل الخطوط الحمراء”.

وأضاف خلال كلمته في القمة: “عقلي لا يستوعب الدمار الذي لحق بالمستشفيات والمدارس في قطاع غزة، ولا يصدق عقلي أن هذا يحدث أمام أعين العالم دون توقف فوري للحرب الوحشية”.

وحمل إسرائيل ومن يدعمها ويحميها المسؤولية الكاملة عن مقتل وجرح كل طفل وامرأة وفلسطيني، متعهدا “بمحاسبتهم ومعاقبتهم في المحكمة الدولية، حتى لو ذهبوا إلى آخر الدنيا”.

كما حمل الرئيس الفلسطيني الولايات المتحدة “التي تتمتع بالنفوذ الأكبر في إسرائيل” مسؤولية غياب الحل السياسي.

ودعا عباس مجلس الأمن الدولي إلى تحمل مسؤولياته لوقف العدوان فورا، وضمان دخول الإمدادات الطبية والغذائية، وتوفير المياه والكهرباء والوقود إلى قطاع غزة، ومنع تهجير الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية وقطاع غزة. بيت المقدس.

وقال: “لن نقبل بالحلول العسكرية والأمنية، بعد أن فشلت جميعها، وبعد أن قوضت سلطات الاحتلال حل الدولتين، واستبدلته بتعميق الاستيطان وسياسات الضم والتطهير العرقي والتمييز العنصري في الغرب”. الضفة والقدس، والحصار على قطاع غزة، وانتهاك الوضع التاريخي والقانوني للمقدسات”.

وأكد أن قطاع غزة جزء لا يتجزأ من دولة فلسطين، والحل السياسي يجب أن يشمل كامل أراضي دولة فلسطين بما فيها الضفة الغربية والقدس وغزة، رافضاً “القرصنة الإسرائيلية لأموالنا التي نرسلها”. شهرياً إلى قطاع غزة الذي لم نتركه يوماً واحداً”.

وقال عباس إن جرائم الاحتلال تجاوزت الخطوط الحمراء بقتل وجرح أكثر من 40 ألف فلسطيني.

وتحذير من توسع المواجهات العسكرية في المنطقة

أما الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي فحذر من وقف الحرب في قطاع غزة، مؤكدا أن “عدم وقف الحرب في غزة يهدد بتوسيع المواجهات العسكرية في المنطقة”.

وقال السيسي إن القمة تأتي في ظروف استثنائية يمر فيها الزمن على الشعب الفلسطيني الذي يقتل ويحاصر ويعاني من ممارسات غير إنسانية “تعيدنا إلى العصور الوسطى، وتتطلب موقفا جديا من المجتمع الدولي.”

وأشار إلى أن مصر حذرت مرارا وتكرارا من مغبة السياسات الأحادية، وهي تحذر الآن من أن الفشل في وقف الحرب في غزة يهدد بتوسيع المواجهات العسكرية في المنطقة.

وأكد أنه مهما كانت محاولات ضبط النفس، فإن طول مدة الهجمات ووحشيتها غير المسبوقة، كفيل بتغيير المعادلة وحساباتها بين عشية وضحاها.

وأوضح الرئيس المصري، “كما يمر الوقت بصعوبة على فلسطين وشعبها.. يمر علينا، وعلى كافة الشعوب ذات الضمائر الحرة، مؤلما ومحزنا، يكشف شرور الكيل بمكيالين، واختلال المنطق السليم، وعدم اتساق المطالبات الإنسانية التي تقع بشكل مدوي في هذا الاختبار الكاشف.

وأوضح أن مصر تدين منذ البداية استهداف وقتل وترهيب كافة المدنيين من الجانبين وكل الأعمال المخالفة للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي.

وجدد التأكيد على “هذه الإدانة الواضحة”، مؤكدا في الوقت نفسه أن سياسات العقاب الجماعي لأبناء غزة من قتل وحصار وتهجير قسري، غير مقبولة ولا يمكن تبريرها بالدفاع عن النفس أو بأي ادعاءات أخرى. “ويجب إيقافه فوراً”

ودعا الرئيس المصري إلى وقف فوري ومستدام لإطلاق النار في قطاع غزة دون قيود أو شروط، وضرورة وقف الممارسات التي تستهدف التهجير القسري للفلسطينيين إلى أي مكان داخل أراضيهم أو خارجها.

رئيسي يدعو إلى “تسليح الفلسطينيين”

من جهته، دعا الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الدول الإسلامية إلى تصنيف الجيش الإسرائيلي “منظمة إرهابية” على خلفية عمليته المسلحة في قطاع غزة.

كما دعا رئيسي الدول الإسلامية، في كلمة ألقاها أمام القادة العرب والمسلمين المجتمعين في الرياض، إلى “تسليح الفلسطينيين” إذا “استمرت الهجمات” في القطاع الفلسطيني المحاصر.

ويشن جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 36 يوما حربا جوية وبرية وبحرية على غزة “دمر خلالها أحياء سكنية على رأس سكانها”، مما أسفر عن مقتل 11078 فلسطينيا، بينهم 4506 أطفال، و3027 امرأة، و678 مسنا. وإصابة 27490 بإصابات مختلفة، بحسب مصادر رسمية، حتى مساء الجمعة.





المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *