إسرائيل تقتل فلسطينياً وتعتقل عشرات وتفجّر منزل العاروري في الضفة
قتلت إسرائيل مسناً فلسطينياً في الضفة الغربية، وفجّرت منزل القيادي في حركة «حماس» صالح العاروري، واعتقلت أكثر من 60 مطلوباً لها، قبل أن يهاجم مستوطنون فلسطينيين قرب قلقيلية شمال الضفة، ويُطْعن 2 من المستوطنين، في يوم ساخن آخر في الضفة.
واقتحم الجيش الإسرائيلي معظم مدن ومخيمات الضفة الغربية يوم الثلاثاء في عمليات واسعة، أصبح ينفذها ليل نهار منذ هجوم «حماس» المباغت (طوفان الأقصى) في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الذي خلّف 1400 قتيل إسرائيلي، بهدف قتل واعتقال مطلوبين.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن المسن روحي رشيد صوافطة (70 عاماً) قضى برصاص الجيش الإسرائيلي بعد إصابة مباشرة في الوجه أثناء اقتحام الجيش مدينة طوباس شمال الضفة.
واقتحم الجيش طوباس إلى جانب مناطق أخرى مثل بيت لحم والخليل ورام الله ونابلس وجنين وطولكرم بهدف اعتقال فلسطينيين قبل أن تندلع مواجهات عنيفة.
واعتقل الجيش الإسرائيلي من طوباس نادر صوافطة أحد مسؤولي «حماس» بعد مطاردة استمرت أسابيع عدة. وفي أثناء ذلك أصيب 10 فلسطينيين بالرصاص الحي، وهو مشهد يتكرر تقريباً يومياً في معظم المحافظات الفلسطينية.
وفي قرية عارورة شمال غربي رام الله، فجّر الجيش الإسرائيلي منزل نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» صالح العاروري بعد أن وضع يده عليه أسبوعين، وحوّله إلى مقر تابع للمخابرات.
واقتحمت قوات كبيرة القرية، وحاصرت المنزل ثم فجرته بالكامل، ورفعت على ركامه لافتة كتب عليها «حماس = داعش».
وتتهم إسرائيل العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي في «حماس»، المنحدر من الضفة والمسؤول عنها، بأنه يقف خلف بنية «حماس» التحتية في الضفة وكذلك في لبنان، وأنه الذي عمل على فكرة ربط الساحات.
ويعد العاروري على رأس قائمة الأهداف الإسرائيلية في قيادة «حماس» التي تعيش في الخارج، حتى قبل عملية «طوفان الأقصى»، وبعدها أصبح 1 من بين 6 في «حماس» تريد إسرائيل اغتيالهم بأي ثمن. وتقول إسرائيل إن العاروري يعيش في لبنان تحت حماية «حزب الله».
وفي طولكرم وجنين ونابلس وبيت لحم، واجه الجيش الإسرائيلي مقاومة من الفلسطينيين بعضها استخدمت فيها الأسلحة.
وقالت «كتائب شهداء الأقصى – الرد السريع»، و«سرايا القدس – كتيبة طولكرم»، إنهما أوقعتا «قوة راجلة من جيش الاحتلال في كمين محكم في منطقة شويكة (طولكرم)». وأضافتا في بيان مشترك: «استهدف مجاهدونا القوة بإطلاق كمية كثيفة من الرصاص المبارك على القوة، ونؤكد وقوع إصابات في صفوفهم».
وبقتل المسن صوافطة يرتفع عدد الذين قتلتهم إسرائيل منذ السابع من أكتوبر في الضفة إلى 125، ويشمل ذلك الطفل محمد عبد القادر الخراز (14 عاماً)، الذي قضى، الثلاثاء، متأثراً بإصابته بالرصاص الحي خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي، قرية زواتا، غرب نابلس يوم الاثنين، بينما جرح أكثر من 2000 فلسطيني، واعتقل نحو 1600.
وأظهرت مقاطع فيديو تناولها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، مشاهد من حملة الاعتقالات التي نفذت، الثلاثاء، أظهرت تنكيل الجنود الإسرائيليين بمعتقلين عبر الضرب المبرح والمهين والشتم.
وجاء جزء كبير من هذه الاقتحامات في وقت مبكر من الصباح، وهو نهج دأبت عليه إسرائيل بعد السابع من أكتوبر، في محاولة لإبقاء كل الضفة الغربية ليلاً ونهاراً في وضع متوتر ودفاعي.
وكان الجيش الإسرائيلي يشن غاراته عادة في وقت مبكر من الليل وينتهي قبل الفجر، على أن يمارس الفلسطينيون حياتهم الطبيعية بعد ذلك، لكنه أصبح يقتحم في الصباح وفي أوقات أخرى من النهار مربكاً إلى حد كبير الحياة العامة في الضفة.
وصعّدت إسرائيل إجراءاتها في الضفة الغربية منذ عملية «حماس»، ورفعت التأهب، وأغلقت الضفة بشكل كامل، وحولتها إلى معازل بعدما حاصرت المدن والقرى ببوابات حديدية وكتل إسمنتية وحواجز ترابية. كما بدأت في تسليح المستوطنين بذريعة الخوف من تصاعد التوترات في الضفة.
وهاجم مستوطنون مجموعة من الفلسطينيين قرب مستوطنة «كارني شمرون» عند قلقيلية شمال الضفة الثلاثاء، ودافع الفلسطينيون الذين كان معظمهم رعاة أغنام، عن أنفسهم، وأسفرت المواجهات عن إصابات في الطرفين.
وأصدرت حركة «فتح» بياناً، الثلاثاء، حذرت فيه من «التصعيد الاحتلالي المتنامي، والتسليح الإضافي للمستعمرين، واستمرار استباحة دمنا»، ودعت الفلسطينيين في الضفة للدفاع عن أنفسهم في وجه الاحتلال والمستعمرين «مهما علت التضحيات».
كما حذرت الحركة من «انفراد الاحتلال بالمعتقلين، وتصعيد إجراءاته القمعية بحقهم»، مؤكدة: «سنقف وشعبنا نصرة وإسناداً لهم في كل الظروف».